خبيرة أسرية: الخيانة الزوجية على النت.. و"الرجل بيحب أي تاء مربوطة"
الخميس 07/يناير/2021 - 11:51 م
إسلام علام
انتشرت في الفترة الأخيرة ثقافة زيارة مكاتب الاستشارات الأسرية، فمع تضخم وزيادة المشاكل الزوجية لم تعد الأسر تخجل من البحث عن حل حقيقي، وهى خطوة غالبًا ما تأتي قبل الإنخراط في دوامة محاكم الأسرة.
وعن المبادرة فقد تكون من الزوج أو الزوجة فهو الطرف الصادق والجاد للحل، ويا حبذا لو اتفق الطرفان على المبادرة سويًا ومع أن الاستشاريين لا يكتبون "روشتات" ولا مصرح لهم بوصف علاج، إلا أن توصياتهم باستخدام منهج العلاج السلوكي المعرفي وإعادة الثقة بالنفس والمساعدة في ترتيب الأفكار وتوضيح الجوانب التقصيرية تنجح غالبًا في المحافظة على عش الزوجية بل تولد في أحيان كثيرة ألفة ومودة جديدة.
والتقت "هير نيوز" في حوار خاص مع رانيا هاشم، الخبيرة الأسرية والناشطة الاجتماعية والكاتبة والباحثة في قضايا المرأة بمرجعية إسلامية، وإلى نص الحوار:
- لماذا اخترتي مجال الاستشارات الأسرية؟
الواقع هو الذي فرض عليّ الاتجاه إلى أنشطة العلاقات الأسرية من زيادة العنوسة وزيادة نسب الطلاق، وزيادة التوترات بين الأزواج مما تسبب في تشرد الأطفال، والانحياز التام للذكورية أو النسوية مع عدم وجود مرجعية وتشويه الأحكام الإسلامية الخادمة للمجتمع والتي تم نفيها كأنها جرم في حين أن الخيانة أصبحت مقبولة وتعدد العلاقات مقبول سواء من الرجل أو المرأة وهي أشياء غريبة عن مجتمعنا وأثرت فينا وفي الأجيال الحديثة مما تسبب في انعدام الأخلاق وزيادة التحرش وغيره.
- ما هو سبب زيادة نسب الطلاق حاليًا؟
زيادة الطلاق راجع لتغير الفكر عن الحياة الزوجة عند المرأة أكثر من الرجل والتي تطالب بالاستقلالية التامة، فالمرأة العربية تريد الامتيازات الإسلامية من الرجل من حيث النفقة والتكافل والمعاملة الحسنة وعدم التقبيح والضرب بالإضافة للامتيازات الغربية في أن يكون لها "كارير" خاص بها ومستقلة ولها كلمتها وتستطيع الخروج كما تشاء، ولا يفرض عليها رأي مهما كان.
فهي تريد الامتيازات الإسلامية التي شرعها الله مع الامتيازات الغربية التي ابتدعتها النسوية تحت شعار المناداة بالمساواة وتفوق العنصر النسوي.
ولهذا يُصفني بعضهم بعدو المرأة، وفي الواقع هم أعداء المرأة الحقيقيين لأن ما يظهرونه رحمة وفي باطنه عذاب أليم، حيث يطالبون بالمساواة الكاملة للمرأة مع الرجل.
- هل ترين السوشيال ميديا سببًا في زيادة نسب الخيانة الزوجية؟
بالفعل السوشيال ميديا أدت لزيادة نسب الخيانة بشكل كبير وهذا يعود لأكثر من سبب، منها الأريحية في التعبير عن المشاعر على السوشيال الميديا والإسهاب في طرحها وهذا ما أدى لتجرأ الرجال على مغازلة النساء بطرق غير مباشرة، مثل زوجة كاتبة عن نفسها منشور تمدح نفسها فيه فالرجل بطبيعة الحال سيمدحها أكثر والمرأة تعشق بأُذنها ومن هنا يفتح باب للحديث بينهم لا أحد يعلم نهايته.
وثاني الأسباب تضخيم المشاعر السلبية وتحليلها بشكل مفرط فيه على السوشيال ميديا، والانسياق وراء البوستات العامة التي تظهر في غالبيتها كـ كوميدية، أو تلك التي يتعمد نشرها الرجال مدعي وناصري النسوية والتي تهدف لتخبيب الزوج على زوجها، فإذا لم يفعل فهو لا يحبك إذا لم يشتري لك كذا فهو لا يحبك ومثل هذا الكلام الإنشائي، فعلى الزوجة أن تكون واعية وواقعية فهي الأعلم بأحوال وظروف زوجها الخاصة، وهم في الحقيقة رجال لا يبتغون إلا إعجاب النساء وصيدهن في شبائكهن.
- كيف توفق المرأة العاملة بين العمل والبيت؟
لابد على كل زوجة أن تعرف بينها وبين نفسها ماذا تريد أكثر؟، هل تريد أن تصرف على أطفالها أكثر أم تأهلهم نفسيًا أكثر، لو نفسيًا فلابد أن يكون تواجدها معهم دائم على الأقل أول أربع سنوات من حياتهم مهما كانت الظروف الاقتصادية، بعد الأربع سنوات لو لديها القدرة في وقت الفراغ أن توفق فلا حرج.
والمشكلة أننا ننظر للمرأة الغير عاملة أنها غير مستثمرة لقدراتها ومواهبها مع أنها تستثمر في أولادها، فما الفائدة لو كانت وزيرة وأولادها غير مؤهلين نفسيًا على التعامل ومواجهة المجتمع وفاشلين دراسيًا، فلابد أن يكون هناك توازن عند التفكير في الذات أو في الأولاد، ولا يجب أن تكون مستهلكة فلابد أن تكون مستثمرة ولا أفضل من الاستثمار في الأولاد.
- ماذا يفضل الرجل الست العاملة أم ربة المنزل؟
الرجل يفضل كل الستات أي تاء مربوطة يقع في غرامها.
- ما أكثر 3 مشاكل شائعة طُرحت أمامك؟
المشكلة الأولى عدم قوامة الرجل بمفهومها الصحيح، فهناك من لا يعرف معنى القوامة الحقيقية فيكون "جنتل مان" لدرجة الخضوع، وهناك من يفهمها أنها بالضرب والشتيمة وهذا يكون ناتج عن ضعف شخصيته، وهذه مشكلة الرجل وليست الست، فهو غير قادر على فرض قوامته.
والثانية البيئة المحيطة والرغبة في الانفصال عنها، فالعوامل الخارجية مهمة وتؤثر علينا، إلا لو هناك قوة داخلية كافية لمحاربة من حولي، فلا أكون متأثر بهم وأريد أن أكون غيرهم.
والمشكلة الثالثة هي الفتور والصمت الزوجي والإهمال من الطرفين.
- ما هي نصائحك للبنات المُقبلات على الزواج ؟
أنصحها أن تكون واقعية جدًا، تنسى الروايات والأفلام والأغاني، تعرف أنها داخلة شراكة، والشراكة لها حدود التي حددها الله عز وجل من خلال معرفته الكاملة بقدراتك وإمكانياتك فالله لا يظلمنا، فالله لم يجعل لك الحمل والولادة وتربية الأطفال لأنه يظلمك حاشاه أو ليقوي الرجل عليك، وإنما لمعرفته بنفسيتك وهرموناتك وفيسولوجيتك، بالإضافة إلى أن طاعة الرجل ليست إذلالاً وإنما هي طاعة طبيعية لأي قائد سفينة حيث لا يقودها اثنين، فمن يقود السفينة تلزمه الطاعة، كما يجب عليه الرحمة ومراعاة رفقائه.