الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

«أنت تربية ست».. لقب يُزعج الأبناء وتتحمل الأمهات آثاره السلبية

الخميس 07/يناير/2021 - 03:39 م
هير نيوز



«أنت تربية ست»، مصطلح يُطلق على الشباب والفتيات ممن تربوا على أيد أمهاتهم، سواء انفصلت هذه السيدات عن أزواجهن، أو ترملن بعد وفاة أزواجهن، لكنه يترك الكثير من الآثار السلبية في نفس ممن يُطلق عليه.

بوابة «هير نيوز»، تستعرض حكايات الشباب والفتيات معه، كما تستعرض الآثار المترتبة على هذا اللقب، من خلال الدكتورة فاتن قنصوة، أستاذ علم النفس بكلية الآداب.

عاش طوال 26 عامًا لا يعرف أمًا غيرها ولا أبًا غيرها، بعدما توفي والده وهو في بطن أمه، لتتولى هي تربيته ورعايته، حتى انتهاء مرحلته الجامعية، لكنه كثيرًا ما يُطلق عليه لقب «أنت تربية واحدة ست»، لحبه الشديد لأمه التي أفنت عمرها لأجل تربيته وأشقائه، لكن أصدقاءه يطلقون عليه هذا اللقب أحياناً للتنمر أو اتهامه بضعف الشخصية، هذا هو حال الشاب «عمر.ر.م»، الذي تخرج في كلية العلوم بجامعة القاهرة.

يروي الشاب معاناته من ذاك اللقب قائلاً: «الناس بيفسروا حبي لأمي غلط، بيقولولي أنت ابن أمك، علشان دايما بحكي عنها وبسمع كلامها، ولكن المصطلح ده بيتقال للشباب والبنات اللي ربتهم سيدة، مع أن أمي وغيرها من الستات تحملن كثيراً، وهن بـ100 راجل، الست اللي تتولى تربية أولادها لأي سبب من الأسباب، هي ست عظيمة، ويجب تكريمها من المجتمع، وليس التنمر على أولادها بهذا اللقب الصعب».

يضيف عمر: « شخصيتي مش ضعيفة لكن دايماً بنسب نجاحي في حياتي لأمي، أنا معرفش غيرها، أبويا مات وأمي حامل فيا 7 أشهر، وكانت أم وأب واشتغلت وكافحت لحد ما ربتني أنا واخواتي وعلمتنا تعليم محترم، ولما حد يقولي أنت تربية واحدة ست برد وأقول طبعاً وبفتخر بده، أنا أمي أجمل واحدة ست وربتنا أحسن تربية، لكن المجتمع بيبقى قصده إهانة».

قصتها تبدو مختلفة قليلاً عن عمر، فزملاؤها وأهل والدها يتهمونها أنها «تربية واحدة ست»، على الرغم من أنها فتاة لم يتخط عمرها 22 عاماً: «أهل أبويا دايماً بيقولي إنتي تربية واحدة ست، علشان مببقاش عاوزة أروح عندهم بعد أبويا ما طلق أمي ورمانا في الشارع، وتولت هي الإنفاق علينا وتربيتنا لحد ما اتخرجنا من التعليم»، بهذه العبارات تروي «ميار. م.ج»، قصتها مع اللقب.

تقول ميار: «بحب اللقب أوي وببقى فخورة، لكن الناس بتقوله على سبيل الإهانة، وكأن تربية الست مش مظبوطة، مرتبطة بالتسيب والإنفلات مع أن ده مش حقيقي، الست بتتحمل ضغوط كتيرة جداً ومسئولية عن الراجل لكن طوال الوقت بتكون متهمة، لو أبنائها فيهم حد سلوكه غير سوي يبقى بسبب تربية الست، ودا مش صح».

فاتن قنصوة، أستاذ علم النفس بكلية الآداب أكدت، أن لهذا اللقب مخاطر نفسية، على من يطلق عليهم، منها إحساس الشاب أو الفتاة بالضعف في بعض الأحيان: «بيحسوا بالضعف، لما بيحسوا بالتنمر عليهم، والناس بتطلق اللقب ده مثلا، على شاب متعلق بأمه، أو فتاة نفس القصة، لكن بيترك آثر سلبي في نفسيتهم، والحل أنهم دايماً يواجهوا ده بأعمال كويسة تثبت أن تربية الست أحياناً تكون أفضل من الرجل».

تضيف أستاذ علم النفس، أن السيدة هي من تتولى التربية حتى في وجود الأب في بعض الأوقات: «في رجالة بيكونوا عبارة عن بنك بيصرف وخلاص، لكن ميعرفوش حاجة عن تربية أو سلوكيات أبنائهم، على العكس في ستات بتتحمل المسئولية كلها، والأمر ده متعلق بأننا مجتمع ذكوري، بيرفض حق السيدة حتى في تربية أبنائها».