الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

الباحثة الإعلامية نانسي نبيل فودة تكتب: الإعلام الإلكتروني والقضايا الفارغة

السبت 11/يونيو/2022 - 06:48 م
هير نيوز

في الآونة الأخيرة شهدت الصحف الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي الكثير من القضايا التي تم التركيز عليها بشكل كبير وبدأ في تداولها موقع ثم آخر حتى تم إدراجها تحت شق أهمية المشاهده والمتابعه، وعندما تم الرجوع إلى القضية أو أبطال القضية المطروحة التي أخذت الكثير من الاهتمام سواء من صحف أو مواقع إلكترونية وجدناها قضية فارغة لا تحتوي أي مضمون أو هدف  للمجتمع تم عرضها بأكثر من طريقه فقط حتي يتم حصاد الأرباح المادية بدلا من الأرباح الفكرية الراقية، ففي محتواها الفارغ الخاوي نجد أن الصحف والمواقع  المعروفه والغير معروفه فعلت من بعض الأفراد المخطئين في حق المجتمع أبطالا ووضعت فيهم وفي منتجاتهم التي يروجون لها الكثير من الثقة والأمانة، على الرغم من منتجاتهم مجهولة المصدر ، وأيضا لم يقتصر علي ذلك الأمر بل استخدمت بعض العبارات والكلمات التي تناولتها بطلة الحدث ( قمر الوكاله) على أنها تريند ، يتناول هذه العبارات المنحدرة كثيرا من شباب المجتمع دون وعي أن هذه العبارات  تضر برقي والأسلوب المجتمعي الصحيح، والسؤال هنا  هل هذا دور الإعلام الإلكتروني  لبث الرساله الفكريه الصحيحة لنشر فكر جديد؟ أو أن يترك الساحة لأشخاص بدلا من أن يحاسبوا تركوا لمجتمع بأكمله يبيعوا لهم الخطر معبأ في أشكال متعددة من السلع المغشوشة..

وإذا تطرقنا إلي صورة أخرى من القضايا الفارغة التي تستفز فكر المشاهد وهو عرض القضية التي تناولت واقعة العروس التي تفرض شروطها على عريسها بأن يعامل والدتها فوق الكل مع تهميش أهل زوجها ، فهل هذا ما يتم تصديره لكل مقبل على الزواج أن الزوجة تهمش أهل زوجها وتضع والدتها فوق الجميع فهذا يتعارض مع فكر مجتمعنا وديننا لان الزواج مبني على عدم الأفضلية بين أهالي الطرفين من العروسين لأن كلا من الأسرتين تعبوا وتفانوا في تربيتهم  ولم يبخلوا عليهم حتى أتموا الأهل رسالتهم معهم بأن جعلوهم أزواج صالحين سعوا لتكوين أسرة جديدة ،  أما من الناحيه الدينيه فالزوج بالنسبة للزوجة هو المرتبة الأولى في كل شيء  بأحقيته مقدمة عن جميع أسرتها ، أما بالنسبه لفعل العروس لإلزامها ووضع شروطها بأنه يكون الزوج مسلوب الرأي أمام والدتها وتقرر وتشترط العروس أن والدتها كلمتها سمعا وطاعا من الزوج في كل شيء  فهذا يرفضه المجتمع والدين، فعدم المساواة بين أهالي العروسين يجعل هناك الكثير من المشكلات الناشئه في حياتهم مما يدفعهم إلي المقارنة ثم التدخل من الأهل مما يؤدي إلي تعكر صفو الحياه وفي النهاية الطلاق،  أما بالنسبة لتطرق المواقع والصحف لهذا الفعل الصادر من العروس وجعل الكثير من البنات يقتدن بهذا الشرط والإلزام قبل الزواج  دون معرفة ما هو جائز وما هو مخالف فعله لمجرد أنه وصل إلي التريند والشهرة فهذا يعتبر كارثه لأنه يدفع الشباب إلي الخوف من  أن يتزوج عروس حياته وإنما يتزوجها وملزم أن يكون منعدم الرأي أمام تعليمات أهل  العروس ،  مما يجعل هناك سلب للشخصيه وتهميش أحقيه أهله في أي رأي، ومن هنا نتطرق أيضا بطرح سؤال.. هل هذه الأخلاق السوية التي يتم تصديرها للمجتمع حتى يقتدوا بها في حياتهم دون النظر إلي عواقب هذا الجهل الفكري التي يتم مخاطبة بها جميع أنواع طبقات وأفكار المجتمع السليم ؟ أم حرصا فقط على تحقيق الأرباح وأن يتمشوا مع موجة التريند دون النظر إلي أهمية أو مضمون الرسالة الموجهة للمجتمع؟

الرسالة الإعلامية الهادفة يجب أن تكون حريص على مضمونها  كل صحيفة أو موقع حفرت إسمها في مجال الإعلام واكتسب ثقة القارئ منذ سنوات ثم المشاهد في الوقت الحالي  فهي رسالة تضمن وجود الأهمية والمضمون والمحتوى حتى لا تغامر باسمها في سبيل الأرباح أو التريند عن طريق سقوط الثقة بينها وبين المجتمع من خلال نشر الأخبار والقضايا الفارغة الخاوية من كل مضمون مفيد وهادف لكل متابع.

 

اقرأ أيضًا..

الباحثة الإعلامية نانسي نبيل فودة تكتب: قضايا تُذهل العقل

ads