زوجات المُدمنين.. ندفع ثمن الأمومة ضرب وذل وإهانة
الثلاثاء 05/يناير/2021 - 10:02 م
ميادة فتحي
يتحملن أعباء ومسؤوليات تفوق قدراتهن، يعانين من أزمات كثيرة، وبعضهن يضطر للعيش مع أزواجهن حفاظًا على أسرهن من التفكك، لكن يواجهن مصيرًا مجهولاً وعليهن تقبل أوضاع أزواجهن المُهينة.
لم يكن لاسمها نصيب من حياتها، فأحلامها التي راودتها تحطمت تحت صخرة إدمان زوجها، لكنها مضطرة للعيش معه من أجل طفليها، اللذان لم يبلغان الثامنة والعام الواحد، لكنها تعيش بـ«بقايا زوجة»، هكذا هى «أحلام. م.خ»، الزوجة التي لم تُكمل عامها الثامن والعشرين بعد.
تقول "أحلام": « تزوجت في سن الـ18 عامًا، من شخص يعمل حلاق وعامل بناء، وظننت أنني ساكون سعيدة مع رجل اختاره أهلي، لكن حياتي تبدلت تمامًا بعد نحو 4 أعوام من الزواج، حيث أكتشفت أن زوجي مدمنًا للمخدرات ويتعاطي كبسولات مخدرة بزعم تحمل ضغط الشغل، لتنقلب حياتنا لجحيم».
تضيف الزوجة: «حاولت إبعاد زوجي عن تناول المخدرات، لكنه لم يسمع لي، حتى أصبح مدمنًا، وساءت حالته النفسية والجثمانية، فبدأت معاناتنا مع الأطباء، حتى نفذت كل أرصدتنا في الحياة، من مال وقوة وصبر وحتى الستر، أصبح أهل القرية جميعًا يعلمون بإدمان زوجي، بعنا مانملك من أجل علاجه، لكنه في كل مرة كان أقوى منا، يهرب من المستشفيات، ويعود للإمان، يُكسر ويخرب، ما تبقى من أثاثنا، حتى إنه يضربني حتى كسر قدمي من قبل».
وتابعت: «خارت قوتي وأصبحت بقايا زوجة مُحطمة، لاتعرف للحياة طعمًا ولا لونًا، لكنني مضطرة للتحمل من أجل طفلاي، أعمل في الأراضي، كي أستطيع توفير لقمة عيش لطفلاي، لكنه داسم التعدي علي لأخذ الأموال مني، حتى إن أهله حاولوا مراراً علاجه، لكنهم فشلوا كما فشلت أنا».
تتمنى الزوجة العشرينية، أن يتعافى زوجها، وأن يعود لحياته الأولى مرة آخرى، « كل ما اتمناه أن يتعافى زوجي، فالحمل ثقيل جدًا، وأنا لم أعد اتحمل، لكنني مضطرة».
اختلفت قليلاً تجربة، « سميحة.ف»، عن أحلام، حيث استطاعت سميحة أن تُثني زوجها عن هذا الطريق المسدود، لكنها خاضت رحلة طويلة من العلاج والانفصال بينهما.
تروي "سميحة" تجربتها قائلة، « كانت حياتنا تسير بشكل طبيعي، إلا أن تعرف زوجي الذي يعمل سائق توك توك، على مجموعة من أصدقاء السوء، فكانوا له كالشياطين، عرفوه طريق الإدمان، فأدمن المخدرات».
تضيف، « تحملت الوضع عامان، ولم استطع التحمل، فانفصلت عنه بعدما بعت كل ما أملك من أجل علاجه، كنت أصوره فيديو واجعله يري نفسه كيف يكون وحشًا أثناء تعاطيه للمخدرات، وحينما انفصلت عنه حاول التفكير، ثم عاد لي مترجيًا أن أعود، وعدت وتكررت تجربة المخدرت، فسلمت أمري لله، وقلت لن أهرب سأعالجه، بأي ثمن، وبدأت في اقتراض أموالاً من أهله وأهلي، وصممت على دخوله المصحة النفسية، وهناك تعافى وعادت حياتنا، وأتمنى ألا تتكرر هذه التجربة».
د. سلمى رجب، والمدرس المساعد في قسم الطب النفسي بكلية الطب، أكدت أن زوجة المدمن تتحمل أعباءً كبيرة، لكن عليها ألا تترك زوجها بحالته، فيجب العلاج الفوري، وأن تساعد زوجها على الاعتراف بأنه مدمن وأنه في حاجة للعلاج، لأن مريض الادمان لا يشقى.
وأوضحت، أنه لابد وأن يذهب المدمن للمراكز والمستشفيات المتخصصة، فضلاً عن توفير برامج كافية لتأهيل زوجات المدمنين لمعايشة الأوضاع.