الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

الباحثة الإعلامية نانسي نبيل فودة تكتب: قضايا تُذهل العقل

الأحد 05/يونيو/2022 - 05:48 م
هير نيوز

في الفترة الحالية التي نعيش فيها أذهلتنا العديد من القضايا التي انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل كبير، حيث نزعت منها جميع أنواع الرحمة، فهي أحداث خارقة للفطرة وقوانين الطبيعة، أحداث تقشعر لها الأبدان عندما نقرأ عنها أو نسمع عن وقوعها نشعر بأنه شيء من الخيال ولا يمكن حدوثه في الواقع مطلقا، ولكن للأسف حدث في الواقع حتى أذهل العقل وأوقفه عن التفكير، ففكره أن تجد أطفال رضع ملقون داخل صناديق القمامة أو على أرصفة الشوارع بأشكال وحشية معرضون لمصائرهم المجهولة أصبحت أحداث منتشرة ومتوالية على مسمع ومرئي الجميع، فقد نزعت الرحمة من قلوب هؤلاء البشر أين هي غريزة الأمومة والأبوة التي تحرك مشاعرهم للحفاظ على فلذات أكبادهم؟، أين حماية الأمانة التي تقع على أعناقهم ومسؤولون عنها أمام الله ، فهم لا ينتمون للعنصر البشري بأي صلة فمهما كانت العقبات والعراقيل والمخاوف التي واجهتهم أو تعبث في أذهانهم إلا أنها لابد أن تكون أضعف أمام قوه و فطرة الأمومة والأبوة ولكن في الحقيقه يسيطر الشيطان عليهم ويجعلهم يتحولوا إلى وحوش في صورة بشر منزوع منهم جميع أنواع البر والرحمة..

أما الأكثر من ذلك والذي يعجز القلم عن كتابته أو أن يصدقه العقل أن يقوم سواء أم أو أب بقتل فلذات أكبادهم الذين أستئمنوا علي حياتهم، فتمكنت الخيانه والغدر من كليهما حتي أرتكبوا الجرائم في حق أولادهم بدون أي ذنب لأبنائهم غير أن دوافع من ارتكب هذه الجرائم الوحشيه كانت دوافع شيطانيه تحمل في معانيها جميع أنواع الجحود والغدر والوحشيه، فعندما أمرنا الله عز وجل بالبر والطاعه للوالدين فهذا أمر إلزامي يتوجب علي كل ابن أو ابنه عليها الطاعه والبر لأن الأباء سعوا وتفانوا في التربيه وراعوا أمانه أبنائهم التي رزقهم الله بها ، مما توجب علي الأبناء البر والمعاملة الحسنه لوالديهم ، فالبر شئ متبادل يحمل كلمه الإحسان والرحمه التي تترك أثرها مابين الأبناء لأبائهم وبين الأباء والأمهات لأبنائهم لزرع جميع المعاني الجميله داخل قلوبهم ليكونوا بعد ذلك أبناء أسوياء ذات قدوه لأجيال أخري تزرع فيهم الود والرحمه، أما مايحدث في الأوقات الراهنه من أحداث خارجه عن المؤلوف وعن القوانين التي وضعها الله في الكون فهذا ينتج عن إكتساب الكثير من الأباء والأمهات للتصرفات العنيفه بسبب وقوعهم تحت طائله حب الذات وليس التضحيه من أجل الأولاد ، والذي ينجم عن عدم التأهيل الصحيح والتوجيه السليم من قبل آبائهم وأمهاتهم الذين جعلهم يقعوا تحت الكثير من مشكلات عدم تحمل المسؤولية وعدم إيجاد الحلول للمشاكل التي تواجههم ، والتي ظهرت أيضا بسبب الزواج المبكر والذي جعلهم يجهلون الكثير من التعاليم الصحيحة للحياة الأسرية السليمة وإنجرافهم تحت حب الذات لتعويضهم فترة الطفولة المسلوبة عمدا وأيضا وجود ضعف الإيمان والأخلاق في النشء أصبحت من المشكلات الكبرى حتى أصبحوا أمهات وأباء لا يستطيعون تغيير ما نشأوا عليه من قبل إلى أن وقعوا في كارثة عقوقهم لأبنائهم ثم هدمهم لأجيال سويه ضعيفة الثقة بنفسها وبالآخرين ولذلك يتوجب كل الحرص على أن نراعي ضمائرنا في تربيتنا لأبنائنا وأن نكون حريصين تمام الحرص على الإرشاد والنصح حتى نتغلب على مثل هذه الجرائم المخزية من مجتمعنا ليصبح مجتمع مشرق كما قال الشاعر..
 الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ

اقرأ أيضًا..

ads