«اسأل مع دعاء» يكشف كيف يتم الإنفاق بالعفو

ولتوضيح تلك الجملة سرد فضيلته ما حدث لأحد المسلمين خلال إحدى الغزوات حيث احتلم هذا الشخص خلال نومه وحينما استيقظ استشار من حوله ليُلزموه بضرورة الاغتسال بالماء لتحقيق التطهر وهنا انتاب الرجل الخوف؛ نظرًا لوجود جُرح غائر لديه في الجسم ويخشى من مجئ الماء عليه، ولكنهم لم يلتفتوا لذلك وبالفعل اغتسل الرجل بالماء ليتوفى بعدها، فذهبوا لسؤال الرسول إثر حدوث ذلك فيقول لهم الرسول "قتلتموه قتلكم الله إنما جواب العيْ السؤال" أي أن الجهل بالشيء يذهب بمجرد السؤال عنه فلامهم على أنهم لم يسألوا قبل أن يفتوه بهذا.

وفي ضوء تفسير الأسئلة التي كانت توجه للرسول يأتي توضيح الشيخ أشرف الفيل لقوله تعالى "ويسألونك ماذا يُنفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون"، حيث أوضح بأن هناك مرادفات في اللغة العربية حيث تأتي الكلمة بأكثر من معنى فكلمة العفو التي ذكرت في هذه الآية لها أكثر من معنى لعل من بينهم هو أن يعفو  الإنسان عن من ظلمه ويُسامح في حقه.

وأشار الشيخ أشرف الفيل إلى أن كلمة العفو هنا جاءت بمعنى الشيء اليسير أو ما زاد عنك من مال، فما قد يزيد عن الفقير من يسير المال ويريد أن يتصدق به في سبيل الله فليتصدق به، وأما الغني فما زاد عنه وإن كان كثيرًا ويريد أن يتصدق به فليتصدق به هو الآخر، ويتضح لنا من ذلك أن لفظ العفو جاءت مشتركة ما بين الغني والفقير دون تمييز.