خبيرة تنمية بشرية: الحصول على عمل في عصر كورونا يتطلب التخلي عن الأفكار التقليدية
الحصول على وظيفة ملائمة تعين الفرد على مواجهة مصاعب الحياة، أصبح متوقف على مايتمتع به من خبرات سابقة ومهارات شخصية، بعد زيادة العرض ونقص الطلب، خاصة بعد تفشي فيروس كورونا، ولجوء العديد من الشركات إلى تقليل العمالة والتحول الرقمي.
فعلى سبيل المثال، أعلن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، في سبتمبر الماضي على "تويتر"، عن خطط تهدف إلى تحسين مهارات القوى العاملة، عن طريق توفير دورات دراسية مجانية، وورش تدريب على المهارات الرقمية على الانترنت، بالإضافة إلى توفير مزيد من فرص التدريب المهني، من أجل إعادة بناء المهارات بشكل أفضل مما كان عليه الأمر قبل كورونا.
"هير نيوز" استطلعت آراء خبراء اقتصاد وتنمية بشرية للتعرف على أهمية تطوير المهارات في الحصول على عمل مناسب في عصر كورونا في السطور التالية:
يرى خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي ورئيس مركز العاصمة للدراسات والأبحاث الاقتصادية، أن الوظائف بعد جائحة كورونا تتطلب مهارات تقنية مختلفة، من بينها مهارة التواصل عبر الإنترنت، والبيع الإلكتروني، مشيرًا إلى ان هذه التجارة تحديًدا ازدهرت جدًا في مصر والعالم كله في الفترة الأخيرة، فالمبيعات تتم بشكل أساسي عبر الإنترنت بدون اجتماعات مباشرة وجهًا لوجه.
وتابع" علينا أن نعرف أن أزمة كورونا غيَّرت من ثقافة المستهلك ودفعته الكثيرين للجوء إلى التسوق الإلكتروني، وترتب على ذلك ظهور عدد كبير من تطبيقات التليفون المحمول الخاصة بالتسوق الإلكتروني".
وذكر أن العالم بأكمله سيتجه إلى التجارة الإلكترونية، حيث أن أوروبا تخطط أن يكون 70% من المشتريات إلكترونيًّا بحلول 2050، كما أن أهم القطاعات الصاعدة في سوق العمل، فالرقمنة هي المستقبل.
وأشار إلى أن خدمات الاتصالات ستشهد طفرة كبيرة، وسيزيد الطلب عليها مع دخول شركات كبرى للسوق المصرية في خدمات بيع الاتصالات اللاسلكية والإنترنت فائق السرعة، مما يتطلب أن يكون الفرد على ثقل كامل من المهارات المختلفة للحصول على العمل المناسب خاصة بتعلم التكنولوجيا.
أما علي الداوي، الباحث في علم الاجتماع والتنمية البشرية، أوضح أن فيروس كورونا كشف لنا بعض التوجهات الجديدة في فرص العمل ونوع العمل، فبعض الأعمال أصبح المكان فيها غير أساسي في ظل الإنترنت.
وأوضح الداوي أن الفرد يستطيع القيام بالوظائف المختلفة من أي مكان، وهو ما يتطلب تنمية المهارات والقدرات الذاتية والمهنية والوظيفية للفرد حتى يتمكن من ذلك.
ولفت إلى أن هناك دراسات عدة أجريت مؤخرًا في علم الاجتماع، أظهرت أن هناك خمس مهارات أساسية يبحث عنها أصحاب الأعمال ينبغي على راغبي العمل اكتسابها، وهي مهارات التواصل، ومهارات حل المشكلات، ومهارات التحليل، ومهارات خدمة العملاء.
وتابع" على الفرد الراغب في مجاراة سوق العمل أن يتخلى عن الفكر التقليدي وينمي مهاراته سواء مهارات التواصل، والتي تتطلب إتقان أكثر من لغة، بالإضافة إلى اللغة الأم، أو إتقان مهارات الكمبيوتر والإنترنت وتطبيقاتها من تجارة إلكترونية، وتسويق شبكي ومعلوماتي حتى يستطيع الفرد الحصول على فرصة عمل في ظل جائحة كورونا".
من جهتها أشارت منى إلهامي، خبيرة التنمية والاعداد البشري، إلى أنه أصبح على الفرد الآن التخلي عن الأفكار القديمة في الحصول على عمل، والتوجه إلى مواكبة التقدم التكنولوجي الذي نعيشه.
ونوهت إلهامي إلى ان الشركات تبحث الآن عن الشخص الذي يستطيع القيام بعدة أعمال مختلفة داخل الشركة ليسهل من عملية الحركة والاستفادة الكلية، وأيضًا تقليل العمالة والمصروفات، وزيادة الانتاج، لذلك أصبح التطوير المهني واكتساب المهارات المختلفة، من أهم الشروط للحصول على العمل المناسب ذو الدخل الكبير ليساعد في مواجهة ظروف الحياة.