إن الحفاظ على كرامة الزوجة أمام الآخرين من أحد أهم حقوقها المكفولة لها شرعًا والتي يجب على زوجها الحرص عليها وعلى مشاعرها، وبالرغم من ذلك فيوجد الكثير من الأزواج الذين لا يُعيرون لهذا الأمر أي أهمية، بل قد يتمادون في السخرية مع الآخرين على زوجاتهم مما يكن له وقع سيئ على نفسية الزوجة.

تعد إهانة الزوجة من قبل الزوج أمام الأخرين، أو من أهله أمامه دون أن يحاول الحفاظ على كرامتها لها بالغ الآثر على نفسيتها والتي ستظهر في فقدان ثقتها بنفسها، والشعور الدائم بالقلق والتوتر، كما ستتأثر نظرتها لزوجها والتي ستُفقده احترامها له، بل وقد تتفاقم الأمور إلى الحد الذي يجعل الزوجة تطلب الطلاق من زوجها نتيجة لثقل ذلك الأمر وضرره الكبير على نفسيتها.

أمرنا الله سبحانه وتعالى وكذلك نبينا محمد "صلى الله عليه وسلم" بضرورة الحفاظ على الزوجة وعلى كرامتها؛ حيث قال تعالى "وعاشروهن بالمعروف"، كذلك عدم القيام بسب الزوجة، وضرورة أن يتعامل الزوج مع أهل بيته بحُسن الخُلق والذي سينعكس على حياتهم بالخير والبركة، هذا وأوصانا نبينا الكريم بالنساء وذلك في حجة الوداع؛ حيث قال "صلى الله عليه وسلم": "استوصوا بالنساء خيرًا فإنهن عندكم عوان" كما قال "رفقًا بالقوارير"؛ حيث وصف الرسول المرأة بالقارورة وذلك لرقتها وسهولة تأثر نفسيتها بأي شئ لذا لابد من التعامل مع الزوجة بالرحمة والعطف وألا يذكر الزوج مساوئ زوجته أمام أحد كذلك يجب عليه أن يتغافل عن تقصيرها في واجباتها وألا يحتد عليها، وأخيرًا الصبر على أخطائها إلى أن تتعلم من خلاله.