هيام داود تكتب: التراكمات

كلمة أصبحت متداولة كثيرا في عصرنا الحديث ودائما ما يشار إليها بأن ترسبها حتما سيؤدي إلي الانفجار يوما ما .

لذلك ظهرت العديد من العلوم المختلفه لتشرحها ومدي تأثيرها علي حياة الفرد والمجتمع بل والعالم كله وصولا إلى العلم الأكثر شهرة وهو الطب النفسي.

فهو الطب المتخصص والذي يهتم بأدق التفاصيل.

 فهو يهتم بالتحليل الدقيق لسلوكيات الإنسان منذ مولده وحتي مراحل عمره المختلفة.

فهو يسرد التغيرات السلوكية التي تطرأ علي الإنسان منذ طفولته الي النضوج وحتي الشيخوخة.

خاصة التراكمات السلبيه التي تستقر في الأعماق ولا يشعر بها الإنسان عادة إلا إذا ظهر بإسلوب أو سلوك أمام الآخر يكون خارج عن المألوف المتعارف عليه لطبيعة شخصيته أو بيئته المحيطة .

وذلك إستدعي العلوم الي الاهتمام بهذه التراكمات فهي أشبه بالمفاعل النووي الذي لو أصابه أي عبث لانفجر ودمر نفسه ومن حوله.

فالضغط المستمر علي الشئ حتما سينفجر ولكن !

ليس شرطا أن يكون وقتيا بل تترسب إلي أن تصبح ثقيله ومعقدة للغايه.

 وأكاد أجزم أننا جميعا رأيناهم في بعض التصرفات حولنا وخاصة العنف وشرحها يطول ولكني اختصر قدر المستطاع.

فهو الأشهر تلك الأيام يتمثل في  العنف اللفظي أو المستتر أو البدني !

العنف اللفظي الذي يظهر في زلات اللسان  أو التهريج اللاذع(الهزار) أو تقديم النصائح والنقد بألفاظ قاسية.

العنف المستتر يظهر مابين الأشخاص المتقاربين جدا داخل الأسرة الواحدة أو في بيئه العمل وتتمثل في تحميل فرد دون الآخر مسئوليات ثقيلة باستمرار ومتاعب تفوق الحدود والطاقة .

أما عن العنف البدني هو دائما الأقل ذكاءا ولا يركن في سلوكه الي الرشد وأعتقد أن علاجه هو الأصعب لأنه لا يفكر .

ما قدمته يطول شرحه وتوثيقه ولكن إجمالا أري الاهتمام الاهم والافضل يكون بالطفولة والاعتناء بالبذور.

فالأكيد سينتج محصولا عالي الجودة وصحيا أن صح التعبير والتشبيه..فعلي سبيل المثال وليس الحصر أثبتت الدراسات أن أخذ الطفل دائما الي الاماكن الواسعه الرحبة تساعد بدرجة كبيرة الي إتساع أفقه وفكره وبالتالي ذكاؤه فيستطيع أن يدرك جيدا لنفسه ولمن حوله وبالتالي يضع يده في النضوج علي نقاط ضعفه وقوته ويستطيع أن يتعامل جيدا..

عكس تماما الأطفال الذين كانوا داخل اماكن دائما مغلقه كالبيت أو المدرسه.

علينا جميعا أن ننتبه ونراعي ونهتم بأن لا نترك ترسبات أو تراكمات في أعماقنا قد تؤثر تأثيرا لا يحمد عقباه وفي أصله وأساسه كانت شيئا بسيطا سهل إذابته.