الباحثة الإعلامية نانسي نبيل تكتب: المرأة والتمكين القيادي
فهي التي تحمل نظرة ذات رؤية مختلفة مكملة لنظرة الرجل في النهوض بمجتمع متطور ومتحضر قائم على يد التعاون بين الرجل
والمرأة لتنشئة مجتمع ذات رقي أخلاقي بمعنى الكلمة، ففي كثير من الأحيان ينظر بعض
الفئات المجتمعية على أن دخول النساء في مجال العمل المجتمعي يعتبر ثقافة مستحدثة
نشأت من انخراط المجتمعات واكتساب الفكر الحديث عن طريق سيطرة العولمة على الكثير
من الأفكار المجتمعية.
ولكن يعتبر هذا الفكر من الأفكار
الخاطئة لأن المرأة منذ وقت كبير ومع تتابع الأزمنة هي التي أثبتت وجودها في كثير
من المجالات العلمية والتطوعية حتي وصلت إلي العالمية، فقد كرم الله عز وجل
النساء بصورة كبيرة وأعطاها الحق في المساعدة والعطاء والوقوف بجانب الرجل في
العديد من الجوانب القيادية ومن أروع الأمثلة
مساندة (السيدة خديجة الرسول صلي الله عليه وسلم) في مناصرة دين الحق وحماية الرسالة وإيصالها للأمه الإسلامية على أكمل وجه ووقوفها ودعمها بجانب النساء
وتوجيههم للتعاليم الدينية السليمة.
وأيضًا (السيدة عائشة) التي أسند إليها نقل الأحاديث النبوية، حيث اشتهرت
ببراعتها في تفسير الأحاديث والأحكام الفقهية، وأيضا براعتها في الشعر والأدب
والطب والعلوم، فالإسلام لا يحظر على المرأة تولي المناصب والقيادة في مختلف
المجالات بشرط أن تكون مؤهله لذلك ثقافيا، فكريا، ذات قناعة كبيرة بأنها قادرة على العطاء والتطوير وإتقان العمل
وخدمتها لمجتمعها ووطنها لإحداث تطور إيجابي قائم على المبادئ والقيم الدينية والمجتمعية السليمة، فقد حماها الإسلام من وقوعها تحت أي تمييز أو تفرقة بينها وبين
الرجل.
ومن الأمثلة المشرفة التي لازال يذكرها
التاريخ العالمة المصريه (سميرة موسى)
والتي ولدت عام 1917 والتي أثبتت وجودها في سيرتها العلمية حيث درست العلوم
الفيزيائية النووية وعملت في المجال النووي وقامت باختراع جهاز لتفتيت المعادن
الرخيصة إلى ذرات عن طريق التوصيل الحرارى للغازات ومن ثم تصنيع قنبلة ذرية غير
مكلفة الثمن فعلمها وصدقها في العطاء وخدمة وطنها وصلت إلى مكانة لم يصل إليها
أحدا إلي أن شكلت خطرا لبعض الدول المعادية فتم اغتيالها وتوفاها الله عام 1952
ولازال يذكر التاريخ مكانتها العلمية كوجه مشرف للمرأة المصرية المخلصة، ويتسع
الحديث إلى إصرار المرأة وعزيمتها لإثبات
وجودها في المجالات المجتمعية الصعبة، مثل
المجال الجوي فهي الآن القائد للطائرات الجوية.
وفي المجال
العسكري فهي الجندي المحارب والمحافظ أيضا على سلامة وطنها، والمجال القضائي تم
تنصيبها قاضيه تضع ميزان العدل أمام عينيها لتحكم بما يرضي الله ، وفي المجال
البحري ربان السفينة أو قائد غواصة حربية
فقرار دخول المرأة المجال العملي في المجتمع أذهلت العالم أجمع بإثبات
وجودها في جميع المجالات العلمية والسياسية والاجتماعيه والاقتصاديه والثقافيه
والإعلامية .
فاتصفت المرأة بقدرتها الشديده على تحملها أعباء الحياة وصدقها
فالعطاء لمجتمعها فهي الأكثر علما ودراية بما تحتاجه الأجيال المجتمعية من تأسيس
داخل الأسرة وما يحتاجه ويتطلع له الفرد خارج الأسرة. فالمرأة هي قارئة الفنجان
لمجتمع مدركه أسسه وقيمه لأجيال تم تنشئتهم من امرأة تمزج بين العطف ،الرحمة
،الصرامة ،القوة ،الذكاء والثقة بالنفس
تخرج جيل واعي يعلم معني تحمل المسؤولية والسعي لتحقيق الذات وخدمة وطنه .
فتنجح المرأة في إثبات نفسها باعتبارها المرأة القيادية الحديدية.