الجمعة 20 سبتمبر 2024 الموافق 17 ربيع الأول 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

الباحثة الإعلامية نانسي نبيل تكتب.. رسالة يحملها الموج

الخميس 17/فبراير/2022 - 02:27 م
هير نيوز

ارتفع موج البحر وتضاربت الأمواج كلا منها بالآخر واشتدت الرياح وتغيرت أحوال الطقس وبدأت الرياح تشتد وتشتد إلى أن ظهرت في هذه العاصفة زجاجة تطفو وتتنقل بين هنا وهناك يبدو أنها تحمل ما بداخلها شيء هام يدفعها تصمد وسط هذا الموج.

حاولت على قدر المستطاع الوصول إليها حتى أري ما بداخلها ولكن في البداية كان من الصعب الوصول لها.  فنظرت إليها وكان كل عجبي واندهاشي أن هذه الزجاجة ظلت صامدة داخل هذا البحر الذي يصعب تحديد أوله من أخره  دون حدوث ضياع لها.

وعلى الرغم من صغر حجمها ولكنها ظلت صامدة من موجه إلى أخرى تتلاطم بين هنا وهناك.

حاولت الإقتراب منها لأرى ما بداخلها  فكان فضولي يدفعني إليها  . وكان من المدهش أنها تقترب مني أيضا بعد أن كان من الصعب الوصول لها. حتى دفعتها موجه في اتجاهي فسقطت إلى جواري بكل يسر وسهولة بعد أن كان من المستحيل الوصول لها.

عندما أمسكت بها رأيت بداخلها ورقة يبدو أنها مكتوبة منذ وقت ليس ببعيد فأخذت الرسالة فإذا بها مكونة من بضع كلمات تلخص حياة بأكملها تحمل في طياتها معاني يصعب إدراكها من عظمة ما تشير له فتقول ( إذا أردت أن تنجو فثق بالله ).

نعم الحياة  كالبحر نغوص فيها بلا حدود ونغرق في ملاذاتها ومتع الدنيا دون النظر إلى النجاة من هذا فننخرط أكثر وأكثر حتى نسقط إلى القاع ثم تشتد بنا الأحوال والشدائد ونسعى إلى المحاولة والنجاة من هذا ولكن بالفعل نكون سقطنا في أكبر أختبار وهو كيفيه النجاة والخروج من هذا بنجاح فنتذكر في هذه اللحظات أن الله عز وجل لا يترك عبدأ من عباده أبدا لجأ إليه لنجاته من الشدائد والمحن . فيترك الله عز وجل في البداية  الاختيار للإنسان وهو إما الهلاك أو النجاة فكلاهما متروك للفرد نفسه .

فأحيانا يري الإنسان نفسه أنه ذو جاه وسلطان وأنه فوق كل شيء على الرغم من ضعفه وأنه لا يملك لنفسه نفعا أو ضرا .

وعند وقوعه في الشدائد والمحن التي تفوق طاقته التي يجعله يحاسب نفسه على كل صغيرة وكبيرة فيدرك أنه صغير الحجم لا يملك لنفسه نفعا أو ضرا فيعلم أنه في اختبار أو ابتلاء أو كلاهما معا قد كتبه الله عليه حتى يتذكر قدره وعظمه الخالق عز وجل.

ويعتقد الإنسان بتفكيره وتدبيره الضئيل المحدود أن كل شئ أنتهي ومن الصعب النجاة فبينه وبين الهلاك طرفه عين  فيلجأ الي الله عز وجل بالدعاء ثم الدعاء فثقته بالله وأدراكه بأن الله لن يخذله أبدا هي الأساس والنجاة. بعد أن خذله غروره وتكبره .فظل ينظر ويتأمل  نفسه هل سينجو من هذه المحن والشدائد بسهولة أم لا فمحاولة السعي إلى النجاة وتحقيق أهدافه باتت مستحيلة.

وعلي الرغم من هذا كان هناك صوت ما بداخله يقول له إن الله لن يخذلك أبدا.  يَقُولُ اللهُ عز وجل: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً. وهذا يدل على كرم وجود وعظمة الله عز وجل لكل إنسان يلجأ اليه.

فالثقة بالله  تغير من حال إلى حال بكل سهولة ويسر. فيجد الإنسان ما بين عشية وضحاها تغيرت أحواله وانفرجت المحن والشدائد وتفتحت الأبواب وأصبح الإنسان  ينظر إلي الحياة بشكل مختلف جعله يتعلم أنه مهما تحقق له من أهداف ووصل إلي مالانهاية من علم ومال ومنصب فإن هذا بفضل الله وكرمه على البشر أجمع.

ومع إشراقة شمس يوم جديد في سماء صافية ترسل كلمات تخترق مياه البحر المتلألئة التي تحمل سفن ورسائل طافية تحمل مفتاح النجاة في الحياة الواهية وهي (إذا أردت النجاة فثق بالله).


ads