خرجت "س" من بيتها إلى مدرستها، وكعادتها تسترجع دروسها في طريقها، فهي متفوقة، حضرت كافة حصصها، وكانت يقظة كعادتها، ومنتبهة إلى مدرسيها، فهي "شاطرة" كما يقول عنها مدرسوها، وانتهى اليوم الدراسي وخرجت الصغيرة من المدرسة، ووقفت تنتظر توك توك، لكي يقوم بتوصيلها إلى منزلها، ظلت الصغيرة تقف أكثر من ربع ساعة، لن تجد أحدًا يقوم بتوصيلها، وفي تلك الأثناء كان يتابعها ويراقبها شابان يستقلان توك توك، كانا يركزان معها، ويخططان لهدف خبيث في عقليهما، منذ أن خرجت من المدرسة، وعندما تأكد الشابان أنها بمفردها، اقتربا منها، وعرضا عليها توصيلها، واتفقت معهما على ثمن المشوار.

تفاصيل الواقعة

ركبت سارة وفي يدها حقيبتها، ببراءة شديدة، حسنة الظن بهذين الشابين اللذين ظهرا من باطن الأرض، تشعر أنهما ينقذانها من الجو، لكنهما في حقيقة الأمر، ذئبان يريدان أن يلتهما جسدها الصغير، فجأة توقف التوك توك، نزل أحدهما ليركب بجانبها، وعندما سألته عن سبب ركوبه بجانبها أخبرها بان المقعد الأمامي به مشكلة، هنا تسرب القلق إلى قلب الصغيرة وعقلها خاصة بعدما وجدتهما ينحرفان عن طريق المنزل ويغيران خط سيرها، والشاب الذي كان بجوارها يبدأ في الاقتراب منها، طلبت من السائق النزول ليمسكا بها ويخطفانها، ويهددانها بالسلاح الأبيض، بكت الصغيرة، مشلولة الحركة وسائق التوك توك أسرع بها داخل الزراعات، وهناك أنزلها، وأخذاها لإحدى الأراضي وبدآ ينزعان عنها ثيابها، والطفلة تصرخ ويقومان بملامسة أجزاء حساسة من جسدها الصغير وهي تحاول مقاومتهما والصراخ بصوت عالٍ، وفى تلك الأثناء كان يسير أحد المزارعين وسمع صرخاتها، واقترب من صوت الصراخ، وفي تلك اللحظة شعر الذئبان بالخطر وقررا الهرب، وظلت تصرخ الطفلة الصغيرة، اقترب المزارع من الصغيرة، وسترها بملابسه، وأخذها إلى أقرب قسم شرطة.

اقرأ أيضًا..

ماجدة أمام المحكمة: كنت أقصد سرقة طليقي وليس قتل جارتي

القبض على المتهمين

في نفس الوقت كان والدا سارة يبحثان عنها في كل مكان وأبلغا باختفائها، وتم نقل الطفلة إلى المستشفى في حالة إعياء، وهنا تم أخذ أقوالها وأدلت بأوصاف المتهمين التي كانت تحفظها عن ظهر قلب ليقوم رجال المباحث بعمل تحرياتهم حول الواقعة، وتم ضبط الجناة، وإحالتهما إلى النيابة التي قررت حبسهما لاتهامهما بالخطف وهتك عرض وحيازة سلاح أبيض.

السجن المؤبد

وتم مواجهة الطفلة بالمتهمين، اللذين حاولا إنكار الواقعة في البداية إلا أنهما اعترفا في النهاية بجريمتهما، وأكد كلاهما أنهما كانا يراقبان الفتاة، وبعد أن تأكدا من أنها بمفردها، أقدما على خطفها، لتقرر النيابة حبسهما، وإحالتهما إلى محكمة جنايات شمال القاهرة، التي أصدرت حكمها بالمؤبد على المتهمين.