حكاية الزوجة الحسناء مع الطلاق بسبب الشغل
السبت 12/فبراير/2022 - 02:48 م
محمد علي
هي رأت نفسها على حق؛ لأنها أجمل نساء العائلة وربما الحي الذي تسكنه أيضًا.
وهو رآها مغرورة، فخشي أن تنتقل عدوى الغرور إلى باقي نساء الأسرة فيتمرد الجميع على العمل الذي يدر عليهم مالًا وفيرًا، وكان الحل هو الطلاق، ميرنا الزوجة الجميلة طردها زوجها من منزله؛ لأنها متمردة، والكبرياء يسيطر عليها.
الزوجة الجميلة وانتقاء القمامة
صراخ الزوجة ألفته آذان الجيران، إنها زوجة جارهم الشابة الجميل، تصرخ في أهل زوجها الذين تعودوا على مواجهة تمردها على مهنتهم، زوجها يحاول فرض سلطانه عليها بإجبارها على النزول مع باقي زوجات أشقائه إلى الشارع؛ لكي تعمل معهم في مصنع العائلة حيث انتقاء القمامة وإعادة تدويرها وبيعها لمصانع مختلفة، فهذه هي مهنتهم التي تدرّ عليهم الخيرات، لكن الزوجة تصر على رأيها بعدم احتمالها لهذا الوضع، فقد رأت نفسها أجمل نساء لا العائلة فقط وإنما الدنيا كلها.
كالعادة، انتهى الصراخ ببكاء شديد، ودموع غزيرة تذرفها الزوجة لزوجها لكي ينقذها لكن الزوج عجز حتى عن مناقشة أسرته؛ لأنه يعلم أن هذا هو مصدر رزقه وعهد على الجميع فرضه والدهم على بعض، فيزداد بكاء الزوجة لقلة حيلة زوجها المغلوب على أمره، وفي النهاية تقرر الزوجة وضع حد لأوامر العائلة بإجبارها على العمل في هذا المصنع.
اقرأ أيضًا..
أخذت ميرنا رضيعها وغادرت المنزل إلى منزل والدها، فهذا هو الحل الذي رأته مناسبًا تجاه ما يحدث معها، حتى يقدر الجميع جمالها ورقة مشاعرها التي تتأذى من هذا العمل، الزوج أصبح في حيرة من أمره، قلبه لا يطاوعه على فراق زوجته دقيقة واحدة، وفي الوقت نفسه ليس لديه الجرأة الكافية لمواجهة شقيقه الأكبر وإخوته، ومرت الأيام وذات مساء أتاه أشقائه يتحدثون معه في مسألة زوجته، أخبروه أنهم يصرون على نزولها للفرز مع بقية النساء حتى لا تتمرد الباقيات وطلبوا منه الذهاب لأهل زوجته لمصالحتها وعودتها للبيت، وبالفعل ذهب الزوج لإحضار الزوجة من منزل أبيها، وهناك ظل يصالح زوجته التي كانت ترفض العودة، لكنه صالحها بضغط من والدها بالعودة، وحضرت ميرنا معه.
دعوى طلاق
لكن ما حدث في اليوم التالي كان مخالفًا لكل ما تعهد به الزوج، ففي الصباح الباكر نزل الزوج إلى عمله وترك زوجته في شقة الزوجية تواجه مصيرها، شقيق الزوج يصاب بحالة جنون في إصرارها على رأيها، صعد درجات سلم بيت العائلة حتى وصل إلى شقة الزوجة، ظل يطرق باب الشقة حتى كاد أن يخلعه من مكانه، لكن ميرنا رفضت حتى الرد عليه وظلت بجوار ابنها الرضيع في غرفة النوم، اتصل بشقيقه الذي أسرع، وطلب من زوجته النزول للعمل، لكنها نظرت له وعادت إلى المنزل، وفي اليوم التالي ذهبت إلى محامٍ واتجهت إلى محكمة الأسرة بمدينة نصر، وأقامت دعوى طلاق للضرر من زوجها، الذي يجبرها على العمل.
وفي أول جلسة حكت الزوجة لأعضاء تسوية المنازعات، الذين حاولوا الصلح لكن الزوجة ترفض وتم إحالة القضية إلى القاضي، وبعد عدة جلسات قضت المحكمة بطلاق الزوجة، وإعطائها كافة حقوقها.