مفتي الجمهورية: 7 قواعد للإتيكيت الإسلامي عند الزيارات
أوضح مفتي
الجمهورية الدكتور شوقي علام آداب الاستئذان عند دخول البيوت للزيارة؟ في إجابة أسئلة وردت لدار الإفتاء.
فقال علام
إنه من المستحب شرعًا أن يزور الإنسان الأقارب والأرحام والأصدقاء، وأن يجاملهم في
أفراحهم، ويواسيهم في أحزانهم، ويقف بجوارهم أثناء مرضهم.
وأشار
مفتي الحجمهورية إلى حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
قال: «إنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللهُ لَهُ
عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ:
أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ، قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ
تَرُبُّهَا؟ قَالَ: لَا، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ:
فَإِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ، بِأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ
فِيهِ» "صحيح مسلم".
آداب الزيارة في الإسلام
ولفت علام
إلى آداب الزيارة التي سنها الإسلام:
الاستئذان قبل الزيارة
وذلك بإعلام أهل البيت حتى يستعدُّوا لمقابلة الزائر؛
يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ
حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ
تَذَكَّرُونَ﴾ [النور: 27].
موضحًا أن
الاستئناس هو الاستئذانُ في الزيارة قبل الذهاب وتحديدُ موعدٍ لها، وذلك عن طريق الاتصال
بالهاتف ونحوه من الوسائل المعاصرة.
مراعاة ظروف أهل البيت
إذ عليك
أن تترك الزيارة والرجوع عنها إذا كانت هناك
ظروف تمنع أهل البيت من استقبال الزائر؛ يقول تعالى: ﴿فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا
أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا
فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ [النور: 28]،
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الِاستِئذَانُ
ثَلَاثٌ، فَإِن أُذِنَ لَكَ، وَإِلَّا فَارجِع» "صحيح مسلم".
اقرأ أيضًا..
«العالمي للفتوى» يوضح حكم صيام المرأة شهر رجب
إلقاء الزائرِ السلامَ
أن يلقي
السلام على أهل البيت عند الاستئذان للدخول؛ فعَن رِبعِيٍّ رضي الله عنه قال:
"حدثنا رجل من بني عامر أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو في
بيت فقال: أَلِجُ ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لخادمه: «اخرُجْ إلى هذا فعلِّمه
الاستئذان، فَقُل له: قل: السَّلامُ عليكُمْ، أأدخُل؟» فسمعه الرجل، فقال: السلام عليكم،
أأدخل؟ فأذن له النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فدخل". "سنن أبي داود".
تعريف الزائر بنفسه واسمه
على الزائر أن يعرف بنفسه واسمه حين يُسأل عنه، حتى
يأذن له صاحب البيت بالدخول؛ فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، يقول: "أتيت
النبي صلى الله عليه وآله وسلم في دين كان على أبي، فدققت الباب، فقال: «مَن ذَا؟»
فقلت: أنا، فقال: «أنا أنا»، كأنه كرهها"، فالحديث يدل على كراهة قول المستأذن
«أنا»؛ لأن هذه اللفظة لا تُعَرِّف به.
عدم الإكثار من الزيارة
حتى لا يملّ أهل البيت من الزائر؛ فعن أبي هريرة
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «زُر غِبًّا، تَزدَد حُبًّا»
"المعجم الأوسط"، فالمراد من الحديث أنَّ الإقلال من الزيارة يجعل النفس
تشتاق لرؤية الشخص ومقابلته والجلوس معه.
عدمُ الإطالة في وقت الزيارة
وذلك مراعاةً لظروف أهل البيت؛ لأنهم قد يكونون منشغلين
بأمور أخرى مهمة؛ يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ
النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ
إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ
لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللهُ
لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ﴾ [الأحزاب: 53]، فقد نزلت هذه الآية بسبب قوم يأكلون
عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وليمة أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش رضي
الله عنها، ثم جلسوا يتحدثون في منزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ورسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم منشغلٌ بحاجة أهله، لكن منعه الحياءُ من أن يأمرهم بالخروج
من منزله.
اختيار الوقت المناسب للزيارة
مهما كان
قرب من تزرهم، حتى لو كانت الزيارة للوالدين، فهناك أوقات لا تناسب أهل البيت في استقبال
أحد من الزائرين؛ كأوقات الراحة ونحو ذلك؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا
الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ
ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ
لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ
بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللهُ عَلِيمٌ
حَكِيمٌ﴾ [النور: 58].
فالآية الكريمة
تفيد أن هذه الأوقات التي يرتاح فيها أهل البيت، وربما يتخففون من الثياب أثناء راحتهم
أو نومهم؛ لذا أمر الله تعالى الوالدين بأن يعلِّموا أولادهم أدبَ الاستئذان قبل الدخول؛
لأنه من القبيح أن يطَّلع الأولاد على العورات، بل لا بد من أن يتربُّوا على السّتر.
فإذا كان الحال
في الأطفال هو وجوب الاستئذان واختيار الوقت المناسب للدخول على والديهم، فمن باب أولى
أن يُحسن الشخصُ وقت الزيارة لمن يحب أن يذهب إلى زيارته من أقاربه أو أصدقائه.