ولا يزال القاتل الصامت، يحصد أرواحًا، وييتم أطفال، ويزرع الحزن داخل القلوب، والألم داخل النفوس، حادث جديد، فارق عروسان الحياة، في ثاني أيام عرسهما، وهما لا يزالان في شهر العسل، لم يهنآ بحياتهما، ليأتي القاتل الصامت، ليحصد أرواحهما، حينما انتهيا من يومهما وخلدا إلى النوم داخل حجرتهما في المنزل المقيمان فيه بقرية منشأة الجمال التابعة لمركز طامية، بمحافظة الفيوم، أشعل العريس موقد التدفئة نظرًا للبرد الشديد، وموجة الصقيع التي تضرب البلاد، وبالفعل غرقا في النوم لكن هنا أتى قابض الأرواح، وخطفهما من الدنيا بعد أن سحب موقد التدفئة الأكسجين الذي بغرفتهما، ودون أن يشعرا فارقا الحياة في مشهد مأساوي أبكى الجميع.

ذهول الأسرة

فى اليوم التالي، صعد أفراد أسرتهما لإيقاظهما من النوم والاطمئنان على العروسين، لكن لا أحد يستجيب لطرقات الباب، هنا جاء والد العريس، وبعض أهالي العريس وكسرا الباب ليعثرا على جثتيهما على السرير وقد فارقا الحياة، وهنا أبلغ الأهالي الشرطة، وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.

حيث تلقى اللواء ثروت المحلاوي مساعد وزير الداخلية لأمن الفيوم إخطارًا من العميد محمد تعيلب مأمور مركز طامية يفيد بوفاة عروسين في ليلة عرسهما بجبلاية إصلان بقرية منشأة الجمال؛ نتيجة الاختناق بغاز ثاني أكسيد الكربون بعدما قاما بتشغيل مدفأة بسبب برودة الجو؛ وهو ما تسبب لهما في اختناق أثناء نومهما وتسبب في مصرعهما على الفور.

اقرأ أيضًا..

النيابة تُحيل 5 متهمين للجنايات في قضية وفاة هايدي بالشرقية بسبب الابتزاز

وبتكثيف التحريات التي قادها المقدم محمد عبد الحكم رئيس مباحث مركز طامية، تبين أن العريس قام بإشعال منقد لتدفئة الشقة في ليلة دخلتهما بسبب ظروف الطقس وبرودة الجو؛ ولكن تسبب الدخان في اختناق العروسين ومصرعهما، وفي صباح اليوم الثاني وأثناء قيام أهلية العريس بالاطمئنان عليهما لم يفتح أحد لهم الباب؛ ما اضطرهم إلى الدخول ليشاهدوهما جثتين هامدتين حاولوا إسعافهما ونقلهما لمستشفى طامية المركزى بسيارة إسعاف ولكن كان السر الإلهي قد نفذ بسبب انتشار غاز ثاني أكسيد الكربون؛ ما أدى إلى وفاتهما في الحال، وتم نقل الجثتين إلى مستشفي طامية المركزي وأخطرت النيابة وأمرت بدفن جثماني العروسين، وباشرت التحقيق.