رئيسة قطاع التخطيط بالري: لدينا عجز مائي 20 مليار متر.. ونبيلة مكرم قدوتي
الأربعاء 30/ديسمبر/2020 - 10:24 م
رضا يوسف _ تصوير منى محجوب
تواصل المرأة جهودها ومساعيها لتقلد أعلى المناصب، فلم يعد لديها الرغبة فى العمل فقط، وإنما أصبح لديها الطموح للوصول إلى القيادة والريادة فى موقعها، وتعد د. إيمان السيد، رئيس قطاع التخطيط بوزارة الموارد المائية والري، واحدة من ألمع النماذج النسائية الناجحة والتى يعمل تحت قيادتها المئات من الرجال، ولقبت بـ"المرأة الحديدية" فى الوزارة.
إيمان السيد، خريجة كلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1995، شغلت العديد من المناصب داخل الوزارة وخارجها بتفوق وتميز، بداية من العمل بالمشروعات القومية، ثم المشروع الكندي للمياه، وفى عام 2008 عملت مدير عام الموارد المائية والاشراف على مركز التنبؤ، ونائب مدير مشروع ممول من منشأة مرفق البيئة الدولى" إنجيفت" وكلفت بالإشراف على الخطة العاجلة لتوفير الاحتياجات المائية بكافة الوزارات، ثم رئيس الإدارة المركزية للموارد والإستخدامات، واخيرًا رئيس لقطاع التخطيط بوزارة الري.
- كيف ترين تمثيل المرأة في المجتمع ؟
المرأة حاليًا أخذت وضعها فى أي جهة أو مؤسسة، فهي تعمل بجدية وذو كفاءة عالية، فأصبحت وزيرة، وعضو مجلس نواب، وعضو مجلس شيوخ، وكذلك المرأة فى القضاء، ودخلت كل الوزارات، وكان نادرًا أن تصعد كـ "وكلاء وزارة أو روؤساء إدارات مركزية أو روؤساء قطاعات"، أما الآن أصبح الموضوع ليس له علاقة بالنوع، وإنما يرتبط بالانجاز والكفاءة، وقريبًا سيكون هناك تصعيد أكبر، فالمرأة بـ "مائة راجل".
- ما هو تقييمك للمرأة المصرية في الخارج ؟
لدينا نماذج كثيرة في هذا الشأن استطاعن السفر والنجاح في الخارج، ولمع نجومهمن وتقلدن مناصب وحصدن جوائز عديدة، فالمرأة خارج الحدود تفوقن.
فالمرأة تعمل بنفس الكفاءة وأعلى من عملها داخل حدود بلدها، خاصة وأن ثقافة "ست وراجل" تغيرت وأصبح هناك نوع من الثقة والسيطرة للمرأة فى عملها بكل المحافل.
- ماهى رؤيتك للقوانين والتشريعات التى تخص المرأة ؟
أي تعديل أو إضافة جديدة في أيًا من القوانين التي تخص حقوق المرأة، من الممكن أن يسبب خلل فى المجتمع، فالحقوق التى تحصل عليها المرأة وفقا للقوانين، كلها منصفة جدًا، سواء في العمل أو حياتها الشخصية أو الزوجية، فجميع القوانين التى تنظم عمل المرأة إن زادت عن وضعها الحالى، ممكن أن تؤدي إلى وجود مشكلة بأن"الرجل أصبح مضطهد"، ولكن الأهم من القانون، هو أن يكون هناك ثقافة وتوعية، فبدلاً أن نقول أن هناك قانون يعطى المرأة حقها، فالأهم أن نوعي الرجل بكيفية معاملة المرأة ومنحها كافة حقوقها.
- ما نصيحتك لكل فتاه مُقبلة على سوق العمل ؟
تعلم أن العمل ليس مجرد "وجاهة اجتماعية"، ولكن عليها بحب العمل والإخلاص له حتى تنجح فيه، علاوة على ضرورة تطوير الذات، لأن المهارات الإضافية لها تأثير، خاصة مهارات التواصل مع الآخرين والتعامل مع التكنولوجيا الحديثة، وكل فتاة عليها أن تنظر للعمل على أنه "حياة جديدة"، وليس مجرد روتين لإضافة دخل مادي، وإنما العمل فى حالة إتقانه والاخلاص له، سوف يضيف لنا الكثير فى المستقبل، ومن الأمور الهامة التى يجب أن تتوفر عند كل فتاه هو"الطموح"، فالعمل من أجل العمل فقط لن يفيد.
ماهي أبرز الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لمساندة المرأة العاملة ؟
منذ بداية جائحة "كورونا" في مارس الماضي، وهناك قرارات بتخفيف العمالة، علاوة على أن كل العاملات ممن لديهم أطفال أقل من 12 عام، يعملون من المنزل، أو على الأقل يحضرون يومًا واحدًا فقط فى الأسبوع لمقر الوزارة، حتى السيدات العاملات وليس لديهم اطفال فى هذا السن استفادوا بنظام التناوب، بحيث أن العدد فى أي مكتب لا يزيد عن ثلاثة، وأصبحنا نعتمد على "الأون لاين" فى أغلب اللقاءات.
ماهى أبرز الصعوبات التى واجهتك فى مشوارك العملي؟
تعرضت لصعوبات عديدة منذ تخرجي وحتى الآن، فالجمع بين تربية الأبناء واستكمال الدراسات العليا، والعمل والنجاح فيه أمرًا ليس بالسهل، وكان الداعم الأكبر لي "والدى"، فقد كان دائم التشجيع، دائم الفخر بما أفعله فى كل مرحلة من مراحل حياتي وزوجي، فهو الشريك فى كل شىء، تحمل معى الكثير، وكان دائمًا متفهما لطبيعة عملي ومسئولياتي.
- أبرز القيادات النسائية التي كانت قدوة في مشوارك؟
أتذكر أخر قيادة نسائية كانت دائمًا أمام عيني هي مهندسة "ناهد عبد الفتاح"، كانت رئيس قطاع التخطيط وكانت حازمة جدًا وحاسمة، وكانت بالنسبة لي قدوة لسيطرتها الكبيرة فى العمل، وحاليًا لفتت انتباهي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عظيمة جدًا رغم بساطتها، ولها طريق لا تخرج عنه وتستطيع أخذ القرار المناسب فى الوقت المناسب، وكذلك وزيرة الهجرة نبيلة مكرم، فهي سيدة نشيطة ومتفتحة جدًا، و" شعلة نشاط"، ودائما لديها أفكار خارج الصندوق، ونموذج جيد للمرأة المصرية القادرة على التوفيق بين العديد من الأمور فى وقت واحد.
وزارة الرى من الوزارات التى تشهد نسبة كبيرة من الرجال بكل القطاعات، هل واجهتي صعوبة فى العمل معهم وأنت القائد "إمرأة"؟
ما أشعر به ولمسته بنفسي أن الثقافة لدى الجميع اتغيرت كتيرًا عما مضى، والناس بتعامل المرأة مثل الرجل تمامًا، فقد أصبح لدينا سيدات ومهندسات على جسر الترع،، كذلك لدينا فى قطاع حماية النيل سيدات تعمل بطاقة وإيجابية اكثر من الرجل، فليس هناك فرق بين الرجل والمرأة، خاصة أن السيدات لديهم قوة تحمل أكبر من الرجال بكثير، فعندما يوكل اليهم أعمال، يأخذوها بكل تحدي.
- "المياه" من أهم ركائز الأمن القومي وأصبح تحدي كبير.. ما هى استراتيجية الوزارة في هذا الصدد؟
أى خطط كثيرة للتنمية المستدامة ولاستراتيجية مصر 2030، محور المياه هو عمادها وعمودها الأساسي، فبدون مياه لن تكون هناك تنمية، سواء كانت تنمية عمرانية او اقتصادية، أي نشاط يحتاج للمياه، وزارة الري لديها خطة قومية منذ التسعينات لتنمية المياه من خلال عدد من المحاور، تم تحديثها وفقًا للمتغيرات التى نمر بها، ومن محاور هذه الاستراتيجية القومية، تنمية الموارد المائية، وتنقية المياه، وترشيد المياه، وتهيئة البيئة المواتية.
- كيف يمكن التصدى لأزمة ندرة المياه التي نعانيها؟
معروف أن الميزان المائي في مصر به عجز حوالي 20 مليار متر مكعب، نحاول تعويضهم من خلال إعادة الاستخدام، علاوة على تنمية الموارد الداخلية سواء من تحلية المياه أو زيادة حصاد الأمطار، ولدينا خطة للاستفادة من مياه السيول، وكذلك التعاون مع الشركة القابضة لتحلية حوالي 3 مليار متر مكعب حتى عام 2037، بالاضافة إلى التعاون مع دول أعالي النيل لاستقطاب أي فواقد من المياه لديها، وكذلك محور ترشيد المياه والتوعية بأهمية كل نقطة منها من خلال الندوات والمحاضرات التثقيفية.