الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

«رقاصة الموالد» الحسناء تفشل في خطف قلب صفوت من بنت الجيران

الأربعاء 26/يناير/2022 - 05:01 م
هير نيوز

كان صفوت شابًا قنوعًا يقيم بقرية بسيطة تابعة للمنصورة فى محافظة الدقهلية، يعيش في الظل إلى أن اكتشفته امرأة، لم يخطر ببال صفوت منذ رأى منى لأول مرة، أنها ستخطط للفوز به مهما كان فقره، كانت مستعدة أن تمنحه ثراءها كله وتفوز هي بشبابه ورجولته التي شغلت خيالها ليالي وليالي، لم تنزعج منى من بلاهة صفوت وبلادته في علوم النساء، ولم ينخفض رصيده من إعجابها الكبير به لمجرد أنه خام وبلا تجربة، إذا تحدثت النساء أمامه احمر وجهه، وإذا تمايلت أمام عينيه امرأة غض بصره، وإن سألته هي عن رأيه في الحب وحكاياته صمت لسانه، بل ربما كانت كل هذه الصفات من مسوغات تعيين مثل هذا الرجل في حياة امرأة مثل منى، سأل نفسه ذات ليلة في مناجاة صادقة مع النفس، 'ماذا تريد مني مدام منى؟، لماذا كل هذا الاهتمام وأنا ابن السيدة التي تعمل في مصنع ملابس تمتلكه المدام؟


لا يمكن أن تكون 'منى' في حالة حب وإلا فكيف تختار شابا يصغرها بخمسة وعشرين عاما؟، هل أرادت تعيينه في المصنع عطفا على أمه كما تحاول هي ترسيخ هذا المبرر في أذهان الجميع، أم إعجابا به كما صارحته هي حينما اختلت به صباح هذا اليوم، أم أنها تعمل في 'الممنوعات' وتوسمت فيه ساعدها الأيمن فبدأت تدربه علي الخضوع لها؟


أسئلة كثيرة ظلت تطوف بخاطر صفوت وتحرمه نوما كان في أشد الاحتياج له، وفي الصباح اتخذ قرارا حاسما وذهب إلى 'منى' ليبلغها به: "لن أعمل في هذا المصنع يا مدام، أشكرك على المدة السابقة، وأرجو اعتبار أمي مستقيلة معي منذ الآن، شكرا لعطفك واطمئني لم نعد نحتاج لمثل هذا العطف، سوف ترتاح أمي والتحق أنا بعمل آخر مساء الليلة'.




لم تثر 'منى' ولم تفلت أعصابها، كانت خبيرة في السيطرة على مثل هذا النموذج من الرجال، جذبته من بحر الثورة إلى شاطئ الأمان في عينيها وسحر الكلمات فوق لسانها وروعة الحنان في لمسة يدها وهي تربت على كتفيه حتى صارحها بما يدور في أعماقه من حيرة وتساؤلات، ضحكت 'منى' من أعماقها على براءة وسذاجة هذا الجائع الذي لا يريد أن يصدق أن المائدة كلها تحت أمره، ورهن أشارته، وليس بينه وبينها حاجز أو عائق أو حتى مسافات، ودون أن تبذل منى أي جهد أقنعت صفوت بما لا يدع مجالا للشك بأنها طوال حياتها لم تعمل في أية ممنوعات ولا علاقة لها بأي انحراف ولا شيء تعتز به غير سمعتها وشرفها الذي حافظت عليه في أصعب المحن التي مرت بها، أقنعته أنها ليست امرأة في خريف العمر إصابتها نزوة عشق طارئة ولا ترضي أن تكون أبدا هذه العجوز المتصابي، وبكل براعة الأنثى تجيب على السؤال الذي باغتها به صفوت ولم تتوقعه منه في تلك اللحظة حينما سألها قائلا: 'وثروتك ما مصدرها؟، 'وقالت مني ردا على سؤاله :أنا لا أخجل من حقيقتي أبدا، أرددها في كل مناسبة بكل فخر، أعترف أن طفولتي بدأت بائسة في بيت مزارع بسيط احترق فجأة ولم تكن النجاة مكتوبة إلا لي، تولاني أحد منظمي 'الموالد' وعمري عشرة أعوام، وأن كان جسدي يمنحني سنوات أخرى تجعلني هدفا لنظرات الرجال والشبان.




وأضافت: "لم تمض أعوام أخرى حتى اكتشف صاحب الفرقة أن تحت يديه كنزا، منعني من جر العربات وشراء الاحتياجات وطهي الطعام لأعضاء الفرقة في الرحلات المتتالية، وضعني في وظيفة جديدة تتلاءم مع بشائر الأنوثة وطغيان الجمال وسحر الفتنة التي شب عليها جسدي وكأنه عملاق يخرج من القمقم، أصبحت راقصة الفرقة التي صارت نجمة الموالد بلا منافس، تجمع حولي عشرات المعجبين يحاول بعضهم أن يقتنص ولو لحظة متعة خاطفة من هذه الراقصة الحسناء صغيرة السن".


وتابعت:" وكنت قادرة علي ترويضهم جميعا دون أن أفقد أحدهم، وذات يوم جاءتني فرصة العمر للعمل في أحد الملاهي الليلية، تركت الجميع وبحثت عن مستقبلي الجديد، وبقدر ما حافظت علي شرفي كان نجاحي وتهافت الرجال من حولي، كان يمكنني أن أتزوج من أول رجل، لكنني بحثت عن الأغني بعد أن علمتني الحياة أن المال هو لغة العصر، وبالفعل اخترت هذا المليونير غير المصري، تزوجنا بشروطي، واعتزلت الرقص بعد أن سارع بتأمين مستقبلي بمبلغ كبير في البنك، لكن الرجل مات بعد عامين وخرجت لمواجهة الحياة بشكل أفضل، فأنشأت هذا المصنع، ودارت الأيام دون أن تموت فتاة الموالد في أعماقي، هذه الفتاة التي اختارتك أنت من كل رجال الدنيا، هل تعلم لماذا؟ لانك نموذج للرجل الذي كنت أتمناه، الرجل البكر في مشاعره وتجاربه، الرجل الذي يمكنه ترويض امرأة مثلي وفي مثل عمرى، رجل قد يجد الربيع في ثروتي فلا يحرمني الأمنية التي راودت خيالي منذ طفولتي حتى أصبحت فريسة للخريف الموحش وأنا على أعتاب الخمسين".


انتهى كلام 'مني' وجاء رد صفوت كالدش البارد فوق رأسها حينما رد عليها هامس:  "لو كانت في الدنيا امرأة تستحق احترامي في هذه اللحظة فلن تكون امرأة غيرك، لكن يا سيدتي يمكنني أن أعدك بأي شيء آخر غير قلبي، أنا أعيش حالة حب مع ابنة الجيران التي سبقتك قبل سنوات، لم تشعر 'مني' بنفسها الا وهي تطلب أم صفوت من داخل المصنع، انتظرت لحظات، وجاءت ام صفوت تنظر إلى المدام والي ابنها في ذهول، الا ان البركان ينفجر فوق لسان 'مني': بره ياست انتي خدي ابنك في ايدك وانت طالعة، تبكي الست أم صفوت بحرقة طوال طريق العودة وبعد ان صارحها صفوت بحكايته مع المدام، لكن سرعان ما تحتوي آلام الصدمة وهي تشجع ابنها الوحيد وتهنئة على موقفه الشريف من ابنة الجيران، لكن قلب الأم كان يتمزق، لم تحتمل أسابيع وماتت الست أم صفوت، وتشجعت اسرة ابنة الجيران وجاء أبوها إلى صفوت يحثه على سرعة إتمام الزواج، يتم إعداد كل المطلوب بعد ان جهز صفوت شقة أمه لتكون عشا للزوجية، لكن صاحب العقار يقيم دعوي ضد صفوت يطالب بطرده من الشقة.



ويقدم محاميه صورة من عقد الإيجار الذي وافقت فيه الأم، على ألا يمتد العقد إلى أولادها بعد وفاتها، ولا يقيمون معها بعد بلوغهم، سن الرشد، ويطلب الدفاع تطبيق قاعدة أن العقد شريعة المتعاقدين، ويدفع محامي صفوت بأن العقد غير موافق للقانون، وينتهي حلم الشاب نهاية سعيدة بعد أن حكمت المحكمة له بتمكينه من الشقة وتحقيق حلم عمره.


اقرأ أيضًا..

زوجة أمام محكمة الأسرة: جوزي عينه فارغة.. والزوج: قلبي متقلب


ads