الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

د.غادة واكد تكتب: الأم طلعت لبنتها!

الأربعاء 19/يناير/2022 - 09:44 م
هير نيوز

يقول المثل المصري العتيق "أقلب القدرة على فمها تطلع البنت لأمها"، دليل على محاكاة البنت لوالدتها بشكل متشابه جدا فى التصرفات فى المراحل العمرية المختلفة، هذا المثل توارثناه وصدقناه واقتنعنا به، وتناقلناه من أجدادنا وسلمناه لأبنائنا، ولكن لماذا ربط المثل بقلب القدرة ولماذا البنت وأمها وليس الأب وابنه أو ابنته؟!

فى الغالب يخرج منطوق المثل من موقف معين يحدث قديماً فتخرج منه حكمة، تعجب الناس فيرددونها، وفى بحثى عن حكاية المثل صادفنى روايتين، ترجع الرواية الأولى لعصر كانت تمنع فيه الفتيات من الصعود للسطح لنشر الغسيل، بل يسمح للمتزوجات فقط، فكانت الأم إذا أرادت صعود ابنتها إليها كانت تكفى القدرة على فمها أى تقلبها على فتحتها، فتحدث صوتاً عالياً تسمعه الفتاة فتصعد إليها.. أما الرواية الأخرى كانت عن زوجة أحد صناع "قدر الفول" التى كانت تساعده فى عمله ودائما ما تسقط منها القدر وتتعوج، فطلَقها الرجل وطلب من ابنته مساعدته فكررت ما فعلته والدتها وسقطت منها القدرة فقيل المثل!

أياً كان سبب حكمة القدرة، فمعظمنا يكررها عندما نلاحظ تطابق تصرفات البنات فى مواقف مثل أمهاتهن.. تربينا على أن البنت تتأثر بأمها وتحاول تقليدها في كل شيء، طريقه الكلام، إعداد الطعام، التفكير فى الأمور، الضحكة.. وغيرها.

المدهش هذه الدراسة البريطانية الحديثة التي جاءت لتغيير معتقداتنا، وتثبت أن الفتيات يؤثرن على سلوك أمهاتهن الاستهلاكى خاصة فى شراء المنتجات ذات الاستعمال الحريمى خاصة وأدوات التجميل والملابس، بل وتميل الأمهات بشكل قوى لتقليد سلوك بناتهن فى هذه الأمور.

الدراسة شملت على 343 فتاة وأمهاتهن تراوح معدل عمر الأمهات فيها 44 عاماً والفتيات 16 عاماً، وتوجهت للأم التى رزقها الله بفتاة، ومقتنعة طوال حياتها أن ابنتها شبهها، وللابنة التى اقتنعت أنها تماثل والدتها.. وغيرت من فكرة تأثير الأم فى بناتهن، بشرط تمتع الأمهات بروح الشباب فيكون لديهن حباً للموضة ويرين بناتهن خبيرات فى هذا المجال وبالتالي يملن لتقليد سلوكهن الاستهلاكي، وفى الغالب يأخذن بآرائهن كثيراً.

أزعم أن كثيرات من الأمهات بل والجدات اللواتي يملأ قلوبهن حب الحياة ويعيشن بمبدأ الشباب فى القلب وليس بالسن، سوف يتفاعلن مع الدراسة ويمر أمام أعينهن عادات شرائية قلدن فيها بناتهن أو حفيداتهن المراهقات، ومشاورة الصغيرات فى أمور تخص الموضة والملابس والتجميل.

الحياة لا تقف عند مثل قديم نردده دون أن نجدده، فسنين العمر لا تعتمد على الأعوام التي نعيشها إنما العمر الحقيقى الذي نشعر به فعلياً نفسياً وبدنياً وصحياً.. فيا نساء الحاضر فلتحيا روح الشباب وقلدن الصغيرات بلا خوف ولا تردد، وبلا أفكار منتهية الصلاحية.

[email protected]

 

د.غادة واكد تكتب: الأم طلعت لبنتها!

د.غادة واكد تكتب: الأم طلعت لبنتها!
ads