حكاية الأرملة وأستاذ الجامعة الغدار أمام محكمة الأسرة
صيحة حاجب المحكمة الشهيرة، 'محكمة' شدت انتباه كل الحاضرين فوقفوا ناهضين على اثرها، لحظات ودخل من باب القاعة الخلفية هيئة المحكمة، ثم نادى الحاجب على صاحبة القضية التي تتحرك في خطوات بطيئة نحو المنصة، آثار دموع تركت مكانها فوق خديها، ومسحة جمال لم يستطع الحزن ان يهزمه، ولم يتمكن التعب من رشاقة خطوتها، قالت: "نعم أريد الطلاق من هذا الرجل الذي يقف امامكم، أسألوه كم من التضحيات قدمتها له منذ أن كان طالبا بكلية الطب حتى أصبح أستاذا بها وبدلا من أن يحترم عمره الذي خطا به إلى الأمام ومنصبه الذي يحتله داخل الجامعة، هوى به إلى أسفل سافلين وأحب مراهقة ليست في سنة.
ولم تستطع الزوجة أن تغالب دموعها التي سالت منها وتاهت منها الكلمات ولكن بجوارها كان يقف محاميها، سرد أمام هيئة المحكمة قصة التضحيات التي قدمتها الزوجة لزوجها وبدلا من أن يحفظ
الزوج الجميل غدر بها بسبب حب وقع فيه مع
صغيرة السن".
قال المحامي "نزح الزوج
من بلده الريفي للإلتحاق بكلية الطب هو من
أسرة فقيرة فأبوه مزارع بسيط لا يملك سوى ثلاثة أفدنة
زراعية وله من الإخوة والأخوات سبعة آخرين افتدوا مستقبلهم
بأخيهم المرشح لكلية الطب فأودعوا فيه كل أملهم وأحلامهم وضحوا جميعا في سبيل تحقيق ذلك، وشاء القدر أن يقطن الطالب الريفي في حجرة
من بنسيون في عمارة بخط الرمل وفي الشقة
المقابلة كانت الأرملة الجميلة الغنية التي لفت نظرها هذا الشاب
الريفي فتفجر بينهما حب صادق بادر بالإفصاح عنه الأرملة الجميلة التي سرعان ما وجدت نفس المشاعر لدى الشاب طالب الطب الذي انتقل من حجرته
في البنسيون إلي شقة الأرملة الجميلة
والذي توج بالزواج بينهما، ولم تدخر الزوجة جهدا ولا مالا في سبيل إسعاد زوجها فكانت تسهر معه الليالي وهو يستذكر دروسه وتغدق
عليه بالمال حتى لا يشعر بأنه أقل من
زملائه حتى أنها فاجأته وهو في السنة الثالثة بسيارة جميلة أهدتها إليه، وكانت تجوب المحلات تشتري له الملابس حتى أصبح كل من
يراه يعتقد أنه من علية القوم وأنه من أسرة
فاحشة الثراء وقد ساعد على ذلك وسامته وقوامه الممشوق ومظهره الذي لفت
إليه الأنظار.
ويستكمل: سارت الأيام هنيئة سعيدة بين الزوجين، وكان الزوج طالب الطب من المتفوقين الموهوبين حتي حصل علي درجة البكالوريوس
بامتياز مع مرتبة الشرف وسرعان ما حصل على
الماجستير، وكانت تأخذه إلى أفخر الأماكن بمدينة الإسكندرية،
واشترت له عيادة فاخرة تليق بأستاذ جامعي وليس بمجرد مدرس بكلية الطب، إلا أن القدر كان يخبئ للزوجة المسكينة المفاجأة الكبرى فلقد ظهرت
فتاة شابة جميلة في عيادة الزوج ترددت على
العيادة للعلاج، وتحرك قلب الزوج الطيب نحو هذه الفتاة وأخذ قلبه يشتد
تجاهها، ويتسرب من قلبه حبه للزوجة التي كانت تشتعل حبا لزوجها ولاتدري التحول الرهيب في مشاعره الذي كان يبرره بكثرة مشاغله
ودراسته حتى جاءته الفرصة الذهبية في منحة
دراسية إلي أمريكا، وأعلن رغبته لزوجته في السفر منفردا للتفرغ للدراسة
حتى يعود ظافرا بدرجة الدكتوراه وإهدائها لزوجته التي ألحت عليه كثيرا في مرافقته حتى تستطيع أن تخدمه وتكون بجواره، ولم يجد مفرا من
التظاهر بالقبول حتى حان موعد السفر
فتعلل بسفره لبلدته لقضاء بضعة أيام مع أسرته قبل السفر للخارج، واختفي
الزوج منذ ذلك الحين، حيث بحثت عنه الزوجة في كل مكان واستعلمت من الجامعة عنه فعلمت أنه سافر إلي بعثته بلندن وليس أمريكا وهنا بدأت
الوساوس والهواجس تنتابها وظلت تبحث
عن عنوانه حتى اهتدت إليه من زميل له، وطارت الزوجة إلي لندن لتتخلص من
تلك الشكوك والريب التي تملكتها، ووصلت الزوجة إلي الشقة التي يقيم فيها زوجها بوسط لندن وطرقت بابها الذي ظل موصدا ولم يفتح لها أحد،
فاضطرت إلي انتظاره علي سلم العمارة
حتي شاهدته قادما من بعد وقد تأبطت ذراعه شابة جميلة ترتدي الجينز والملابس الأوروبية، الاٌّ أن ملامحها تنطق بمصريتها، وصعق
الطبيب الزوج حينما رأي زوجته رفيقة
كفاحه تجلس علي سلم العمارة تنظر اليه في ذهول تام حتي اكتشفت أنه
متزوج من هذه الشابة، وهى مريضة الاسكندرية التي كان يعالجها فتزوجها، وانهارت الزوجة الأولي ولم تصدق ما تراه، وحاول تهدئتها ولكنها كانت
تصرخ في هستيريا تندب حظها العاثر
ومالها الضائع الذي انفقته علي هذا الزوج الخائن الذي قابل جميلها
بالغدر والخسة والكذب عليها.
اقرأ أيضًا..
عصابة الزوجين في قبضة الأمن بعد الاحتيال على المواطنين بوهم السفر
وكانت الزوجة تزداد بكاء وتشنجا أثناء مرافعة
محاميها وهو يروي حكايتها، مطالبا بتطليقها من زوجها طلقة
بائنة للضرر لزواج زوجها بأخرى دون إعلانها أو علمها طبقا لنصوص القانون وقالت المحكمة كلمتها المدوية بتطليقها من زوجها وأضافت أن ما أقدم عليه الزوج إنما يمثل غدرا بالزوجة الوفية
التي لم تبخل على زوجها بحب أو مال أو
صحة مقابل ذلك بالإساءة إليها وعدم الرحمة بمشاعرها وأهابت بالأزواج أن يمتثلوا لأمر الله عز وجل أن يكون التسريح بإحسان ما دامت
المودة والرحمة قد غابت وانتهت من الحياة الزوجية.