قناع الحديد الأسود.. عقاب «الست الرغاية» في العصور الوسطى
شهدت العصور الوسطى العديد من
أساليب العقاب البدني، ولكن كان "قناع التأنيب الأسود" أو القناع
الحديدي، هو أغربها على الإطلاق، خاصة وأنه كان عقابًا للنساء على الثرثرة وإطلاق
الشائعات.
عقاب الثرثرة للنساء في العصور الوسطى
كانت الثرثرة، وإطلاق الشائعات من أبشع الجرائم في العصور الوسطى، ولأن أغلب تلك الجرائم كانت ترتكبها النساء، فكانت المرأة تواجه عقابًا قاسيًا جدًّا.
فالمرأة التي يثبت في حقها ارتكاب
جريمة الثرثرة، تُعاقب بارتداء "قناع التأنيب الأسود"، وهو عبارة
عن كمامة حديدية محاطة، بإطار حديدي يحيط برأس المرأة المتهمة.
وكان القصد الرئيسي من القناع هو
منع الشخص من التحدث، باستخدام قطعة صغيرة، تسمى اللجام، والتي يتم وضعها بفم
المرأة وتضغط على اللسان.
عقاب بدني مؤلم للمرأة
كان القناع في بعض الأحيان يسبب
آلامًا مبرحة، ففي بعض الحالات، كان يتم إرفاق سن اللولب إلى اللجام، بحيث تسبب حركة
اللسان جروحًا، في حال حاولت المرأة الحديث.
لم يكن ارتداء القناع فحسب هو عقاب
الثرثرة، بل كان يصاحب ارتداء القناع، مسيرة تعرف بمسيرة العار؛ حيث تُكبل المتهمة،
وغالبًا زوجها هو من يقوم بتكبيلها.
ومن ثم يرافق الزوج زوجته أثناء سيرها
في جولة بشوارع البلدة، وغالبًا ما تحصل على الإهانة من المواطنين المتجمعين، فكانت
تتعرض للبصق أو الهجمات العنيفة.
عقاب ارتداء قناع الحيوانات
كان العقاب مؤلمًا ويمثل إهانة كبيرة
للمرأة، فمثل هذا القناع واللجام بشكل خاص كان مخصصًا للماشية والحيوانات، وكانت المشكلة تكمن في أن القيل والقال كانت
جريمة كبيرة؛ لأنه في هذه العصور كان يمكن تعرض أحدهم للحرق حيًّا؛ بسبب سوء فهم
بسيط.
ويعد أحد أقدم الاستخدامات المسجلة
لممارسة عقاب "قناع التأنيب الأسود"، ذُكرت في أسكتلندا خلال عام 1567،
وكانت بشأن نزاع على قطعة أرض بين شخصين.
وأصبح
استخدام "القناع" شائعًا في ألمانيا، مع إضافة جرس من أجل جذب
المزيد من الاهتمام أثناء مسيرة العار، ولكن الأمر الأكثر إثارة للاهتمام، أن
العقوبة طبقت حصريًّا على النساء، ونادرًا ما كانت تطبق على الرجال.