نوال بخش.. أول مذيعة تقتحم المجال الإعلامي السعودي
الثلاثاء 29/ديسمبر/2020 - 02:00 ص
رضا يوسف
قد يكون نجاح بعض النماذج النسائية مقبولا فى بعض الدول دون غيرها، ولكن هناك حقول عديدة كان إقتحام المرأة لها أمراً مثيرًا للجدل فى دول بعينها، ورغم ذلك اثبتت جدارتها بإمتياز.
نوال بخش، إعلامية سعودية، مديرة إدارة الأسرة والطفل بإذاعة الرياض، هي من مواليد مكة المكرمة 1954، متزوجة ولها ابنان وابنتان، تخرجت من العاشرة الابتدائية الرياض عام 1383هـ-1963م، ومن معهد إعداد المعلمات المتوسط بالرياض عام 1966م، ومن معهد إعداد المعلمات المتوسط بالرياض عام 1966م، ومن الثانوية الأولى بالرياض عام 1984م القسم الأدبي، خريجة كلية الآداب بجامعة الملك سعود في تخصص الخدمة اجتماعية عام 1988م، وحصلت على دبلوم لغة إنجليزية من جامعة كامبريدج.
كانت "بخش" أول فتاة سعودية تطل على شاشة تلفزيون المملكة منذ إنشائها عام1964م، وأول صوت نسائي يقدم البرامج الجماهيرية على الهواء من إذاعة الرياض خلال الفترة المفتوحة في أول أيام عيد الفطر وهي بعمر 12 عاماً، لتنطلق بعدها في برامج متعددة لا تزال تذكر منها، برنامجًا حواريًا لبنت وأبيها عن شهر رمضان والذي توافق مع افتتاح الإذاعة في تلك السنة لتستمر في البرامج متنقلة فيما بينها، والتحقت بالعمل الإذاعي في إذاعة الرياض 1964م.
تخصصت في تقديم برامج المرأة والطفل وتفرعت برامجها لتشمل المجال الاجتماعي، والخيري، والنسائي، عملت مديرة الإدارة النسائية بالإذاعة والمشرفة على برامج الأسرة والطفل من 1994م حتى 2004م، عضو جمعية النهضة الخيرية النسائية بالرياض، عضو الجمعية السعودية الخيرية لرعاية الاطفال المعاقين بالرياض.
وتم تكليفها من قبل دكتور فؤاد الفارسي وزير الإعلام بالإدارة والإشراف على القسم النسائي بإذاعة الرياض ومن خلال هذه المهمة انجزت مالم يعد ويحصى من الخطوات التي يشار إليها بالبنان التي سعت من خلالها لتطوير العمل الإذاعي وكان منها، نقل العمل الإذاعي من الاستديو إلى الميدان لمتابعة مختلف الأنشطة وربط الإذاعة بالمجتمع،ووضع أهداف علمية ومدروسه للعمل الإذاعي، تأهيل وتدريب المذيعات المستجدات، وكذلك التركيز على العمل لنقل صورة حقيقية ومشرفة لعمل المرأة في المجال الإذاعي إلى الأسرة والمجتمع، وإيصال مفهوم بأن عمل المرأة الإذاعي يصب في خدمة المجتمع وهو واجب وطني وضرورة حتمية لخدمة المجتمع بكل فئاته، وأن دور المرأة هام وفعال بما يخدم مصالح الدولة.
وأثار دخول "بخش"، مجال الإذاعة والبرامج التليفزيونية وقت ظهورها، جدلًا وضجة كبيرة ، بسبب وجود فتاه سعودية على الشاشة، وفصلت على اثرها من معهد المعلمات وصدر قرار بغلق جميع مدارس رئاسة تعليم البنات أمامها، فكان خطابا صادمًا لها، وبعدها عرضت مشكلتها على الملك فيصل وولي عهده الأمير خالد بن عبد العزيز، وبالفعل توجهت لمقابلة الملك، وجلست بانتظار دخولها على الملك فيصل حتى تم الإذن لها ، وبالفعل توسط لها الملك عند الشيخ ناصرالراشد ، وتم عودتها الى المعهد بعد 3 أيام.
نجحت "بخش" فى تقديم العديد من البرامج الاذاعية منها البيت السعيد، سويعات الأصيل،نسيم الصباح، ورود وعبير، قبل الختام، سلامات، والمشاركات الثقافية، وقدمت نوال بخش العديد من البحوث العلمية، وهي عضوة نشطة في العديد من المؤسسات الإعلامية والجمعيات الخيرية الإنسانية والثقافية والاجتماعية داخل المملكة وخارجها.
ومن أنشطتها ومشاركتها الثقافية الآتي، المشاركة في الملتقى الخامس للإعلاميات العربيات في العاصمة الأردنية عمان الذي عقد برعاية الرئيسة الفخرية لمركز الإعلاميات العربيات صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت طلال ، وأقيم هذا الملتقى تحت شعار « الإعلام العربي والحوار مع الآخر» وكان في سبتمبر من عام 2006م، شاركت في الأيام الثقافية السعودية التنوسية عام 2005م في ندوة بعنوان، "ثقافة الطفل".
ألقت عدد من المحاضرات منها، محاضرة بعنوان «دور الإعلام في تنمية المجتمع» في كلية التربية الأقسام الأدبية وبحضورعميدة الكلية وعدد من أعضاء هيئة التدريس ومنسوبات الكلية وعدد كبير من طالباتها. تناولت الأستاذة نوال في ورقتها الشاملة عدداً من المحاور الهامة حول الإعلام وعلاقته بنواحي المجتمع المختلفة يأتي في مقدمتها، أن إعلامنا السعودي جادٌ وله هدف وإنه في تطوّره يطرح التجربة بشكل ملتزم ،بحيث يكون أرضاً جيدة للأجيال المقبلة في مجال الإعلام ،ونوهت على أهمية الالتزام بالحجاب الشرعي بالنسبة للمرأة العاملة في مجال الإعلام لأن الحجاب الشرعي في الواقع ليس حجاباً على العقل والفكر، ومحاضرة في نادي تبوك الأدبي بعنوان: ( الإعلام التنموي مابين الأسرة والمجتمع رؤية مستقبلية باتجاه رؤية 2030).
نالت العديد من الميداليات والدروع وشهادات التقدير من مختلف المؤسسات داخل المملكة وخارجها. ، ومنها، تكريمها في ( ملتقى الفجيرة الإعلامي الخامس) عام 2014م؛ تقديرًا لخبرتها الإعلامية، وتكريمها ضمن فعاليات معرض جدة الدولي للكتاب عام 2018م، وفي الاحتفال بمرور خمسين عاماً على إذاعة الرياض.
وتم توثيق ريادتها الإعلامية في 6 معاجم عربية، وفازت بجائزة مجلة سيدتي للتميز والإبداع كونها إحدى الرائدات في مجال الإعلام.