الانهيار العصبي عند المرأة.. عرض أم مرض؟
يا امرأة يا «سترونج اندبندت» أنت لست قوية دائمًا
كما تعتقدين، فسوف تأتي عليك لحظات ستواجهين فيها ما يُسمى بـ"الانهيار العصبي
المفاجئ".
والانهيار العصبي المفاجئ هو عبارة عن حالة نفسية سيئة، يشعر فيها الشخص بالضيق والحزن وتلك الحالة يصاحبها القلق والاكتئاب الشديد وأحيانًا ميول انتحارية.
ومن وجهة نظر دكتور هاشم بحري، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، كل امرأة لديها مخزون من الخبرات للتعامل مع
كل موقف، فهي تعلم ما سيحزنها وتجد حلول للمشاكل مسبقًا؛ مثل النقاش مع الأشخاص
أو إيجاد وساطة لحل الخلافات مع الآخرين أو جلب هدايا وغيرها.
وقال "بحري": "لو لم تجد
المرأة حل للمشكلة أو في حالة إنها لم تتعود على نوع تلك المشكلة الجديدة وكانت أول مرة
تواجهها، وقد أغلقت كل السبل في وجهها، هنا تتعرض المرأة للانهيار، والانهيار هنا يعني
أن كل مقاومة المرأة قد تلاشت، مثل الخلاف الذي ينشب بين أي امرأة وزوجها وفي تلك
الحالة ستحاول المرأة الحديث مع زوجها ومناقشة المشكلة معه بهدوء للوصول إلى حل أو
سوف تستخدم الوساطة وتستعين بأحد أفراد الأسرة للحديث معه ولو فشلت كل الحلول، سوف
تتعرض المرأة للانهيار العصبي".
وقد أوضح الدكتور هاشم، أن الانهيار في
الأساس حالة من اليأس يمر بها الإنسان ويشعر خلالها بالضياع وعدم القدرة على إنجاز
أي شيء والأزمة في تلك الحالة تضغط على
الشخص بشدة وتجعله ينهار.
وقد كشف "هاشم"، أن العلاج في تلك
الحالة يكون علاج معرفي سلوكي عن طريق تدريب المرأة على الاعتماد على نفسها لكي تخرج
من تلك الأزمة، وهناك علاج دوائي لمدة قصيرة حوالي أسبوعين ويشمل أدوية لعلاج القلق والتوتر.
بينما يرى الدكتور كيرلس بطرس، أخصائي
الطب النفسي وعلاج الإدمان، أن الانهيار العصبي ليس اضطرابًا نفسيًا في حد ذاته، لكنها
كلمة عامية دارجة في الأساس، تستخدم الآن للتعبير عن وجود أعراض نفسية مرتبطة بفترة
يمر خلالها الفرد بضغوط نفسية كثيرة.
وقال: "قد تشمل الأعراض أحيانًا اضطرابات في النوم
واضطرابات في المزاج واضطرابات في الشهية للطعام، وهذه الأعراض إن استمرت فترات طويلة
قد تؤدي إلى حدوث اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق".
وأضاف دكتور كيرلس: "المرأة بطبيعة الحال تمر بفترات أكبر من الضغوط النفسية، لأسباب بيولوجية تتعلق باختلاف الهرمونات مثل فترات الدورة الشهرية والحمل والولادة، وأسباب مجتمعية من طبيعة المهام التي تلقى على المرأة لتقوم بها مثل دورها المؤثر في تحمل مسئولية تنشئة أطفالها".
وأشار إلى أن أي فترة تمر فيها المرأة بأعراض
نفسية مثل السابق ذكرها، قد تكون مؤشر لبداية اضطرابات نفسية يجب متابعتها طبيا وقتها.
وأكد الدكتور كيرلس أن جميع الحالات والظروف التي تفرض
حالة شديدة من القلق والضغط النفسي هي عوامل مهيئة للإصابة بأعراض الانهيار العصبي،
ومن أهم العوامل التي ترفع نسبة ظهور الأعراض - بعد الأسباب البيولوجية السابق ذكرها-
هي كالتالي:
-
صدمة عاطفية شديدة، كوفاة
أحد الأشخاص أو حدوث طلاق أو أزمة مالية.
-
ضغط عمل شديد ومستمر.
-
التعرّض لحادث وحدوث إصابة
شديدة تسبب عجزًا.
-
وجود تاريخ عائلي في الإصابة
باضطرابات القلق.
وختم دكتور كيرلس حديثه قائلا أن المراة يمكن أن تتجنب الانهيار العصبي المفاجئ عن طريق اتباع عدد من الإجراءات التي يمكن أن تقي من الإصابة بالاضطرابات النفسية في العموم، ويمكن كذلك أن تقلل من شدة أعراضها وتكرار حدوثها، ومن هذه الإجراءات:
-
ممارسة الرياضة، ويمكن أن
تكون بسيطة مثل المشي.
-
ممارسة تقنيات الاسترخاء
مثل التنفس العميق.
-
الحد من التوتر عن طريق
الحركة والقيام بأنشطة مختلفة.
اقرأ أيضًا..