نجوم الفن يهنئون كارمن بصيبص بعد إعلان حملها
إيناس الجبالي.. بطلة انتشلت التقزم من مستنقع التنمر
الأحد 05/ديسمبر/2021 - 08:33 م
عبدالله أبو الخير
بأقل وزن إنسان بالغ في مصر، 32 كيلو جرامًا، و120 سم طول؛ استطاعت أن تفوز بالمركز الأول في العديد من الألعاب الرياضية، والتغلب على مجتمعها الذي حط من شأنها وتنمر عليها، فاستعادة ثقتها بنفسها، التي سُلبت منها منذ اللحظة الأولى التي اكتشفت فيها أن طولها لن يزيد.
تنمر "خفاف الظل"
استطاعت أن تُداوي جراحًا سببه مزاح ثقيل، وضحكات ظن أصحابها أنهم خفاف الظل، وأنه كيف لها أن "تزعل من الهزار"؟ ولم تكن مجرد إنسان استطاع أن يتجاوز عوائقه ويداوي جروحه، بل مُلهمًا ومداويًا، فحاولت أن تُعيد لأمثالها من قصار القامة ثقتهم في أنفسهم وأن تجعل منهم أشخاصًا أسوياء يواجهون الحياة بشجاعة ورضى دون شعور بكراهية تجاه مجتمعهم المتنمر.
إيناس الجبالي
عندما بدأ يظهر على ابنة دمياط؛ إيناس الجبالي؛ بوادر التقزم بالنسبة لمن حولها، وخاصة في المرحلة الإعدادية؛ بدأت معاناتها بشكل كبير؛ فحتى من يمكنها الاستقواء والوثوق بهم؛ كانوا على رأس المتنمرين؛ وخاصة معلميها بالمدرسة، حتى إن إحداهن كانت تُضحك زملاءها عليها وتقول: "دا العصاية أطول منك".
يُمكنك إجبارهم على احترامك
لعل تلك المعلمة المتنمرة لم تكن تدري كم جرحت إيناس؛ فبعد كلمة كتلك؛ كانت إيناس تتجه لبيتها والدموع تنهمر على خديها لتختبئ في غرفتها ممتنعة عن الطعام ورافضة العودة إلى مدرستها؛ إلا أن الله منحها أبًا استطاع أن يغرس فيها مبادئ التحدي والمثابرة وعدم الاستسلام، فكان يشجعها ويقول لها إنها قادرة على جعل كل من حولها يهابها ويحترمها.
تصميم وإرادة
ورغم كرهها للمدرسة بسبب ما تعانيه من تنمر؛ أكملت الدراسة حتى أنهت الثانوية التجارية ثم التحقت بأحد المعاهد العليا لتبدأ من الصف الأول شق طريقها الرياضي بالمشاركة في ألعاب القوى وخوض مسابقات لتحصد المركز الأول في مسابقتين منها؛ مما جعلها تتحمس للأمر خاصة بعد مشاهدة فيديوهات لمتحدي الإعاقة وقد أصبحوا أبطالاً في كثير من الألعاب الرياضية.
وتمكنت بعدها من الالتحاق بمركز شباب كفر سعد بدمياط وحصلت على بطولة الجمهورية في رياضة الرمح ودفع الجُلّة ورفع الأثقال، كما تعدت رفع الأثقال للدخول في مسابقات ملكة جمال الأقزام على مستوى العالم لتحصد لقب الوصيفة الرابعة لعام 2019.
أول فريق كرة قدم للأقزام
ولم تكتفِ إيناس باسترجاع ثقتها بنفسها، ولم تُرد التفرد في المكانة التي وصلت إليها، بل سعت لجعل جميع الأقزام يحظون بنفس الثقة في أنفسهم؛ فبدأت بتأسيس فريق كرة القدم من قصار القامة في شهر أكتوبر من العام الماضي، وتم بدعم من وزارة الشباب والرياضة بدمياط وبرعاية اللجنة البارالمبية ورعاية الاتحاد المصري لرياضات الأقزام تحت الإشهار.
ومع كل ما حققته؛ ترى أنها ما زالت في بداية الطريق وترجو أن تكمله بشكل أفضل، وأن تحرز تقدمًا أفضل لها ولكل من يعاني التقزم.
اقرأ أيضًا..
