التنمر ظاهرة تؤدي للانتحار.. والقومي للمرأة يعالجها بالتوعية
الأحد 27/ديسمبر/2020 - 05:50 م
نادية أحمد
أصبح التنمر من أكثر الظواهر المنتشرة في الشارع المصري، وصارت تلقى اهتمامًا كبيرا ًمن المهتمين بقضايا ومشكلات التربية التعليم، خاصة أنها تعتبر سببًا مؤثرًا في تعثر الكثير من الطلاب دراسيًا، لدرجة أنها تدفع بالبعض إلى كراهية الدراسة وتركها، ليس فقط ذلك، وإنما تتسبب في لجوء البعض إلى الانتحار، وأكبر دليل على ذلك، تردد أنباء خلال الأيام الماضية بشأن انتحار أحد طلاب مدرسة المتفوقين بالعبور بسبب تنكر أصدقائه عليه.
آليات حماية الطلاب
أكدت الدكتورة هالة منصور، أستاذة علم اجتماع، أن ظاهرة التنمر ليست وليدة اللحظة، وإنما انتشارها في المجتمع يرجع إلى تسليط الضوء عليها من قبل القانون ووسائل الإعلام المرئية والمكتوبة.
وقالت "هالة"، في تصريح خاص لـ"هير نيوز"، على الرغم من صدور العديد من القوانين وتفعيلها على أرض الواقع فإنها ليست كافية لاقتلاعها من جذورها، ولذلك يجب على مؤسسات الدولة أن تقوم بدورها في توعية المواطنين بخطورة هذه الظاهرة.
وأضافت "هالة"، إن البيئة المجتمعية وثقافة المواطنين هما السبب في انتشار الظاهرة بكثرة، بالإضافة إلى عدم الوعي والضعف الإنساني وعدم احترام الآخرين، مؤكدةً أن أهم طرق لمكافحة هذه الظاهرة تأتي من خلال الوعي الديني السليم والبيئي والمسؤلية الاجتماعية وتغير ثقافة تطبيق القانون.
التنمر لدى الطفل
وفي ذات السياق، أكد الدكتور محمد طه، استشاري الصحة النفسية، أن سلوك التنمر لدي الطفل أو الشخص يبدأ منذ سن مبكرة جدًا، قبل دخول المدرسة أحيانًا ويستمر مع صاحبه؛ ويرجع ذلك إلى عدم مقاومته والتصدي له بشكل صحيح.
وقال "طه"، إن من أبرز أسباب انتشار ظاهرة التنمر ترجع إلى سوء التربية وزرع هذا السلوك داخل الطفل بشكل منتظم كل يوم، بالإضافة إلى أن استخدام الوالدين طرق التهديد والسخرية والتوبيخ والضرب يعتبر هو المسئول الأساسي عن سلوكيات وتعامل أبنائه مع بين أصدقائهم.
هوس حب السيطرة
وتابع استشاري الصحة النفسية: "المتنمر من جواه عنده مشكلتين، المشكلة الأولى إنه مش حاسس أن ليه أى قيمة في الحياة، وأكبر دليل على ذلك ترديد الكثير من العبارات، منها (أنت ولا حاجة)، الرسالة دى غالبًا وصلته أثناء التربية، ووصله معاها كمية هائلة من العنف اللفظي أو البدني.. اللى شافه حواليه، واللى عاش وكبر عليه، ولذلك أصبح يبحث عن الأضعف منه ليمارس دوره القوي عليه".
وأشار"طه" إلى أن السبب الثاني في انتشار التنمر، يرجع إلى هوس الشخص المتنمر بالكونترول وحب السيطرة؛ ويرجع ذلك إلى فقدانه لهذه الصفة فى فترات سابقة، فضلًا عن عجزه عن الرد والدفاع عن نفسه أمام أقرب الأقربين إليه، ولذلك أصبح يعتقد أن الهجوم هي الوسيلة الأقرب للدفاع عن النفس.
حملات توعوية
ومن جانبه، يحرص المجلس القومي للمرأة، برئاسة الدكتورة مايا مرسي، على إطلاق عدد من حملات التوعية تحت عنوان "حاسبوا_على_كلامكم"، والرامية إلى تسليط الضوء على مشكلة التنمر على الإنترنت على مستوى مصر، وتسعى الحملة إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي بشأن الآثار النفسية والعاطفية للتنمر على الإنترنت وأهمية الحفاظ على بيئة إيجابية على المنصة.
وتعتبر حملة "حاسبوا على كلامكم" بمثابة دعوة للمجتمع للمشاركة والتفاعل بوعي أكبر، مع الأخذ في الاعتبار الأضرار التي يمكن أن تسببها مختلف أشكال التنمر على الإنترنت، خاصة بين الشباب.
ونشرت الحملة عدد من الفيديوهات الرامية إلى تجريم ممارسة التنمر، وذلك بالتعاون مع بعض من الفنانيين والفنانات وهم يتحدثون عن حكايتهم مع التنمر؛ لكي تصبح دافع للطفل أو الطالب لمواجهة هذه الظاهرة ومعرفه كيفية التعامل معاها.
حبس وغرامة
وأخيرًا، قال أشرف فرحات، المحامي، في تصريح خاص لـ"هير نيوز"، إن عقوبة التنمر وفقًا للمادة 309 لقانون العقوبات، يمكن أن تصل فى بعض الحالات إلى 3 سنوات سجن وغرامة من 10 آلاف إلي 30 ألف جنيه.