أحلام مستغماني.. أول روائية جزائرية تكتب باللغة العربية
أحلام المستغماني
"من
الجرح وحده يولد الأدب" كلمات كتبتها أكثر الكتاب العرب نجاحًا لتختصر فيها
قصة حياتها، أحلام مستغماني أول روائية جزائرية تكتب باللغة العربية، ولدت
في المنفى خلال فترة مليئة بالاضطرابات في الجزائر، وكانت من أوائل التلاميذ في
المدارس العربية الجديدة في الجزائر؛ لذلك اهتمت كثيرًا بالتعبير عن نفسها وأفكارها
باستخدام اللغة العربية.
نشأتها
ولدت
أحلام في أبريل 1953 في مدينة تونس عاصمة تونس عندما كان والداها في المنفى،
فوالدها كان مطلوبًا لدى السلطات الفرنسية؛ بسبب تدخله في حرب التحرير الجزائرية، وفي
عام 1962 عادت عائلة أحلام إلى الجزائر، لتلتحق بأول مدرسةٍ عربية في الجزائر.
وفي عام 1970 مرت أحلام بظروف صعبة بعد مرض
والدها ودخوله المستشفى إثر إصابته بانهيار عصبي بسبب حدوث محاولة انقلاب؛ حيث
كانت في السابعة عشر من عمرها واضطرت للعمل من أجل تقديم المساعدة المادية لأهلها،
فعملت مقدمة لبرنامج شعر كان يبث على الراديو الوطني، ورغم ذلك لم تفرط في
دراستها وكانت من بين الأوائل دائمًا، وفي النهاية تخرجت في جامعة الجزائر بشهادة
بكالوريوس في الأدب العربي.
بداياتها
أثارت
أحلام الجدل بسبب شعرها العربي الجريء؛ حيث كان الشعر وقتها مقتصرًا على الرجال؛ ولذلك
شكلت كتاباتها الجريئة صدمة كبيرة في مجتمع الكتاب الجزائريين، أُجبرت أحلام لاحقًا
على إكمال تخرجها خارج الجزائر، ثم كتبت أولى رواياتها التي حظيت فورًا بمرتبة ضمن
قائمة الكتب الأكثر مبيعًا في العالم العربي، مثل روياتها الأربع السابقة، وقد
لاقت الرواية كل هذا الاهتمام بسبب خوضها في مأساة الإنسان وأحلامه البائسة.
إنجازاتها
نشرت
أول مجموعةٍ شعرية كتبت "على مرفأ الأيام"، وبعد مدةٍ قصيرة من تخرجها من
جامعة الجزائر، وفي عام 1976 انتقلت أحلام إلى باريس
ونشرت مجموعتها الشعرية الثانية المسماة "كتابة في لحظة عري"، وفي عام
1982 تم منحها شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة السوربون في باريس.
أما
في عام 1993، انتقلت إلى لبنان؛ حيث نشرت
روايتها الأولى "ذاكرة الجسد"، والتي تتضمن ما كتبته أثناء الفترة التي
عاشتها في باريس، وقد بيع من هذه الرواية على مدار السنوات اللاحقة أكثر من 1،2
مليون نسخة، كما أن هذه الرواية كانت أول رواية جزائرية تكتب باللغة العربية وتنشر،
وقد دخلت رواية "ذاكرة الجسد" في قائمة أهم 100 رواية عربية، كما عمل
المخرج السوري نجدت أنزور على تحويلها إلى عمل تلفزيوني من بطولة الممثل جمال
سليمان.
وفي
عام 1997 نشرت رواية "فوضى الحواس"، التي تعتبر بمثابة تتمة لرواية
"ذاكرة الجسد"، ثم حصلت على جائزة نجيب محفوظ للأدب العربي في 1998، كما
نشرت رواية "عابر سرير" الكتاب الأخير ضمن الثلاثية والتي أعيد طبعها
أكثر من عشرين مرة عام 2003، وفي عام 2009 قام حاكم بيروت بتقديم درع
بيروت لها أمام جمهور مؤلف من حوالي 1500 شخص، وفي نهاية العام نشرت كتابها "نسيان.
كم".
ونشرت
روايتها "الأسود يليق بك" باعت دور النشر أكثر من مائتي ألف نسخة من
روايتها الخامسة "الأسود يليق بك" التي تُعد من أشهر رواياتها وأفضلها؛ حيث
تخوض فيها أحلام في صراعات النفس البشرية وأحلامها، وترجمت مؤلفاتها ورواياتها إلى
عدة لغات، كما أدخلت في مناهج المدارس الثانوية والجامعية حول العالم.
جوائز حصلت عليها
حصلت
أحلام على عدة جوائز منها جائزة نجيب محفوظ للأدب عام 1998 عن روايتها الأولى
"ذاكرة جسد"، وميدالية الرواد اللبنانيين تكريمًا لها على جميع أعمالها،
كما حصلت على ميدالية الشرف التي قلدها إياها الرئيس الجزائري بو تفليقة عام 2006،
فضلًا عن منحها لقب أكثر النساء العرب تميزًا لعام 2006 من قبل مركز دراسات المرأة
العربية في باريس ودبي.
اقرأ أيضًا..
مايا
مرسي خبيرة السياسة العامة.. أصغر سيدة تتولى رئاسة المجلس القومي للمرأة
فاطمة
البنوي.. مخرجة سعودية وصلت للعالمية واختارتها «التايم» قائدة للجيل الجديد