نهى الطالوني تكتب: رسالة من تائب
فطيفها يطاردني في أدق تفاصيل يومي، أسمع صوتها، أردد كلماتها، أستشعر لمساتها ونظرات عيناها ورائحة عطرها، يلاحقني اسمها، أرتطم بأغانيها التي كانت تهديني إياها، أتذكر مواقفها ضحكاتها لهفتها طفولتها فهي تجتاحني أينما كنت.
لم أعرف إلى متى وإلى أين يأخذني الحنين إليها لم أعد أتحمل مزيد من هذه الضغوط النفسية فأنا لم أفيق من حبها قط، لم أكف عن التفكير بها والإشتياق إليها.
امرأتي كانت مختلفة عن كل نساء العالم فلم أعد أعلم للحب مأوى بعدها، علاقة إلهيه قدرية لا يحكمها منطق.
كنت أعيش بجوارها أروع رواية خيالية بطلتها هي الخارقة للعطاء والحنان، ملاك في صورة إنسان، ما كنت أتصور يومًا إني أرزق به وكأن أهداني القدر بكنز لما أدركت قيمته إلا بعد فقدانه.
لم أرى منها سوى التضحية فكانت لي الأم والصديقة والحبيبة والملاذ ، كانت حضن يحتوي ويعطي دون طلب مني أو بذل أي مجهود أو حتى سعي فهي خلقت لتشعر بي فقط...
وجودها كان أشبه بنفخ الروح فكنت أرى ملامحي تزداد وسامة معها كنت أشعر وكأني صبي طائش في قربها، طائر حر يملك الدنيا بما فيها...
تعلمت منها معنى الكلمة فهي كانت أخلص لي من نفسي، منحتني الثقة في الدنيا مرة أخرى بعدما كنت يأست أرى منها ومن ناسها خيرًا ودفئًا ووفاءً...
أشعر بالضياع دونها ومن شدة الفقد قلبي يتمزق وجع وكأن ظلمي لها يرد لي الآن فأنا بخلت عليها بأقل ما يقال عليه مسلمات الإنسانية وسلمتها فاتورة إيذائي من الدنيا لتدفع هي قيمتها وكأني كنت بسترد ما سلب مني من خلالها هي لأرى إنتصاري فيمن ظلمني بإذلالها وأرضي غروري ورجولتي بوجعها وحرمانها.
تعاملت خطأ مع أكثر شخصًا صائبًا ونكرت فضلها تلك هي الإنسانة الوحيدة التي غيرت لي معاني الحياة، من كسرت القاعدة وسلمتني رسالة محتواها الدنيا لا تزال بخير فاطمئن أنت حبيبي مُصان وجاء اليوم وقت رد المظالم فكل ما أشعرتها به يوماً أنا أتألم به وأعاني منه الآن ...
كان يجب عليا توخي الحذر من همزات الشيطان الذي صور لي أني أمتلك كرامتها وأن صبرها لا نهاية له، تجاهلت مشاعرها وجرحت كبريائها كأنثي وراهنت على رصيد ما بداخلها إتجاهي متناسيًا أنها بشر، نعم كنت أستغل ضعفها في حبي وكأنها لا تشعر لا ترغب لا تمل،، نعم تجاهلت إحتياجها لي فاهتزت ثقتها بي وبذاتها...
كان يجب عليا أن أنظر لها نظرة تستحقها مقابل ما قدمته من تفاني وصبر وستر وحب صادق وحقيقي وبقدر عشمها بيّ وثقتها فيّ.
أعترف بأني أحبها أكثر من أي وقت مضى وإني مدين لها بأيام لا تنسى حفرت بجدران قلبي فهي تستحق تكرم صاحبة فضل أيام نظيفة مضت كانت هي الحقيقة الوحيدة بحياتي، أشعر نحوها بالدين لعطاءها اللامحدود ولكن ماذا أفعل الآن بعدما خذلتها وأهانتها ؟!!!
أراها سعيدة بدوني ترعى مصالحها وتلهو وتضحك وتعمل وتجد أراها متألقة لامعة جميلة وكأنها استبدلت قلبها بآخر!! من هي؟! ماذا بها؟! فهي ليست بتلك الصلابة وهذه القسوة أبداً!!!
هي من علمتني أن العهد لا ينقض والوعد دين والكلمة عقد والحب
أبدي وأن كل ما هو صادق يستمر..
هل كانت زائفة خدعتني بمشاعر وهمية أم خذلاني لها هو الذي
دفعها للبدء من جديد ؟!! أريد أن أعلم ماذا بعد ؟!! وهل انتهى حقيقي أمرها وحرمت منها
للأبد ؟؟!!! أسئلة تسلب النوم من عيني والراحة من قلبي !!!! حتى قرأت بالصدفة خاطر اعتبرته وكأنه رد لأسئلتي التائهة !!!
المرأة لا ترحل
لأنّها لم تعد تملك شيئاً لتُعطيك
بل هي ترحل
إذا أعطتك الكثير ولم يُؤثر بك
فالمرأة حين ترحل لا تعود مرة أخرى
لا يوجد أقسى من رحيلها
وحتى وإن عادت وأشفقت عليك
فإنها تعود امرأة أخرى
ليس لها علاقة بتلك المرأة
التي كانت تعشقك يوماً!
وصلتني الإجابة فهي ليست بزائفة هي امرأة أعطت الكثير وبذلت قصارى جهدها لإبقائي لكنها حصدت الخذلان فرحلت بلا تردد وبلا نية للعودة.
وأخيرًا حسمت أمرنا بقصيدة نشرتها اليوم قائلة
بطلـت أحـب وأعيـش دنـياي مرتاح ..
حتـى الهـوى غيّـرت فيهـ اتجــاهـي ..
لا حــزن .. لا دمــعـهـ .. لا ذل وجـــراح ..
لا قلـــب مشــغول.. و لا فكــر ســاهي ..
بدلـت كلمات الغزل جد وصيـــاح ..
لا عـاش من يقـدر يعكّــر مـزاجـي ..
أبــاخذ الدنيــا دلــع لعــب وأفــراح ..
أبغــى كذا أعيــش دنــياي " لاهـــــــي ..
صحيح أن النساء يمكن أن يكن أضعف جسديًا من الرجال إلا إنهم
بحاجة إلى الحماية والراحة والأمان فحين تفتقد المرأه إحدى هذه العوامل وتستشعر استغلالها
تنسحب بكل حزم..
فلا سبيل لديها للبقاء في علاقة سامة مع رجل لا يقدرها فالمرأة إذا أُهملت غادرت ولو تفتت قلبها
عذراً حبيبتي،، نادم حقيقي،، أحبك جداً