أمل محمد أمين تكتب: علموها أن تُقدر ذاتها
الخميس 18/نوفمبر/2021 - 09:29 م
عندما جاءتني دعوة الصديق العزيز "إيهاب كاسب" للكتابة في موقع «هير نيوز» المتخصص في أخبار وقضايا المرأة العربية شعرت بالفخر والقلق: الفخر لأن أكون ضمن كوكبة من الكتاب العرب، والقلق ألا تكون لدي الكلمات الكافية لأعبر بها عن هموم وقضايا المرأة في كل مكان.
لقد واجهت المرأة في العالم عدة تحديات لاعتبار المجتمع لها قديمًا تابعًا للرجل وموجودة فقط لتربية الأطفال وهي مهمة عظيمة لا يمكن اعتبارها تحصيل حاصل لكنها قللت من مكانة المرأة في عقول الناس، ولن أتحدث عن المرأة الغربية التي ربما عاصرت ظروف أصعب من المرأة العربية حتى حصلت على حقوقها وأصبحت تقريبًا مساوية للرجل في القانون والعمل في تجربة تسعى معظم الدول العربية لتطبيقها.
والمطلع على الأمور يعرف أن المرأة العربية أكثر حظًا من المرأة الأجنبية لتكريم الإسلام لها وهي ديانة الغالبية في الدول العربية.
ومع هذا ظلت المرأة العربية تُعاني ولا زالت تُعاني من نظرة المجتمع لها باعتبارها عورة يجب تغطيتها وإخفائها في المنزل ومنعها من الذهاب للمدرسة والجامع والجامعة والعمل، وإذا سمح لها بشيء فهو أن تنجب وتذهب للحقل لتساعد زوجها أو أبيها وأخيها في الحقل.
والآن تشهد المجتمعات العربية تناقضًا حادًا بين تكريم الحكومات وقادات الرأي للمرأة وتولت المسئولية فأصبحت وزيرة ورئيسة وزراء وقاضية ووصلت إلى أعلى المناصب وفي نفس الوقت فالمرأة العربية معرضة يوميًا للموت أو الحرق أو التعذيب على يد أحد أقاربها أو جيرانها.
وبحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية صدر هذا العام فإن واحدة من كل ثلاث نساء في العالم، أي نحو 736 مليون امرأة، تعرضن لعنف جسدي أو جنسي خلال حياتهن، بحسب تحليل حديث أجرته المنظمة، ويُشير التقرير إلى أن هذا العنف يبدأ في سن مُبكرة، على الرغم من أن عدد النساء اللواتي تعرضن للعنف لم يتغير كثيرًا منذ آخر دراسة أجرتها المنظمة على مستوى العالم عام 2013، وبحسب التقرير، فإن واحدة من كل أربع إناث بين سن 15 و24 قد تعرضت بالفعل للعنف على يد الشريك.
ختامًا إن ثقافة المجتمع وسوء الفهم للديانات السماوية وتعاليمها السمحة تسبب في دمار حياة العديد من النساء في مختلف أنحاء العالم وسنحتاج دومًا إلى بذل المزيد والمزيد لمحو آثار الجاهلية والتعصب والتمييز ضد المرأة، وبرأيي ابدأوا بالمرأة علموها كيف تحترم ذاتها وقدراتها وأن تسير شامخة بين الناس، علموا المرأة أنها كل المجتمع وليس نصفه فقط فهي المربية والمدرسة والقدوة لأولادها، فمنها تنبت الثمرة التي تُعمر الأرض فكيف يمكن أن تستمر الحياة بدونها.