ماما دهب.. حرمت من الأمومة فحملت دفء الأسرة لزبائنها مع ساندوتشات الكبدة..فيديو
الخميس 18/نوفمبر/2021 - 04:01 م
عبدالله أبو الخير
من زقاق ضيق داخل وسط البلد؛ أسرت ماما دهب قلوب الشباب، فأصبحت وجهة للشباب من جميع أنحاء العالم العربي؛ ليس لساندوتش محشوّ بالكبدة المطهية بخلطتها السحرية، ولا لجمال كفتتها المطهوّة بالردة بأسلوب يعجز عنه غيرها، وإنما لوجبة محشوة بالحنان والاحتواء، بدفء البيت وأنسه.
ماما دهب
ماما دهب، لقب لم يطلقه عليها الشباب من فراغ، فهي ناصح أمين، تعامل الشباب حقًّا كأنها أمهم، توجههم وتنصحهم، لا ترى أنها تتعامل مع زبائن تسعى لكسب مالهم بل لكسب قلوبهم، فاستطاعت أن تتحكم في قلوبهم وعقولهم، وارتضى الشباب أن تكون في منزلة والدتهم.
عزم وإرادة
لعل تخرجها في كلية التجارة وحلمها بأن تكون مذيعة وسعيها في هذا الطريق، عبر دورات لتقوية مهاراتها كان جزءًا مهمًّا كوَّن شخصية ماما دهب، لكن العامل الأكبر في تكوين ماما دهب نبع الحنان الفياض؛ هو ذلك المحل الصغير داخل هذا الزقاق الضيق؛ ففيه انكسرت وانتصرت وبكت وفرحت، ولاقت منه التشجيع تارة والإحباط أخرى.
كانت والدتها الراحلة، تتعامل مع الزبائن لا بمنطلق شخص يسعى لكسب ماله، وإنما شخص أجبر بخاطره.
طريق النجاح
لم يخلق شخصية ماما دهب حياة سعيدة وطريق مُفتّح بلا عقبات، وإنما لأكثر من عشرين عامًا داخل ذلك الكشك مبتسمة الوجه، وداخلها صراعات دامية، بين سنين عمرها التي قضتها في التعليم وبين حلمها وبين واقعها، فقررت مرات ومرات أن تترك مجالها وتتوقف، إلا أن الله يثبتها عليه لتدرك حكمته وتعي أن هذا هو طريق نجاحها.
الرئيس السيسي
بعد وفاة والدتها عام 2019 شعرت بالانكسار والإحباط، وفكرت بشكل فعلي في ترك المجال، ليأتي جبر الله لها، ويأتيها خبر تكريمها من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتصبح اليوم علمًا من أعلام وسط البلد.
فعندما رضيت بما قسمه الله لها وهدأ صراعها الداخلي من عنفوانه أرضاها الله وجبر بخاطرها، فأصبحت ماما دهب ذات الصيت الكبير، "نار على علم" فإن كانت حُرمت من الزواج والإنجاب وشعور الأمومة، عوضها الله بحب الشباب لها واعتبارها أمًّا لهم؛ لتمنحهم هي الأخرى حنان الأم ونصحها.