د. صادق لـ "هير نيوز": المنازل تحولت إلى فنادق للمبيت بسبب الظروف الاقتصادية والتكنولوجيا
أرجع دكتور سعيد صادق استاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، أسباب تحول بعض المنازل إلي مجرد فنادق للمبيت في عدة نقاط أهمها صعوبة الظروف الاقتصادية.
وأوضح صادق، قائلا: "الحياة الاقتصادية تتطلب الكثير فالزوج والزوجة يعملان والأولاد يذهبون إلى المدرسة ولأنه لا يوجد مال كافٍ للحالة المعيشية العامة يظهر ذلك التحول".
إحصائيات العاملين بأكثر من وظيفة
واستكمل: "60 % من الشعب المصري يعمل بأكثر من وظيفة واحدة فهناك من يعمل صباحًا كموظف وليلاً كسائق تاكسي؛ وذلك بسبب صعوبة الحياة الاقتصادية في البلاد وكل ذلك تتحمله حياة الأسرة كعائلة واحدة".
مواقع التواصل الاجتماعي
واستكمل: "قبل سنوات عديدة لم يوجد اي تواصل سوي التواصل الفعلي كزيارات الأقارب والجيران في المناسبات والأعياد ليتشاركوا أوقات الاحتفالات معًا، لكن حاليًّا تغيرت وسائل التواصل الفعلي، لتتغاضى الأسر قليلا بشأن الزيارات والمقابلات وجهًاً لوجه؛ حيث ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك والواتساب، في انخفاض زيارات الأسر لبعضها، فتكتفي الأسرة بالاتصال تليفونيًّا أو بتبادل الرسائل النصية ونتج عنه خفض الألفة والمودة بين أفراد الاسرة".
وأردف: "إن احتوت مواقع التواصل الاجتماعي على بعض من العيوب فإنه على الجانب الآخر قد ساهم في تقوية العلاقات مع المهاجرين والمسافرين بالخارج أما قديمًا الأب أو الأم تذهب للسنترال ليعطوهم ثلاث دقائق فقط. وبالرجوع بالزمن لعقود قبل ظهور تلك المواقع إذا كان للأسر مهاجرًا في أستراليا على سبيل المثال انتهت علاقته بأسرته التي قد لا تراه مجددًا، ولكن الآن نملك الخصوصية التامة في الاتصال متى شئنا وكيفما شئنا بالمقيمين بالخارج والتواصل معهم".
وأكد: "لا نستطيع أن نبني علاقات طويلة الأمد علي التواصل الاجتماعي ولكن قد تساهم تلك المواقع في تقليل الزمن والمسافة التي قد تتسع بين الأشخاص. ولكن يجب على الأسر أن تجد لنفسها وقتًا إما بالجلوس معًا أثناء تناول الطعام وإما اتفاقهم على قضاء عطلة نهاية الأسبوع للخروج معًا في نزهة. إن لم تتفق برغم كل ضغوطات الحياة ومشاغلها إذن متى ستتقابل؟".
الأوقات الحقيقية لجلوس أفراد العائلة معًا
وأوضح قائلاً: "المرة الوحيدة الحقيقية التي تجتمع فيها العائلة، هو وقت الافطار في رمضان ومنذ أن أصيب العالم بالجائحة العالمية كورونا أصبح الأمر مزعجًا للأسر وتطور الأمر إلى الشعور بعدم تحمل البقاء في المنزل".
اقرأ أيضًا..
«المرأة العاملة» بين نار الوظيفة وجنة الأسرة.. وفتيات: «شغلي يعني
ذاتي»
طبيعة وضع الأسرة الحالي
واستكمل: "على سبيل المثال حاليًا الرجل يعمل صباحًا والأطفال يعودون إلى المنزل ويذاكرون ويصدرون الضوضاء من لعبهم والزوجة تعتني بهم طوال اليوم، وأثناء عنايتها بهم تنخرط أيضًا في الطبخ والأعمال المنزلية والزوج يدرك كل هذا، فبدلًا من الرجوع للبيت بعد يوم عمل شاق يذهب للجلوس في مقهى مع أصدقائه. ليعود للبيت في وقت متأخر من الليل وفي وقت الحجر الصحي الذي عانى منه الجميع أدرك الزوج حقيقة انزعاجه من وجود الأطفال بجانبه وكرهه لجو الأسرة؛ لأنه اعتاد قضاء يومه بعيدًا عنهم. والإنجاب المفرط والأطفال الكثيرة أصبحت منفرة للجو الأسري خصوصًا في المناطق الشعبية".
طبيعة توجيه الأسر لأبنائهم
وأوضح :" وبالنسبة لتوجيه الأسر لأبنائهم حاليا هناك توجيه عبارة عن رسائل نصية من قبل الوالدين لأبنائهم لا يكون في كل الأحوال توجيهًا بالتواصل الواقعي الحقيقي. هناك تواصل ولكن ليس بالصورة القديمة التي كانت وجهًا لوجه" .
رجوع الأسرة إلى سابق عهدها
وتابع: "العهد السابق للأسرة كان بلا تكنولوجيا وكانت الحياة بسيطة بتطلعاتها لم يكن في ذلك الوقت سوى التلفاز وقنواته المحدودة. ولم يكن هناك الكم الضخم من التكنولوجيا و المحال التجارية الموجودة حاليًا التي تقضي فيها الفتيات معظم أوقاتهم. الحياة تغيرت لا نستطيع أن نرجع بالأسرة إلى سابق عهدها. بالفعل تتواصل الأسرة ولكن ليست كما كان سابقًا فقد تغيرت للأبد ولن تعود مجددًا".
وأضاف: "العلاقات
الاجتماعية قديما اعتادت على قاعدة اقتصادية سابقة، ولكن الآن القاعدة الاقتصادية
تغيرت والحياة الاقتصادية تغيرت وأسلوب حياة الأسرة تغير أيضاً".
وأنهى حديثه قائلا: "إذا أردنا تغيير الأسرة يجب تغيير الوضع الاقتصادي. يعود الزوج مالكًا للمال بالقدر الكافي ليتكفل بالأسرة. أما الآن لا يستطيع الزوج بمفرده القيام بذلك".