الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

«الثقافة الذكورية» تُجبر الفتيات على مواجهة التحرش بالصمت.. وخبراء: العواقب النفسية وخيمة

الخميس 11/نوفمبر/2021 - 08:58 م
هير نيوز

يتعرض المجتمع لمشكلات عديدة. وتتعرض الفتيات لكثير من الضغوط والمشكلات الاجتماعية والنفسية. ومن أهم المشكلات في المجتمع هي مشكلة التحرش فقد شهد المجتمع المصري في الآونة الأخيرة الانتشار المتزايد لظاهرة التحرش. ما بين الإبلاغ والصمت فتيات كثيرة يتعرضن للظلم فلماذا تصمت الفتاة عن حقها في المطالبة بمعاقبة المُتحرش؟


في تصريح خاص لـ«هير نيوز» تحدث دكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي قائلًا: "الفتاة التي تصمت تتعرض لضغط نفسي. نحن كمجتمع لا نزال نملك بعض الفكر الشمولي الذكوري المتأخر فاحيانًا ننظر للفتاة أنها متسببة في المشكلة وهذه كارثة. أحيانًا يظهر بعض المدعين أنهم علي علم ليقولوا إن الفتاة ترتدي رداء سيئ، أو أن الفتاة تلبس لبس قصير أو أن الفتاة تلبس ملابس ضيقة ولكن ملابس الفتاة ليس مبررًا لارتكاب المعصية  وهو في الأصل تبرير بسبب الضعف الذي يُعاني منه المتحرش لذلك يلقون كل الاتهامات على الفتاة ".


واستكمل: "إذا تكلمت عن ما حدث تكون مطمع لسكان منطقتها ولذوات النفوس الضعيفة أحيانًا وتلفت نظر المحيطين بمنطقتها إليها فهذا ما يجعل الفتاة تخاف أن تتكلم، أو قد تصمت لأنها قد تقلل من أسرتها فتعتبر أسرتها أن ما حدث للفتاة سواء تحرش أو اغتصاب عار عليهم فتصمت".


وفسر قائلًا: "أحيانا كثيرة يكون المتحرشون من الأقرباء للأسف الشديد . فتعتقد أن بذلك ستفسد العائلة فتنغلق على نفسها".

وأضاف "أحيانًا تكون البنت بمفردها في حالات التحرش. وفي المعتاد تقول الأمهات لبناتها  أللا تتكلم مع أحد فكيف لها أن تتكلم وتقول لقد تعرضت للتحرش؟ فتكتم شعورها ويؤدي ذلك إلى الدخول في ضغط نفسي شديد وإصابتها بالاكتئاب ، التوتر ، اضطرابات  النوم وقد تتعرض لكوابيس أثناء النوم ، اضطرابات في تناول الطعام".


وأوضح: "كل الحالات تي تعرضت للتحرش باختلاف شخصياتهم لا يشترط ذهابهم لأخصائي نفسي. ولكن قد يحتاج ذلك فئة العصبيين التي قد نتج عن تعرضهم للتحرش ظهور بعض أعراض الأمراض النفسية كالوسواس القهري ، اضطرابات النوم ، اضطرابات الأكل لذلك ليس كل من تعرض للتحرش وجب عليها الذهاب لطبيب نفسي".


وأردف "وعلى المدي الطويل قد يختلف أثر التحرش من فتاة لفتاة أخري قد يكره بعضهم الرجال أو الزواج والبعض الآخر قد تخشي من التعامل مع الرجال وقد يسبب هذا الخوف مشاكل في الارتباط  فيما بعد . وقد تكره الرجال الذين يرتدون رداء معين أو لهم اسم أو شكل معين فتتكون لديها كراهية غير مبررة ويسمي ذلك في علم النفس الحتمية النفسية أنها قد تكره شخص أو تنزعج من شخص لمجرد ملابسه من نفس لبس المتحرش أو شكله شكل المتحرش او اسمه علي اسم المتحرش خصوصًا لو وُجد هذا المتحرش في مكان عملها ".


وأنهى حديثه قائلًا: "وبالنسبة للتعافي من أثر التحرش والتشافي من الماضي فإن التحرش له توابع وقد لا تُنسي التوابع . تختلف الفتيات علي حسب نوعية شخصيتها .هناك شخصيات ناضجة تتعامل مع الموقف بتفاهة وإنه إنسان تافه فتتناسى الموضوع . هناك فتيات أخري عصبيات ومتوترات فيتعبون أكثر وقد يتطور الأمر إلى إصابتها بالوسواس القهري والاكتئاب وإن لم تتعامل مع تلك التوابع فقد تتزايد بداخلها و تذكرها دائما بالموقف ".



في تصريح خاص لـ«هير نيوز» تحدثت دكتورة هالة منصور أستاذة علم الاجتماع قائلة: "نحن كمجتمع  دائما نحمل العبء على الفتاة حتى لو كانت ضحية .دائما نعتبر أنها هي من أثارت الرجل وأنها السبب في التحرش . وفي مجتمعنا المصري الوصمة الاجتماعية تلحق بالانثي أكثر من الرجل لذلك تخشى أن تبلغ أو تشتكي . فتصمت لسببين إما أن المجتمع يلقي أصابع الاتهام عليها وإما بسبب الوصمة الاجتماعية التي ستلازمها مهما حدث طوال حياتها وقد تحرمها تلك الوصمة من أشياء كثيرة  كالزواج وقد تكون السبب في طلاقها إذا كانت متزوجة فهي خوفًا من الفضيحة وخوفًا من الاتهام تبتعد عن الكلام أو البوح بشيء ".


واستكملت:" الإيذاء التي تعرضت له يؤثر على شخصيتها وعلى علاقتها بداخل الأسرة . المجتمع جزء من ثقافة الاتهام وإلقاء اللوم على الفتاة فالمجتمع نفسه هو الذي يتهمها ويحملها العبء وهو الذي يجعلها مذنبة أو شريكة في الجريمة حتى لو كانت ضحية . تشعر الفتاة بالظلم والقهر تجاه المجتمع ويتزايد شعورها بالخوف أكثر تتعامل بعد ذلك في المجتمع ولكن بطريقة غير سوية ".


وأضافت: "على المدى الطويل لا نستطيع أن نعمم ولكن قد تكره بعض الفتيات التعامل مع الأشخاص بداخل المجتمع لكن على حسب طبيعة الشخصية وطبيعة الموقف وطبيعة التراكمات الاجتماعية الموجودة بداخلها وعلى حسب درجة تعاطف المجتمع أو قهره لها . العملية نسبية  فعلي حسب الشخصية وعلي حسب الحدث بعضهن تتأثر سلبًا. بعضهن تنتج بداخلها أفكار نفسية مشوهة وبعضهن تظهر عدوانيتها أكثر والبعض الآخر قد يكن مقهورين أكثر. في كل الأحوال لا تستطعن الفتيات اللاتي تعرضن للتحرش أن يكونوا أسوياء بنسبة مائة في المائة . وبالنسبة للتعافي قد تختلف أيضًا على حسب الشخصية . هناك فتيات تستطعن وهناك أخريات قد يزيد لديها التراكمات النفسية فالصدمة تزداد بداخلها أكثر مع الوقت ".


اقرأ أيضًا..

نظرة المجتمع لضحايا التحرش والاغتصاب.. منصفة أو ظالمة؟.. مختصون يجيبون


ads