نظرة المجتمع لضحايا التحرش والاغتصاب.. منصفة أو ظالمة؟.. مختصون يجيبون
الخميس 11/نوفمبر/2021 - 04:01 م
عزة ذكي
تنتشر ظاهرتا التحرش والاغتصاب في العالم أجمع، وتتعدد الحوادث التي ملأت مراكز الشرطة ومحاكم المحافظات في مصر، لكن مع كل واقعة تحرش أو اغتصاب تهز الرأي العام المصري، تخرج آراء وتحليلات من مختصين وغير مختصين في المجتمع؛ حيث يدلون كلٌّ بدلوه حول القضية، وهناك من يلوم الفتاة وآخرون ينصفونها، ويظل التساؤل؛ هل نظرة المجتمع لضحايا التحرش والاغتصاب.. منصفة أو ظالمة؟
ويجيب مختصون نفسيون وقانونيون عبر بوابة "هير نيوز" عن تساؤل نظرة المجتمع لضحايا التحرش والاغتصاب.. منصفة أو ظالمة:
تأهيل ضحايا الاغتصاب والتحرش
الدكتورة عايدة نوفل، استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية تؤكد أن نظرة المجتمع للفتاة المغتصبة أو المتحرش بها تكون ظالمة في أوقات كثيرة؛ حيث إن المجتمع يلوم البنت على الرغم من وقوع الكثير من الآثار النفسية على المتحرش بها أو المغتصبة، ومنها أنه أحيانًا تضطر الفتاة للسكوت ما يجعلها تفقد الثقة بالآخرين، مرورًا بإصابة المتعرضة لذلك الفعل بحالة من الصدمة، ثم الإنكار وصولًا لمرورها بالاضطرابات، وربما تصل لحد الاكتئاب والصرع.
وطالبت نوفل بتأهيل ضحايا الاغتصاب والتحرش مرة أخرى للاندماج في المجتمع والتكيّف معه؛ لمواجهته ومواجهة التخلص من الشعور بالذنب؛ لمنع مزيد من الآثار النفسية السيئة.
القانون والدين يحرمان التحرش
بينما ترى الدكتورة سامية صالح، أستاذ علم الاجتماع، أن ضحايا التحرش مظلومين؛ حيث إن المجتمع يرى الفتيات المتعرضات للتحرش هن السبب، "المجتمع عنده ثقافة لوم البنت على كل حاجة، لكن دا مفروض ميكونش موجود، لازم يكون فيه وعي بأن الفتاة التي تتعرض للتحرش أو الاغتصاب هي ضحية، القانون والدين يُحَرّمان ذلك، ومفيش مبرر في الدنيا يخلي شاب يغتصب أو يتحرش بفتاة".
ثقافة اللوم
وأضافت صالح، أنه "يجب عدم تحميل الفتيات المسئولية، وأن يتوقف المجتمع عن ثقافة اللوم وأن يكون هناك حملات توعوية لتغيير الصورة الذهنية عن المرأة والرجل وعلاقتهما، وأن يكون لدى الفتيات الجرأة لمواجهة ما يتعرضن له وعدم السكوت الذي من الممكن أن يؤدي لأضرار جسيمة".
مواجهة العنف ضد المرأة
نورا محمد، محامية بمؤسسة قضايا المرأة، أكدت أن السيدة التي تعرضت للتحرش أو الاغتصاب ظل حقها مهدرًا لسنوات، إلى أن جاءت مواد تشديد العقوبة على المتحرشين والمغتصبين، وأنهم كمؤسسة يواجهن العنف بكافة أشكاله ضد المرأة منذ سنوات، عبر حملات توعوية وموائد مستديرة تضم كل فئات المجتمع المعني، سواء أئمة الأوقاف أو القانونيين، أو القضاة أو حتى منظمات المجتمع والأجهزة الرسمية للدولة، فضلًا عن تنظيم ورش عمل للفتيات لمواجهة التحرش، مشيرة إلى أن القانون أصبح منصفًا لكن لا يجب على الفتيات أو المتعرضات للتحرش أو الاغتصاب السكوت: "بلغي عن اللي حصلك وهتلاقي كل الدعم من كل الجهات، مش لازم تسكتي تحت أي ضغط أو مبرر".