متخصصة بعلم الاجتماع: استقلال الفتاة عن أهلها سببه غياب الحوار الأسري
الثلاثاء 09/نوفمبر/2021 - 04:52 ص
زينب محمد
أرجعت الدكتورة سامية خضر صالح، أستاذ علم اجتماع جامعة عين شمس، سبب شروع بعض الفتيات في الاستقلال عن الأهل، إلى غياب الحوار الأسري.
وقالت خضر لـ«هير نيوز»، " الظاهرة موجودة بالفعل وانتشرت منذ فترة طويلة فكرة استقلال المرأة ماديًا عن أهلها؛ لأنها قد تساعد والدتها أو أخواتها ووُجدت في بعض المسلسلات قديمًا. وبرغم وجود هذه الظاهرة نحن لا نستطيع أن نعممها."
وأكدت قائلة: "على الرغم من عدم وجود أحصائيات هناك عدد لا بأس به من الفتيات يعملنَّ ويسكنَّ بجانب أماكن عملهم إما مع صديقة أو أنها تعيش بمفردها قد تنتقل علي سبيل المثال من أسوان إلى حلوان بغرض العمل وهذا شيء طبيعي. اعتقد أن الاستقلال المادي بغرض العمل ليس به أي مشكلة طلما تربت الفتاة بشكل سليم وليس بها أي شائبة ما دامت تحافظ علي كرامتها وأخلاقها".
وأشارت "خضر" قائلة، " المشكلة تأتي إذا تعثرت الفتاة عن احترام تقاليدها وعاداتها، وإذا خرجت عن المنهج السليم للفتاة المصرية، إذا كان هناك من يحاول أن يغريها بالخروج عن التقاليد والعادات المصرية وهنا يجب أن نعيد الفكر ونقول لا ".
وحذرت أستاذ علم الاجتماع، قائلة، "إذا أرادت أن تكون الفتاة حرة وتعمل وتستقل وتحصل على عمل جيد خارج مدينتها أو قريتها ليس معناها التخلي عن الأخلاقيات والتفريط في العادات والتقاليد والشكل السليم للفتاة المصرية ."
وأوضحت قائلة: "من أهم أسباب ظاهرة الاستقلال للفتيات بغرض العمل هو انتهاء الحوار الأسري للأسف وهذه هي الكارثة بعينها ."
ووجهت تحذير للأسرة المصرية، قائلة، "انتبهوا أيها السيدات والسادة إذا انتهى الحوار الأسري ضاعت الأسرة كلها فيجب على أفراد الأسرة أن يتشاركوا ويتبادلوا أطراف الحديث ولكن قليلًا من يقوم حاليًا بهذا الدور وهذا خطر".
وأشارت قائلة "أحيانا من الصعب أن تواجه الأم نفسها بين مشاعرها وانفعالاتها وبين دعمها لابنتها تجاه قرار الاستقلالية ولكن قد تختلف من حالة إلى أخرى وفي كل الأحوال لم تُطبّق التجربة والخبرة أمامنا."
وتابعت "خضر"، قائلة "إذا اعتادت الفتاة الاستقلالية من الصعب تغيير هذه العادة . أحيانا تُصاب البنت بالكِبَر وعدم الاستماع للأب أو الأم أو الأسرة بشكل عام ، وأحيانًا تتجمد مشاعرها تجاه الأسرة وهذا شيء محتمل قد يحدث وقد تتفاقم هذه الظاهرة . مستقبلًا قد لا تخضع للزوج أو حتى تتفاهم مع زوجها لأنها سيدة نفسها ومشوارها وقرارها. هذه القرارات التي أخذتها بمفردها من الصعب اعتيادها على وجود شخص ليمنعها ويعترض ويقول لها لا .هنا تشعر بالاختناق لأنها قد اعتادت على الاستقلالية. وقد تكون الطامة لأن المرأة التي تشعر في قرارة نفسها بالاستقلال في حياتها ترى نفسها كالطائر الذي يغرد وحده لا تريد أن يحبسها أحد باعتراضات أو ضغط حتى لو كان أب أو أم أو زوج."
وأكدت قائلة "الاستقلالية المفرطة للفتاة قد تُصعِّب من أسلوبها في تعاملات الحياة اليومية مع الآخرين لأنها قد عاشت مدة طويلة ومن الصعب عليها أيضاً المشاركة مع الآخرين في مختلف جوانب الحياة سواء زوج أو أسرة . وقد يتسبب في ضعف الترابط الأسري إلى حد ما".
وأضافت، "نظرة المجتمع للفتاة أو المرأة المستقلة ماديًا وبعيدة عن أسرتها يجب أن تكون أفضل. نجاح المرأة يعظم موقفها ، فعلى سبيل المثال إذا كانت تعيش في أسيوط وانتقلت إلى القاهرة لتكون ناظرة مدرسة هذا شيء جيد ."
وأوضحت قائلة: "هناك اختلاف كبير بين الاستقلال المادي بغرض العمل والاستقلال المعيشي الكامل، فالأخير من التقاليد الغربية تمامًا . ففي الغرب إذا بلغت الفتاة أو الفتى 17 عامًا لا ينفق الأب على أبنائه فيبدأ الفتاة أو الفتى العمل . هم لهم تقاليدهم ونحن لدينا تقاليدنا".
وحذرت قائلة "يجب أن يعود دور كلًا من الأم والحوار الأسري حتى يتحقق الاستقرار النفسي للأسرة . احتضان الأم للأسرة شيء في غاية الأهمية ويجب أن ترتب الأولويات حسب الآتي الزوج والأسرة أولًا ويجب أن تهتم بهم اهتمام بالغ وغير ذلك فلا".
وأنهت حديثها، قائلة: "لا يجب أن تمانع الأسرة منع قاطع. الأسرة لها دور النصيحة في توجيه الفتاة أنها يجب أن تحافظ على دينها وأخلاقها ونفسها مادامت تستقل بغرض العمل فالحفاظ على العادات والتقاليد معناها الحفاظ على الكرامة وهذا شيء مهم جدًا . يجب أن تكون سيدة نفسها".
اقرأ أيضًا..