السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

أستاذة طب نفسي: استقلال الفتاة عن أسرتها للعمل ظاهرة إيجابية ولكن بشروط

الإثنين 08/نوفمبر/2021 - 05:28 م
هير نيوز

انتشرت خلال السنوات الأخيرة الماضية في مصر، واحدة من الظواهر الاجتماعية الخارجية، وهي استقلال الفتيات عن أسرهن بغرض العمل؛ لتكسر المرأة بذلك كل العادات والتقاليد المصرية المتعارف عليها.

ورغم عدم وجود إحصائيات رسمية أو حقوقية ترصد حجم الظاهرة، إلا أن الحالات تزداد يوما تلو الآخر.

من جانبها، قالت الدكتورة هبة عيسوي أستاذة علم النفس بكلية الطب جامعة عين شمس، لـ«هير نيوز»، إنه "منذ عشر سنوات كانت الأسر ترفض الاستقلال تمامًا أما الآن فهي تستقل لأجل فرصة العمل بشكل أسهل، فهناك نماذج كثيرة لفتيات تنتقل من محافظات إلى أخرى بغرض العمل ويعودون إلي أهلهم في نهاية الأسبوع".

وأوضحت "عيسوي"، أن "القصة لها جذور أو بدايات سابقة قبل فكرة الاستقلال المادي بغرض العمل، فتنسيق الكليات يجبر بعض الفتيات على الذهاب لمحافظة أخرى، فعلى سبيل المثال قد يأتي تنسيق الكلية للفتاة في المنيا وهي تسكن في محافظة سوهاج."

وأضافت أستاذة علم النفس، "أنا أرى أن هذه الظاهرة من الظواهر المحمودة وإذا وجدت الفتاة فرصة العمل في أي مكان فهي فرصة جيدة ستحقق لها طموحاتها وكيانها وتصنع لها نوع من الاستقلال المادي وهذا شئ جيد ولكن هناك بعض التحفظات ألا وهي، يجب أن تتحمل كل أنواع المسؤولية، وفي مقدمتها الأخلاقية، فهناك عادات وتقاليد يجب أن نتبعها ويجب أن تحترمها الفتاة وتحافظ على الثقة المتبادلة بينها وبين أهلها."


وتابعت، "يُحبذ أن تسكن بجانب أقارب لها في حالة وجودهم في نطاق مكان العمل التي ستعمل به بجانب العمة أو الخالة مثلا، وبقائها بجانب الأقرباء يحميها من التشوش النفسي فعندما تبقي الفتاة بمفردها يُمارس عليها كثيرًا من الضغوط، فقد تتعرض لبعض التعليقات الهجومية وتسيء الناس فهمها أو تتجرأ عليها ."

وأضافت، "إذا دعمت الأسرة الفتاة في السنة الأولي مثلًا هذا يعطي نوع من الثقة والاحترام من الجيران والشارع الذي تسكن به ووجود عائلتها ودعمهم لها يحمي الفتاة من الضغوط سالفة الذكر".

وأوضحت "عيسوي"، قائلة: " الدعم له تأثير إيجابي جدًا على الفتاة لأنه يعطيها نوع من التحقق وهذا التحقق له العديد من المكونات، الأول التحقق المادي و الإدراك الصحيح للتعامل والتعلم مع مختلف المواقف والأزمات وهذا يزيد ثقة البنت بنفسها حتى مع وجود الأخطاء والعمل على تصحيحها، و المكون الثاني عند حل المشاكل اليومية تشعر الفتاة وقتها بأن لها كيان مستقل وقوي وثابت، أما الثالث فهو إيجابية الصورة الذاتية أن ترى الفتاة ما تفعله في قرارة نفسها جيد ."

وشددت أستاذة علم النفس، على ضرورة الدعم النفسي للفتاة من قبل الأسرة، قائلة، " لم يوجد ستعتمد على غيرها أكثر. ويجب أن تقوم بتلك التجربة لتعتمد على ذاتها. إذا وجدت الحافز والإصرار ستستمر واذا وجدت ان التجربة ستسبب لها المشاكل سيؤدي ذلك إلي ما يسمى بالضغوطات المركبة وهو ضغط التعامل مع أشخاص جدد، مكان جديد وأيضا الضغط الأسري."

وأضافت، "أما الاستقلال المعيشي الذي غرضه التحرر وعدم التقيد بآراء الأهل هربًا منهم فهو يرجع إلي هناك شخص مراقب لها علي الدوام ، لا تريد أي توجيه من الأسرة ، وتريد العيش بطريقة مخالفة ومختلفة عن الأعراف والتقاليد الأسرية المصرية خاصتنا فهي بذلك تريد الفرار من نوع من العلاقة المشوهة بين الأب أو الأم أو كلاهما إما أساءوا معاملتها أو بسبب نوع آخر من الاساءة النفسية وهو الإسقاط أو التحرش و في هذه الحالة تعاني الأسرة من مشاكل كثيرة تدرك من خلالها الفتاة أن الحل هو الفرار ولكنه ليس حلًا إنما هو فرارًا بالمشكلة و بآثارها النفسية . وهنا قد يأتي دور العلاج النفسي في حل ذلك النوع من المشكلة".

اقرأ أيضًا..
وأنهت "عيسوي" حديثها قائلة، " وأنصح الفتيات التي تريد الاستقلال أن تحافظ على علاقتها مع أسرتها في أوقات الإجازات إما أن تذهب لهم أو يأتوا لها"، مشددة على ضرورة زيارة الأسرة باستمرار للمنطقة التي تعمل بها الفتاة.

ads