مقالات

شيرين مصطفى تكتُب: بذخ النساء العثمانيات

السبت 26/ديسمبر/2020 - 12:53 م

بلغت تكلفة مسلسل حريم السلطان 64 مليون دولار، لنقل صورة قريبة من بذخ نساء البلاط العثمانيين، في عصر السلطان العثماني سليمان القانوني، حيث كانت نساؤه يرتدين الطرحة المصنوعة من الحرير مربعة الشكل التي تلف على الرأس من الخلف مزينة بالذهب واللؤلؤ والأحجار الكريمة.

وكان سعرها يقدر بمائة ألف دينار، مما كان يضيف على نساء البلاط العثماني العظمة والأبهة والفخامة، كما كُنّ يرتدين القبعة التي كانت تصنع من النسيج الإيطالي وفقًا للذوق العثماني، حيث كانت تزين بزخارف مستوحاة من الفن الصيني والزخارف النباتية مثل زهرة اللوتس، ويظهر على ظهر القبعة شريطان أنيقان مطرزان بالذهب والفضة.

ولا شك أن المرأة تميل بطبيعتها إلى الزينة بأنواعها المختلفة، غير أن العثمانيات كن حريصات على ارتداء الحلى والمجوهرات والأحجار الكريمة بصورة يومية، بل كن يلبسن الخلخال الذهبي الثمين الذي يحيط بساقهن متدليًا منه أجراس ذهبية صغيرة تبعث رنات عذبة راقصة في كل خطوة تخطوها نساء البلاط العثماني، كما كُنّ يزين المناديل بالذهب والفضة ويرتدين دروعًا حريرية مطرزة بمهارة عالية الجمال.

أما المسك والعنبر وماء الورد والعطور الأوروبية والزعفران، كان نساء البلاط العثماني يقمن بخلطها بمركبات أخرى، ويضعنها على شعور رءوسهن لتنعيم شعورهن، وكان القصر مفروشًا بكل أنواع السجاد الإيراني، حيث كانت المقاعد مغطاة بنسيج أحمر، وكانت جوانبها ذهبية اللون والوسائد مغطاة بالحرير الأبيض المطرز بالذهب.

فهل يعيد التاريخ نفسه حيث استفز الشعب التركي الذي يعاني من أزمات اقتصادية طاحنة أمينة أردوغان، عقيلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهي تحمل حقيبة تبلغ قيمتها 50 ألف دولار، في الوقت الذي خرج فيه زوجها لمطالبة الأتراك بالتبرع من أجل مواجهة فيروس كورونا، وهل يصبح ذلك البذخ بداية لنهاية أحلام أردوغان في أحياء الإمبراطورية العثمانية.

دكتورة شيرين مصطفى الشافعي.. دكتوراه في التاريخ العثماني الحديث