حياة المُسنات المعيلات دموع ومعاناة.. ومتخصصون يكشفون الأسباب
الجمعة 05/نوفمبر/2021 - 06:43 ص
عزة ذكي
سيدات مُسنات كتب عليهن الزمن الشقا طوال حياتهن، لم يذقن طعم الراحة حتى بعد تخطيهن سن الـ70 عامًا، فهن أصبحن العائل الوحيد للأسرة بسبب بطالة الأبناء، ومنهن من يقمن برعاية أحفادهن، وأخريات يعملن بدلًا من أبنائهن.
بوابة «هير نيوز»، تستعرض حالات 3 سيدات مُسنات معيلات بسبب بطالة أبنائهن.
عايدة محمود، سيدة تبلغ من العمر 71 عامًا، لكنها لازالت تعمل باليومية في الأراضي الزراعية وذلك لرعاية أحفادها بعدما تركتهم والدتهم وتزوجت بعد الانفصال من زوجها، كما أنها تعمل لعدم وجود عمل ثابت لخال الأطفال، حيث تستطيع توفير نفقاتهم منذ سنوات طويلة:" شقيانة طول عمري، بنتي اتطلقت واتجوزت تانى وسابت ليا طفلين، اضطريت اشتغل باليومية علشان أقدر أصرف عليهم، ولأن خالهم معندوش شغل ثابت، شغال سواق باليومية برضو"، تقولها السيدة.
بدموع لم تنقطع تحكي السيدة السبعينية مأساتها مع التنقل بين الأراضي الزراعية قائلة: "بصحى الفجر بسرح الأرض علشان اقدر أوفر نفقات أحفادي وباخد معاش تكافل وكرامة 400 جنيه، لكن بتنقل بين الأراضي علشان أقدر أوفر مصروفات أحفادي، ونفسي ابطل شغل علشان كبرت خلاص".
لم تختلف معاناة وجنات عن عايدة، فالسيدة التي تبلغ من العمر 68 عاما، لم تتوقف عن العمل برغم تقدمها في السن، وذلك لعدم عمل أبنائها الـ3، تحكي قصتها قائلة:" عندي 3 بنات علمتهم وجوزت واحدة ويجري على الاتنين التانين، بشتغل في الأسواق وببيع خضروات علشان أقدر أجهز عيالي لأنهم مش بيشتغلوا، فلازم أنا اشتغل علشان أجهزهم بعد وفاة أبوهم، بصحى بعد الفجر وباخد الخضار وألف بيه الأسواق علشان أقدر أصرف على عيالي وأجهزهم".
السيدة شادية والتي تبلغ من العمر 66 عامًا، لازالت تتحمل "القسية" لأجل أولادها: "بشتغل في فرن عيش علشان أوفر لقمة عيش لأولادي، عندي ولد مصاب بضمور وبجري عليه وعلشان أوفر علاجه، وكمان أخوه التاني طالب في الثانوية واللي مخلص دبلوم معندوش وظيفة، يادوب شغال على توك توك باليومية، ونفسي بس ارتاح من الشقا ده".
رأي متخصصين في علم الاجتماع والنفس
أكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع، على أن المرأة المعيلة أو المُسنات المعيلات أجبرن على العمل لظروف المجتمع، حيث من الممكن أن تكون أرملة أو مطلقة أو سيدة بدون عائل لذلك تكون هي العائل، وهي ظاهرة منتشرة في المجتمعات العربية لكنها تضر بالأسرة وتكون السيدة المعيلة عرضة للأذى.
وأضافت أستاذ علم الاجتماع لــ«هير نيوز»، أنهن يكن مجبرات على العمل وإن يكن عوائل لأسرهن بسبب الظروف الاجتماعية، لكن هذا يؤثر في البناء الأسري، "ممكن يتعرضوا للاستغلال سواء الجسدي أو حتى المادي انهم يشتغلوا باجرة قليلة، وفي ستات كتير بتضطر تقبل علشان تقدر تعيش"، مشيرة إلى مبادرات الرئيس عبد الفتاح السيسي، حدت من انتشار ظاهرة السيدات المعيلات واللاتي يخرجن للعمل:" مبادرات الرئيس خففت العبء شوية، يمكن كمان تكافل وكرامة وتمكين المرأة اقتصاديا كان أثره كبير على الحد من تلك الظاهرة".
أوضحت ان المسنات المعيلات هن أكثر الفئات احتياجاً للدعم والمساندة، لذلك يجب توفير فرص عمل مناسبة لأعمارهن، مشيرة إلى أن برامج دعم النساء المعيلات للحصول على مساعدات مادية، للخروج من الظروف الصعبة.
وفي نفس السياق أكدت الدكتورة عايدة نوفل، استشاري علم النفس، على أن المرأة المعيلة تواجه الكثير من الضغوط النفسية خاصة تلك اللواتي يعملن ليعولن أسرهم، مشيرة إلى أن الضغوط النفسية الواقعة على تلك الفئة من الممكن أن تؤدي لعواقب كثيرة ومن الممكن أن يتسمن بالعنف.
وأوضحت استشاري الطب النفسي، إلى أن النساء اللاتي يتحملن الإنفاق على الأسرة والأطفال يكن لديهن إزدواجية الدور: "بتقوم بدور الأب والأم، وده بيخليها طول الوقت تحت ضغط نفسي ممكن يؤثر على تربية أبنائها، بتشعر بالإحباط والتقصير وبيتعرضوا لاضطرابات نفسية كتيرة".
أوضحت أنه من الممكن أن تُصاب النساء بحالة اكتئاب حاد وحالة من اليأس والتوتر والاضطرابات النفسية نتيجة للضغوط المستمرة وأنه يجب تمكين المرأة اقتصاديا من خلال عمل مشروعات تتناسب مع قدراتها وسنها، خاصة المسنات المعيلات واللواتي ليس لديهن عائلا، حيث إن تغيرات أجسامهن تجعلهن أكثر عرضة للضغوط النفسية.
وترى "نوفل"، أن الحل هو توفير فرص عمل خفيفة وتدر دخلا لهؤلاء السيدات: "ممكن يشتغلوا برضو بس عمل يناسب قدراتهن الجسمانية وميكونش فيه إرهاق بدني ونفسي، ممكن عمل مشروعات لإعالة أبنائهن".
اقرأ أيضًا..