«الضوضاء البيضاء».. الحل السحري لتنويم الأطفال الرضع

عندما يُولد الطفل يشعر بشيء من عدم الأمان، لأنه ببساطة قضى 9 أشهر في رحم الأم وبتطور حاسة السمع لديه اعتاد أن يسمع بعض الأصوات كدقات قلب الأم وصوت تدفق الدم في الأوعية الدموية، والأصوات الناتجة عن العمليات الحيوية التي تحدث بداخل جسمها، فعند ولادته ويسمع الأصوات الطبيعية للبشر يشعر بعدم الأمان ولا يستطيع النوم ببعض الأحيان.

الضوضاء البيضاء أو الـ "white noiss"، تصنع بما يُشبه المعجزات في تنويم الأطفال وتهدئتهم والشعور بالأمان، فهي عبارة عن صوت متواصل بتردد معين أو عددة ترددات، وتعمل كمزيج من عدة أصوات وتستمر لوقت طويل، والمقصود بكلمة "بيضاء" هنا الإشارة للإضاءة البيضاء وهي عبارة عن اجتماع عدة ألوان من الإضاءة معًا لتصل في النهاية إلى اللون الأبيض، فهذه المجموعة من الأصوات تعمل على طمئنة الرضيع ودفعه للنوم.

أظهرت الدراسات أن 80% من الرضع ينامون مباشرة بعد خمس دقائق من سماع الضوضاء البيضاء، كما أثبت بحث آخر أن الضوضاء البيضاء من الطرق الغير دوائية التي يمكن استخدامها لتقليل المغص عند الرضع، وأيضًا من خطوات الروتين عند نوم الأطفال، أجمع العديد من الآباء والأمهات على أن سماع الرضع الضوضاء البيضاء يحافظ على هدوئهم، ويجعلهم ينامون بصورة أفضل، وذلك لأنها تقدم لهم صوتًا خافتًا يُشعرهم بالأمان كالأصوات التي كانوا يسمعونها داخل الرحم.

لا يوجد شيء مثالي تمامًا، فالضوضاء البيضاء قد يكون لها بعض الأضرار التي يمكن ملاحظتها على بعض الرضع، كالتعود على استخدامها بصورة مستمرة ولوقت طويل قد يؤثر بصورة سلبية على سمع الأطفال، وهذا يرجع إلى ارتفاع صوت الضوضاء التي يشغلها الوالدان للطفل حتى ينام، وليس نوعية الصوت نفسها أو التردد، كما أن الاعتماد عليها فقط بشكل تام تجعله يعتاد عليها بصورة تتامة ولا يستجيب لأي طرق أخرى للنوم.

ولتفادي هذه الأضرار، وضع مصدر صوت بعيدًا عن الرضيع وأن يكون الصوت خافتًا قدر الإمكان لأن أذن الرضيع أكثر حساسية من البالغين، استخدميها لوقت قصير، ساعة مثلًا حتى ينام ثم أغلقيها، لا تعتمدي عليها فقط يوميًا بل استخدمي طرق أخرى مع الطفل.