المتحرشون بالأطفال.. مرضى نفسيين يغتالون البراءة
الأربعاء 20/أكتوبر/2021 - 01:05 ص
مؤمن رمزي
تتوالى حوادث الاعتداء على الأطفال والتحرش بهم في المدارس والمنشآت والنوادي والمواصلات وجرائم مؤلمة تقع في حق الصغار، لإشباع الرغبات الجنسية للمراهقين مع غير البالغين من الفتيات، وفاعلها مختل التوازن والإدراك مع فقدان الإنسانية.
قال الدكتور محمود عفيفي عضو هيئة التدريس بالأزهر الشريف لــ«هير نيوز»: إن مثل صنيع العامل المتحرش بالطالبة الملتحقة بالصف السادس الابتدائي بمدرسة زيد بن حارثة بالإسكندرية هو فعل قبيح، ومرتكب لكبيرة من الكبائر، فإن كان النظر للنساء حرامًا فماذا عن المتحرش والمعتدي.
وأضاف "عفيفي" وأين الإثارة التي صنعتها هذه الطفلة أو الفتيات من في عمرها، وبأي ذنب يتم التحرش بهن، وكيف راوده إحساس الميول لتلك الفتيات.
وأكد عضو هيئة التدريس: بأنه من المحال أن يكون المعتدي جنسيا على الفتيات بعاقل أو متزن، فالفاعل لمثل هذا هو معقد نفسيًّا ومصاب بمرض ليس بطبيعي.
لا ضرر ولا ضرار
وذكر عقاب من تعرض لهؤلاء الأطفال الصغار والتحرش بهم، يقول الله " وَٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتِ بِغَيْرِ مَا ٱكْتَسَبُواْ فَقَدِ ٱحْتَمَلُواْ بُهْتَٰنًا وَإِثْمًا مُّبِينًا " مفسرا قول الله "بغير ما اكتسبوا"، أي بفعل ما يستدعي الاعتداء أو الإيذاء بهم كبارًا كانوا أو صغارًا، كما حث النبي صلى الله عليه وسلم على عدم إلحاق الضرر النفسي والجسدي بالمسلمين وغيرهم في قوله: " المُسْلِمُ مَنْ سَلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ"، وفي رواية: " من سلم الناس من لسانه ويده "، وذكر قوله صلى الله عليه وسلم: " لا ضرر ولا ضرار ".
واستكمل "عفيفي" ما الذي اقترفه هؤلاء الأطفال من الأخطاء أو الذنوب لكي يكونوا ضحية إنسان لا يفرق بين صغيرة وكبيرة، والأهم عنده إشباع رغبته الجنسية، ولا يلتفت إلى ما يصيب الأطفال من أمراض نفسية جسيمة نتاج صنعه.
نصحت الدكتورة هالة منصور أستاذة علم الاجتماع بجامعة بنها من خلال بوابة «هير نيوز» الوالدين بتوعية أبنائهن منذ الصغر على حالات الاعتداء التي تحدث وكيفية المعرفة بنظرات تلك الرجل الذي يميل جنسيا للأطفال، والتعامل معهم.
وقالت "منصور" ما يحدث من تحرش بالصغار هي حالات شاذة وليست ظاهرة، والرجال الذي لديهم ميول جنسية للفتيات الصغار أو يقومون بالاعتداء جنسيا عليهم والتحرش بهم هم مرضى نفسيون وأصحاب عقد نفسية.
وأشارت إلى دور الأسرة في توجيه بناتهن بأن أجسادهن لا يحق لأحد أن ينظر له، وأن لا يتركوا للأطفال أوقات فراغ كبيرة، وأن يتحدثن معهن حين يرجعن من المدرسة ومعرفة ما حدث في يومهن.
وأكدت أستاذة علم الإجتماع على تصديق الأبناء في ما يقولون حتى ولو كان غير طبيعيا والتحقق منه بعد ذلك، وعلى خصوصية الجسد وعدم السماح لأحد بلمسه من قريب أو بعيد، وعدم ملاصقة البنات للبنين بصفة مستمرة، وتعليمهن طبيعة الخصوصية واحترامها وذلك ينشأ من خلال ما يراه من الأسرة في المنزل أولا، ثم التحدث به للتطبيق في الشارع والمدرسة وكل الأماكن الخارجية.
وحذرت "منصور" من حرمان الطفل منذ الصغر من العاطفة والحنان وما قد يستغله المتحرشون في التقرب من الفتيات واستخدامه في تسهيل عملية التحرش.
أوضح الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي لــــ«هير نيوز» عملية الميول الجنسية والتحرش بالأطفال، بتحليل شخصية المتحرش لافتا، إلى أنه ينتج عن شخص مضطرب نفسيا وقسمها إلى نوعين:
1 – البيدوفيليا البسيطة: وهو حب ملامسة الأعضاء التناسلية عند الطفل أو الطفلة مثل فتحة الشرج عند البنت، سواء كانت الملامسة بيده أو بعضوه الذكري ويجد فيها اللذة وينتهي.
2 – البيدوفيليا العنيف: وهو مداخلة عضوه الذكري في فتحة شرج البنت بقوة وهذا يحدث تهتك للأعضاء التناسلية وبيدمرها.
وأشار "فرويز" أن هذا الاضطراب له ثلاث أسباب، ويكتمل عند سن 14 سنة، فالنظرية الأولى أو السبب الأول، تقول أن هؤلاء الناس عندهم بعض الخلايا في القشرة المخية مقلوبة، فتعمل عكس الطبيعي الذي تعمل عليه.
ووصف فرويز، كلام هذه النظرية بأنه كذب وافتراء، لأن عند قيامنا برنين مغناطيسي لكل حالات " البيوفيليا " وجدنا الخلايا سليمة، وفسر أصحاب هذه النظرية " طيبين من النمسا " بأن هذا الخلاف بأن الخلايا سليمة لكنها تشتغل بصورة عكسية.
وتابع "فرويز" بأنهم يدافعون عن نظريتهم بغير الحقائق.
وأضاف استشاري الطب النفسي، "ومن أسباب التحرش بالأطفال شعور الشخص بأن عضوه الذكري رفيع أو صغير فيظن أنه لو تقدم للزواج لن يقبل وتراوده هذه الأوهام وهو صغير السن حتى تكتمل معه وهو في سن 14 سنة، فيعمل تعويض للناحية الجنسية الخاصة به مع الأطفال، فبتستمر معه".
واستكمل وقد يكون حدث مع الشخص تحرش وهو صغير، فيحاول عمل تعويض تجاه المجتمع والبيئة التي تحرشت به، ووصف هذا النوع بأنه أسهل الأنواع علاجا.
واختتم كلامه، قائلًا، عن رفض المضطربين في أمريكا بالعلاج من هذا لأنه يشعرونهم بالعار.
اقرأ أيضًا..
وأوضح أن تصريح الجامعة الأمريكية للطب النفسي، ذكر: أن المصابين بهذا المرض يرفضون الذهاب للدكاترة لأنهم يشعرون بالعار بوصفهم ممارسين للجنس مع الأطفال ويفضلون قول " شاذ "، وهو مصطلح شائع في المجتمع الأمريكي ومنتشر فيه هذه الظاهرة، وعلاجه علاج سلوكي أو نفسي.