الإعجاز العلمي في القرآن (8)
الأحد 17/أكتوبر/2021 - 08:01 م
مؤمن رمزي
دعا الله عباده إلى قراءة القرآن وتدبر معانيه والنظر في آياته بما يزيد المسلم إيمانا وتصديقا وارتقاء في مراتب عبادة ربه، وفي السطور التالية نستكمل الحديث عن إعجاز الله في القرآن.
آية من آيات الله مخلوق ضعيف تحدى الله به عباده: " الذباب "
لا تستطيع هضم الطعام.. فتفرز عصارة هاضمة فوق الطعام فيذوب ويتغير تركيبه ثم تأكله.. لذلك الذبابة على عكس كثير من الحشرات إذا سلبتك حبة سكر مثلًا فلا تستطيع استنقاذها وإرجاعها لأن تركيبها يتغير حتى قبل أن تتناولها الذباب فهي مخلوق ضعيف وأنت ضعيف أيها الإنسان أيضًا لأنك تفشل في أن تستنقذ شيئًا من هذه الذبابة الضعيفة.. لذلك قال تعالى: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَ لَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَ إِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَ الْمَطْلُوبُ ".
الهرم
قول الله تعالى "الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء " وأشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله "تداووا يا عباد الله فإن الله لم يضع داءا إلا وضع له شفاءا إلا داء واحدا: الهرم
ويؤكد العالم أن الهرم هو أفضل وسيلة للنهاية الطبيعية للإنسان. وإلا فإن أي محاولة لإطالة العمر فوق حدود معينة سيكون لها تأثيرات كثيرة أقلها الإصابة بالسرطان، ويقول العالم سيلفر من جامعة برينستون الأمريكية:إن أي محاولة لبلوغ الخلود تسير عكس الطبيعة، وخرج العلماء بنتيجة ألا وهي أنه على الرغم من إنفاق المليارات لعلاج الهرم وإطالة العمر إلا أن التجارب كانت دون فائدة،لأن عملية تنكس الخلايا بعد سن الأربعين لا يمكن أيقافها أبدا. وذلك متوافقا مع قوله "الله الذي خلقكم من ضعف........ "وهكذا يأتي العلم بحقائق جديدة لم تكن معروفة من قبل تثبت صدق الله ورسالة نبيه.
نهاية الكون
يقول تعالى "يوم نطوي السماء مكي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين " هذه الآية تقرر حقيقة كونية تأكدت حديثا حول مصير الكون، فقد أصبحت نهاية الكون حقيقة يقينية بعد أن كان الإعتقاد السائد قديما يقول بأن الكون أزلي ووجد بالمصادفة وسيبقى حتى ما لا نهاية، ولكن الإكتشافات الكونية الحديثة في القرن العشرين أثبتت بشكل لا يقبل الشك أن للكون بداية ونهاية، ويحاول العلماء اليوم دراسة الطريقة التي سينتهي بها الكون، وتؤكد النظريات العلمية أن الكون لن يتمكن من التوسع للأبد بل سينكمش على نفسه ويعود من حيث بدأ، وقد قام فريق دولي من الباحثين في مجال الطاقة الكونية بالبحث في طاقة أكثر من ٢٠٠ ألف مجرة وكانت نتيجة هذا البحث:أن هذه المجرات لا تنتج حاليا سوى نص كمية الطاقة التي كانت تنتجها قبل ٢مليار سنة، ولذلك فإن هذه الآية تتفق مع العلم الحديث الذي يؤكد أن الكون يسير باتجاه الزوال.