سامي المرسي يكتب.. الحياة الزوجية وأسرار البيوت
هناك تصرفات بسيطة ترتكبها المرأة ، تنقلب ضدها ، وتتحول إلي مشكلات عويصة ، تكون في غني عنها ، تكمن في إفشاء الأسرار ، أو محاولة الضغط علي زوجها لمعرفة بعض ما يضعه في الصندوق الأسود من حياته، ومن الطبيعي أن يحتفظ كل منهم بأسراره لنفسه قلّت أم كثرت.
صحيح أن الحياة الزوجية يجب أن تستند على الصدق
والوضوح من كلا الزوجين، ولكن هناك بعض الأمور التي يجوز للمرأة إخفاؤها عن زوجها،
كأن يكون فيها عيب قد لا يلاحظه الزوج وتستطيع إخفاؤه؛ حتى لا يؤدي ذلك إلى نفور الزوج
منها، وهناك أمور يحق لها أن تخفيها كالأعمال الصالحة من صدقة وغيره، أو أمور الحياة
الاعتيادية التي لا يلقي الزوج لها بالاً، أو فيما يتعلق بماضي الزوجة الذي لا علاقة
له بحياتها مع زوجها، كما يحق لها أن تخفي عنه معصية بينها وبين الله فعلتها وندمت
عليها فلا داعي لذكرها فقد تثبت في ذهن الزوج، أمّا إن كانت تعلم بأنّ من الأمور ما
يهتم لها الزوج ولو كانت في نظر الزوجة أموراً تافهة فيجب مصارحة الزوج بها؛ لأنّها
تهمه وإخفاؤها سيعكر صفو حياتهما.
عليها أن تتحمل تبعات المواقف الحياتية البسيطة ، التي تخبر بها
زوجها، وأن تحاول معالجة المواقف بمفردها؛ لأنّه بجل التخفيف عن كاهله داخل البيت وخارجه، ويجب أن تطبق ذلك في تصرفاتها حتى تصل بأسرتها إلى بر الأمان، أما
إن كان ما تود إخفاءه سيلحق الأسرة بالضرر أو على الزوجة أو أحدهما أو كلاهما فعند
ذلك لا يجب عليها أن تكتم عنه هذا الأمر، ولذا يجب أن لا تفصح المرأة عن كل شيء.
يمكن أن تتحفظ في الحديث عن شؤون زوجها، خصوصاً إذا ارتبطت بالعلاقات
الاجتماعية وعلى رأسها علاقة الزوجة بأهل زوجها، والمواقف التي تحدث في غياب الزوج،
والتي يمكن للزوجة إخفاءها منعاً للمشاكل التي قد تنقلب على رأس الزوجة أحياناً ويزداد
معها الأمر تعقيداً ، إلى جانب الأمور المتعلقة بينها وصديقاتها ولا تشكل أهمية لدى
الزوج وغير مرتبطة بلب حياتهما الزوجية، ولا تمس كيان الأسرة بأي شكل من الأشكال.
أنّ من حق الزوجة
الاحتفاظ بقدر يسير من المعلومات أو الأمور التي قد تثير الزوج، سواءً كانت أموراً
تخصه أو تخص أولاده، فأحياناً تضطر الزوجة لأن تخفي عن زوجها بعض السلوكيات الصادرة
من ابنتها؛ نظراً لحساسية المشكلات المتعلقة بالبنات، إلى جانب محاولةً منها لإصلاح
الاعوجاج بمفردها حتى لا تتسع دائرة المشكلة بالمنزل، ولكن بمجرد أن ترى في نفسها عدم
القدرة على الإصلاح بمفردها عند ذلك لا بد من الإفصاح للزوج لمشاركة الأم، فتدخله في
هذه الحالة مطلوب، من المهم أن لا تخفي الزوجة
أمراً تعلم بأهميته لدى الزوج أو حرصه على تتبعه وتطوراته، حيث سيدرك إخفاءها له، وعندئذٍ
قد يؤدي غضب الزوج إلى عواقب وخيمة.
فكرة كشف كل ما تمر
به وما يعترضها من أمور صغيرة كانت أم كبيرة لزوجها؛ خوفاً من أن يكشف ما سترته عنه،
فتهتز ثقته بها، مبيّنةً أنّها اعتادت على ذلك واعتاد زوجها منها على سرد كل صغيرة
وكبيرة.