عبير طلعت تكتب: بين حجابك وبريق أزياء الجونة
إذا كنت تعيشين حالة من الصراع بين ما يقوله شيوخ الأزهر عن فرضية الحجاب
من جهة وبين احتفاء مجتمعي بنجمات مهرجان الجونة وهن يسرن بأزياء شبه عارية من وجهة
نظرك وسط بريق الكاميرات، فأنت يا سيدتي في الغالب من نساء الطبقة المتوسطة من أجيال
أواخر السبعينات وبداية الثمانينات التي يعشن حالة من الصراع بين قناعاتهم الدينية
ورغبتهم في التحرر وكسر القيود. هذا الصراع الذي تم حسمه من كثير من بنات وسيدات الطبقة
التي يمكن أن نطلق عليها فرضا الطبقة الثرية سواء فيما يتعلق بتحرر الأزياء أو تحرر
العلاقات.
أنا هنا لست بصدد الدفاع عن قضية دينية
أو مهاجمة الفن والفنانات، ولكنها محاولة للتعبير عن صراع تعيشه أغلب سيدات الطبقة
المتوسطة التي تحاول أن تكون أكثر انفتاحا مع الحفاظ على ماتربت عليه من قناعات وعادات
وسط مجتمع يزعم أنه يؤمن بالحرية ويقبل الاختلافات غير أن هذه الحرية تقتصر فقط على
حرية التجرد من الملابس والأخلاق وليس القبول بالاختلاف الفكري أو السياسي.
وربما يتجسد هذا الصراع في قصة
لفتاة يتم التنمر عليها في جامعة طنطا لارتدائها فستانا قصيرا داخل لجنة امتحان، وهي
القضية التي دافعت عنها بعض جمعيات المرأة باعتبارها اعتداء على حرية المرأة، وتثير
مثل هذه القصص داخلنا حالة من التساؤل والحيرة ماهو المطلوب من الفتاة في مجتمعنا هل
المطلوب أن تبرز أنوثتها بملابس شبه عارية لتتبعها العيون وربما يحالفها الحظ لتقف
على السجادة الحمراء بمهرجان الجونة وتحظى بالشهرة والمال، وتصبح من النجمات اللاتي
يلهث ورائهن رجال الأعمال، أو أن تحافظ على قناعتها الدينية في ارتداء ملابس محتشمة
وغطاء للرأس طمعا في الآخرة، غير أن المجتمع المتدين بطبعه سيعمل على كبتها بمجموعة
من القيود التي في الغالب ليس لها علاقة بالدين وما أنزل الله بها من سلطان.
نؤكد أن الحجاب ليس موضوع المقال ولا أهاجم أحدا ولا أقول أن المحجبة
أفضل من غير المحجبة (لافضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى) لكني أؤكد أننا في مجتمع
غير قادر على تحديد هويته، ومن ثم فنحن نعيش حالة من الصراع والارتباك بين تحرر كاذب
وتدين كاذب، مجتمع يرفض التحرر الفكري الحقيقي لكن قد يسمح بالتحرر الجنسي.