"الشيزوفرينيا ليست انقسامًا في الشخصية".. تعرفي على الأسباب والأعراض
الثلاثاء 12/أكتوبر/2021 - 10:52 م
آلاء أحمد
تزداد تعقيدات الحياة الحديثة ويزداد حيرة الأطباء أمام تعقيدات الاضطربات النفسية والعقلية لمعرفة أسبابها وإيجاد علاج لها، ومن ضمن هذه الاضطرابات "شيزوفرينيا" مرض الفصام الذي يعاني منه نحو 20 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ويعتقد البعض اعتقادًا خاطئًا أن "الشيزوفرينيا" هي انقسام أو تعدد في الشخصية، لكنها اضطراب عقلي حاد يؤثر على سلوك المريض ومشاعره وإدراكه للواقع وعلاقته بالآخرين، إلى جانب وجود أعراض مرض الذهان الذي يفقد فيه المريض اتصاله بالواقع ويبدو العالم له وكأنه خليط من الأفكار والصور والأصوات المربكة.
من مريض لآخر
تختلف شدة مرض "الشيزوفرينيا" من مريض لآخر إذ يعيش البعض حياة طبيعية نسبيًا بين النوبات الذهانية، بينما البعض الآخر يعاني من مشكلات أكبر في الأداء وقد تزداد الأعراض سوءً مع مرور الوقت، كما تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الأشخاص المصابون بالشيزوفرينيا أكثر عرضةً للوفاة المبكرة بمقدار 2 إلى 3 مرات من الأشخاص العاديين.
لم يتوصل الباحثون لأسباب الفصام الرئيسة حتى الآن، لكن هناك بعض المشكلات أو العوامل التي تسبب المرض، أولها العامل الوراثي فهو من أهم العوامل، اختلاف بنية الدماغ قد تسبب حدوثه لدى البعض وليس الكل، يُعتقد أنه في حالة وجود خلل في الناقلات العصبية المسؤولة عن إرسال الإشارات بين خلايا المخ (خاصة الدوبامين) تلعب دورًا هامًا في الإصابة بهذا مرض، وأيضًا الصدمات النفسية التي يتعرض لها الشخص في أثناء طفولته كسوء المعاملة أو الإهمال.
مسببات الانفصام
ومن مسببات الانفصام مضاعفات الحمل والولادة، والتي تزيد من احتمالية الإصابة بالاضطرابات النفسية، مثل حدوث عدوى أثناء الحمل ونقص الوزن عند الولادة والولادة المبكرة ونقص الأوكسجين أثناء الولادة وسمنة الأمهات في أثناء الحمل، تعاطي المخدرات والكوكايين والأمفيتامينات وغيرها من العقاقير المماثلة لا يُسبب مرض الشيزوفرينيا، لكن أظهرت الأبحاث أن هذه الأدوية تؤدي إلى ظهور أعراضه لدى الأشخاص الذين لديهم احتمال للإصابة به.
غالبًا تظهر أولى علامات هذا المرض عند الرجال في عمر مبكر عن النساء، حيث يُصاب به الرجال في آواخر سن المراهقة أو أوائل سن العشرين، بينما تظهر أعراضه عند النساء في أواخر العشرينات وأوائل الثلاثينات من العمر، ونادرًا ما يصيب الأطفال تحت سن 12 عامًا أو البالغين فوق سن 40 عامًا، ويُتبر تشخيصه أمر صعب بسبب التشابه بينه وبين التغيرات الطبيعية التي تحدث في حياة المراهقين.
الفترة البادرة للمرض
الأعراض التي تظهر لأول مرة تحدث في فترة تسمى “الفترة البادرة للمرض” غالبًا ما تحدث بعد سن البلوغ وتكون مجرد تغيرات سلوكية طفيفة، منها الانطواء والميل إلى العزلة، صعوبة التركيز وضعف التحصيل الدراسي، صعوبة النوم، الانفجارات المزاجية أو النوبات الانفجارية، بعد أن تشتد حدة المرض تزداد شدة الأعراض فتتأثر أفكار المريض وتصرفاته وشعوره، ويمكن أن تظهر تلك الأعراض على المريض ثم تختفي، وتختلف من مريض لآخر.
وهناك بعض الأعراض الإيجابية لهذا المرض عبارة عن أفكار أو تصورات أو أفعال مبالغ فيها، ولا يستطيع المريض التفريق بين الأفكار والتصورات الحقيقية والأوهام، معنى كلمة إيجابي هنا ظهور الأعراض على المريض وليس غيابها، ومنها الهلوسة بأنواعها سواء الهلوسة السمعية أو البصرية أو الشمية أو اللمسية إذ يسمع المريض أو يرى أو يشم أو يشعر بأشياء لا يشعر بها غيره، الأوهام، يعتقد المريض اعتقادات خاطئة، ولا يتخلى عنها حتى بعد أن يحصل على دليل بأنها غير صحيحة، مثل الاعتقاد بأن هناك من يلاحقه أو بأنه شخص آخر "يعتقد بأنه ممثل مشهور أو رئيس" أو لديه قوى خارقة.
ومن الأعراض أيضًا أن المريض يتحدث بشكل غير منظم وأحيانًا بكلمات غير منطقية، وقد لا يتمكن من متابعة كلامه مع الآخرين، ومن السهل أن يتشتت انتباه المريض ويجد صعوبة في التركيز وترتيب الأفكار، ووجود اضطرابات حركية فقد يفعل المريض نفس الحركات مرارًا وتكررًا، وفي بعض الأحيان الأخرى يظل ساكنًا وجامدًا تمامًا لمدة طويلة قد تمتد لساعات.
العلاج
علاج هذا المرض قد تكون عن طريق العلاج النفسي ومساعدة المريض على معرفة كيفية التعامل مع أفكاره وسلوكياته وكيفية التمييز بين الحقيقة والأوهام، كما يساعد أيضًا على تحسين التواصل الاجتماعي بين المريض والآخرين.
ويُمكن العلاج عن طريق الأدوية التي يصفها الطبيب النفسي كالأدوية المضادة للذهان للتحكم في أعراضه وقد يجرب الطبيب النفسي عقاقير وجرعات مختلفة لتحقيق النتائج المرجوة، قد تساعد مضادات القلق والاكتئاب في تحسين الحالة، وهناك بعض الحالات التي لا يجدي معها هذه العلاجات، وقد يضطر الطبيب إلى اللجوء للعلاج بالصدمات الكهربائية أو التحفيز العميق للدماغ.