"الإفتاء" توضح حكم قبول توبة الزانية
الأحد 10/أكتوبر/2021 - 06:01 م
محمود معروف
ورد لدار الإفتاء سؤال أجابت عنه عبر بوابته الإلكترونية، والذي جاء نصه كما يلي:
لي صديقة فعلت فاحشة الزنا لأكثر من مرة ودائمة البكاء والخوف، وتريد أن تتوب إلى الله توبة نصوحة.. فهل يقبل الله توبتها؟
وردت دار الإفتاء المصرية بما يلي:
إن ما يتبادر في أذهان ونفوس السيدة التي فعلت الفاحشة، بأن الله لن يقبل توبتها هو خطأ في الاعتقاد، وهذا من مداخل الشيطان لأجل أن يقنطها من رحمة الله فتهلك.
لكل ذنب توبة
وأكدت دار الإفتاء أن لكل ذنب توبة عدا الشرك بالله تعالى، بدليل قول الله تعالى (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء).
وعلقت دار الإفتاء المصرية: "رحمة الله عز وجل وسعت كل شيء وفضله ومنه على خلقه كثير، ومن ذلك أنه سبحانه فتح الباب للتائبين وقبل ندم النادمين ولم يقنطهم من رحمته، بدليل ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه، وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وان ربك – أخطأ من شدة الفرح.
وقد ثبت في الحديث الصحيح أن رجلا قتل مائة رجل ولم يعمل خيرًا قط لكنه ندم وتاب فقبل الله توبته، فالمؤمن لا يقطع الأمل من الله.
آيات قبول توبة العبد
كما قال سبحانه:
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم).
(أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) التوبة104
وقال سبحانه وتعالى: (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) الفرقان68- 70.
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ كَانُوا قَدْ قَتَلُوا وَأَكْثَرُوا وَزَنَوْا وَأَكْثَرُوا، فَأَتَوْا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: إِنَّ الَّذِي تَقُولُ وَتَدْعُو إِلَيْهِ لَحَسَنٌ، لَوْ تُخْبِرُنَا أَنَّ لِمَا عَمِلْنَا كَفَّارَةً، فَنَزَل: ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ ) وَنَزَلَتْ: ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ) متفق عليه.