الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

بحيلة شيطانية.. أب يسجن بناته لمساومة والدتهن على التنازل عن النفقة

الخميس 07/أكتوبر/2021 - 10:01 م
هير نيوز

يوم سبوع الفرح "وهو اليوم السابع للعروسين بعد عرسهما" استيقظ الأخ الأكبر صاحب الـ 32 عاما؛ على صوت ضرب وصراخ وسب بأبشع الألفاظ داخل شقة أخيه صاحب الـ 24 عاما الذي تزوج معه في نفس اليوم من 6 أيام، بمجرد إنهائه خدمته العسكرية.

اصطحب الأخ الأكبر أخاه ليتسوقا وما أن ابتعدا عن منزلهما، بادر الكبير بإسداء النصائح لأخيه الصغير الذي لا يمتلك من خبرة الحياة إلا أخذ مصروف من أبيه والصراخ إن لم يحصل على ما يريد، وهو ما كان يخيف الأب ويجن جنونه خوفا على سمعته بين الناس، فيبادر بتلبية كل طلباته، بينما قضى الكبير 7 أعوام في تنقلات بين دول الخليج ودول شمال افريقيا، أضاع فيهم زهرة شبابه مساعدا والده في زواج أخواته، وتجهيز نفسه ومن قبله أخاه الصغير، ليكون مكسبه الأكبر من سنين الغربة هو فهم الحياة بشكل أوسع، ومعرفة قيمة الأشياء التي بذل لأجلها سنوات شبابه.

مفيش راجل يضرب ست

"يا حبيبي مفيش راجل يضرب ست، لو مكنتش قادر تُحكمها وتتفاهموا بمجرد نظرة أو كلمة تلميح، فكدا يبقا لازم تراجع نفسك، واعرف ان اللي بتضربها دي بنت ناس واللي مترضاهوش على أخواتك مترضاهوش على بنات الناس" بهذه الكلمات حاول الكبير إعادة الصغير إلى رشده، إلا أن الصغير استقبل الكلام على امتعاض وغضب، وبصوت غاضب حاقد يرد:" انت عاوز مني ايه، انت تعرف ايه عن الزواج والرجوله، انت عاوز مراتك تركبك وتسوق بس أنا مش كده، شوف انت بقا عندك كام سنة وفشكلت كام مرة، تعرف ليه؟ عشان انت مبتعرفش تسيطر".

خبرة الحياة

لم يتحمل الكبير كلمات أخيه الذي لا يدرك من خبرة الحياة شيئًا؛ في نظره؛ خاصة أنه لم يكن راضيًا عن زواجه قبل أن يتم، فأسباب رفضه كانت أصعب من أن يدركها عقل أخيه القاصر على فهم كيفية الإيقاع بالبنات بكلمات معسولة أو اللهث خلف فتاة بيضاء بارزة المنحنيات، إذ كان يرى الكبير أن زواج أخيه دون عمل وتجهيز نفسه سيفقده إدراك قيمة ما امتلك وقيمة الزواج وتحمل المسؤولية، وهو ما سيعرض زواجه للخطر، ومن جهة أخرى؛ الفتاة التي تزوج بها، تكبره بعامين، علاوة على أنها لم ترى والدها الذي سافر وهي في رحم أمها، وتتقلب في بحار أموال والدها، والحنان والدفء بالنسبة لمثلها هو المال، وعاشت والأم هي المسيطرة، في حين أن أخاه عاش في كنف والد هو فعلا" سي السيد"، ومن البدهي أن كلاهما سيريد أن يكون في بيته كما تربى.

وهو ما حدث بالفعل، فبعد الزواج بأربعة أعوام، حدث فيهما العشرات من الخلافات الزوجية التي تجاوزت حد المشادات اللفظية إلى الضرب، والطلاق مرتان، ومعرفة البعيد قبل القريب بما بينهما من خلافات، واتهام الطرفان لبعضهما بما فيهما وما ليس فيهما.

هروب الزوجة

إلى أن جاء اليوم الذي هربت فيه زوجة الصغير إلى بيت أهلها ورفعت قضية طلاق، في حين اتهما بسرقة مال كان يخفيه، وبدأ الامر يزداد فيه أقوالا تقشعر الأبدان من سماعها، إلى أن حكمت المحكمة بالطلاق، وحكمت عليه بالنفقة، فرفض الدفع إلى أن حكم عليه بعدد من الأشهر، فهرب من الحكم خمسة أعوام اعتقادا منه أن بذلك يسقط الحكم ولن تبقى عليه نفقة.

محكمة الأسرة

وبعدما عاد وطاردته في المحاكم ليدفع النفقة، وبعدما كبرت بناته الاثنتين وأخوهما الذين لم يهنأوا منذ يوم مولدهم، وعاشوا في كنف أمهم ولم يروا حنان والدهم، إلى أن حدثت مشادة بين الفتى ووالدته فذهب لوالده ليعيش معه، وبعد أسبوع جاءت أخته لتحاول أن تعيده إلى أمه، فلم تجده، لتنشب مشادة لفظية تطورت لحد الاعتداء بالضرب بين زوجة أبيها الجديدة وبينها، اعتدت فيها الزوجة أشد الإعتداء على الفتاة، التي جاء إليها إخوتها وأمها لينقذوها.

تهم غير صحيحة

وبمجرد مجيئهم وجدوا ابنتهم باكية على الأرض أمام باب المنزل المغلق على أصحابه فبدأوا الخبط والسب على الباب الذي لم يفتح، وإنما بدأت زوجته الجديدة تصرخ وتستغيث بالناس؛ من أعلى سطح المنزل؛ ليجتمعوا وتدعي أنهم هجموا عليها وضربوها وكادوا يسقطوا حملها، وبعدها اتجهت بزوجها إلى المركز وادعت أن بناته الاثنتين وابنه الذي لم يتواجد أصلا قد اعتدوا عليها.

وبالفعل أمسكت قوات الشرطة ببناته ؛ كانت إحداهن في الجامعة والأخرى في الثانوية، وحبسوهما لحين عرضهما على النيابة، وهنا اتجه الجميع لوالدهما ليتنازل عن المحضر، فما كان منه إلا أن اشترط عليهم ؛ التنازل عن النفقة كي لا يدع بناته يبتن في قسم الشرطة.

اقرأ أيضًا..
فهل كان الأخ الكبير محقا في رأيه؟ وهل يعد التناسب بين الزوجين بهذه الأهمية؟ هل فقد ذلك الزوج إنسانيته التي تجعله يعيش كل تلك المدة دون رؤية أبنائه أو إعالتهم، بل يصل به الحد إلى المساومة بهم إما بالحبس وإما بالتنازل عن النفقة؟

ads