"يا حلو يا لوز.. يا صفايح الزبدة السايحة".. أشهر جمل المعاكسة زمان
الأربعاء 06/أكتوبر/2021 - 10:00 ص
محمود معروف
مع شروق شمس الصباح، تدب الحياة في ضواحي القاهرة أيام الستينيات، ويتوافد المارة بالشوارع جيئة وذهابًا للحاق بأعمالهم، يتقدمهم الفتيات يتمخطرن في ملابس المدرسة في طريقهن لطابور الصباح، بينما يقف شاب بجانب مقهى شعبي يصدح منه صوت "أم كلثوم" الصادر من راديو عتيق، يباغت إحدى الفتيات بعبارة:
"ياحلو صبح ياحلو طل.. يا حلو صبح نهارنا فل".. مثل هذه الجمل والعبارات الرنانة في آذان السيدات اللاتي يتدرجن على أرصفة المحطات وبين أزقة وحواري مصر القديمة، كانت مثالا للغزل والمعاكسة.
جمل اشتهر بها المصريون دون غيرهم من الشعوب العربية في المعاكسة والغزل، حتى وإن كان الفعل غير لائق ولكن الكلمات لم تخرج عن الذوق الفني العام والأدب السليم.
التحرش اللفظي قديمًا
يقول الراحل فكري أباظة الكاتب الصحفي والأديب عن التحرش اللفظي في ثلاثينيات القرن الماضي:
"إن الشباب الصفيق من هؤلاء يتعمد الوقوف على رصيف محطة الترام بالقرب من المكنا المخصص للسيدات، وعندما يجد سيدة تقف بمفردها يقترب منها بمنتهى البجاحة، ويقول لها دون سابق معرفة "بنسوار يا هانم".
"يا جميل.. يا أرض احفظي ما عليكي.. يا قمر" من بين جمل المعاكسة قديما أيضا، حيث كان المواطن يبدأ يومه في تمام الـ 7 صباحا مرتديا بزته وطربوشه الأحمر والرائحة العطرة، لكي يجذب انتباه الفتيات اللواتي يخرجن للمدرسة والجامعة، والسيدات الذاهبات للأسواق والشراء، بجوار أرصفة المحطات وعلى نواصي الشوارع، وأسوار المدارس وكراسي المقاهي.
عزيزي القارئ.. هيا لنعد 100 عام للوراء، لجولة بين أشهر كلمات الغزل والمديح التي انتشرت بمصر، في الأحياء الشعبية.
أشهر كلمات الغزل والمديح قديمًا
يا صفايح الزبدة السايحة.. يا براميل القشطة النايحة.. قالها الفنان عبدالفتاح القصري الذي تغني بجمال وقوام سامية جمال وعدد من نجمات الزمن الجميل بفيلم "لو كنت غني" وأصبحت علامة في عالم المعاكسات حتى بدء الألفية الجديدة.
يا جميل..يا أرض احفظي ما عليكي"
يا حلو يالوز.. ماهذا السكوت.. ألا تتكلمين؟
ياقمر، ياجميل، ياحلو
مفيش كدة أبدًا لطف وإنسانية أنا خلاص دبت ومت في حبك، ما تتقلش علينا ياجميل.
تسمحيلي أقولك ياهانم فستانك أنيق أوي.
الرقي والذوق كانا دومًا رفيقا المعاكسات خلال الخمسينات والستينات، بمبادرات شهمة من شاب أنيق لمساعدة إحدى الفتيات على عبور الشارع أو فتح باب السيارة، أو بوابة العمارة ليسمح لها أن تتقدمه مردفًا "السيدات أولًا".