الأحد 06 أكتوبر 2024 الموافق 03 ربيع الثاني 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

إعجاز اللغة في القرآن (8).. كلمات في كتاب الله تؤدي معنى مختلفًا

الخميس 30/سبتمبر/2021 - 06:02 م
هير نيوز

القرآن الكريم مصدر التشريع والأحكام والمعرفة، ومقياس الخطأ والصواب، ومرجع الحيرة والخلاف ولعظمته كان النظر فيه عبادة، وتلاوته عبادة، وتدبّره علم ومعرفة، والعمل به هداية ونجاة.. ومن نِعَم الله سبحانه على البشريّة جمعاء أنّ القرآن محفوظ من التحريف والتلاعب في نصِّه النيِّر المبارك، ونستكمل حديثنا عن ما قد يفهم من القرآن بظاهره.

قال تعالى: "وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ" سبأ: أي فرقناهم في البلاد بعد أن كانت بلادهم متقاربة، فتفرقوا بعد أن أغرق الله بلادهم، وليس المراد أنه أهلكهم وقطع أجسادهم.

وقوله تعالى: "وَأَنَّىٰ لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ" سبأ: أي التناول، والمعنى: كيف لهم تناول الإيمان وهم في الآخرة، وليس التناوش من المناوشة أي الاشتباك والاقتتال.

وقول الله "وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا" فاطر، جُدَدٌ أي طُرُقٌ تكون في الجبل جمع جادّة وجُدّة، وليس جدد جمع جديدة أي حديثة.

ويقول تعالى: "فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ" الصافات: يزفون من الزف وهو الإسراع في المشي، أي أسرعوا حينما علموا بما صنع إبراهيم عليه السلام بأصنامهم، وليس يزفون أي يمشون بتمهل كزفاف العروس على الصحيح، ذكر ذلك ابن عطية ثم قال: وزف بمعنى أسرع هو المعروف.

وفي قول الله: "فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ" الصافات: أسلما أي استسلما وخضعا لأمر الله بذبح إسماعيل، وتلَّه: أي طرحه وصرعه أرضا على جنبه تهيئة للذبح، وليس تله أي جذبه من أثوابه كما هو شائع.

وقول الله سبحانه "فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ" الصافات: أي اقترع فوقعت القرعة عليه –أي يونس عليه السلام، وليست من المساهمة أي المشاركة.



وقال الله: "قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ" الزمر: أي على حالكم وطريقتكم، وهي للتهديد، وليس المراد بالمكانة القدر.

ويقول تعالى: "وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ" غافر: العشي هو العصر، وقيل ما بين الزوال والغروب أي الظهر والعصر، وليس المراد وقت العشاء، ومثله قوله تعالى: "وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا".

وقول الله: "أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا" الشورى: أي يهب من يشاء أولادًا مخلَّطين إناثا وذكورا، وليس معناه يُنكحهم.

وقال الله في سورة الزخرف: "وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا": سُخريا –بضم السين- من التسخير أي ليكون بعضهم مسخرا لبعض في المعاش، به تقوم حياته وتستقيم شؤونه، وليس بكسر السين من السخرية والهُزء، كما في قوله تعالى: "فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي".

وفي الزخرف أيضا يقول الله: "وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ": بكسر الصاد أي يضحكون ويضجون لِما ظنوه تناقضا، وليس بضمها من الصدود كما في قراءة أخرى.

وقول الله: "هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ" الزخرف: أي هل ينتظرون وليس هل يرون، وهذا اللفظ كثير في القرآن العظيم، ومنه: "هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ" و"هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ".

وعند قوله تعالى "وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ" الزخرف: أي أنه سبحانه إله من في السماء وإله من في الأرض يعبده أهلها وكلهم خاضعون له، وإلا فهو سبحانه فوق سمواته مستوٍ على عرشه بائن من خلقه جل في علاه.


اقرأ أيضًا..

ads