هدى زكريا: «اكسر للبنت ضلع» خطأ في التربية

صرحت الدكتورة هدى زكريا أستاذة علم الاجتماع السياسي والعسكري لـ«هير نيوز»، أن الأزمات التي تحدث في العلاقات الإنسانية تعود لعدم وجود اتفاق مجتمعي على معاني الأشياء علاوة على تصادم اجتماعي بين القيم القديمة والقيم الجديدة.

وقالت زكريا: "الناس لا تستطيع رؤية المواقف بشكل صحيح بسبب عدد من العوامل على رأسها التربية؛ فالنظام التربوي مرتبك؛ فمؤسسات التربية سواء المدرسة أو الأسرة، لم يعودوا يقوموا بدورهم كما ينبغي، وهو ما يظهر أثره في العلاقات الإنسانية عندما يكبر الإنسان ويخطب ويتزوج، فطرفي العلاقة تبدأ تظهر فيه عيوب"، مضيفة أن العيوب التي تظهر في طرفي العلاقة تعود لعدم وجود اتفاق مجتمعي على معاني الأشياء؛ وذلك لأن التربية والتنشئة والتعامل الاجتماعي في أزمة نتيجة هذا الصدام.

حل  طويل المدى

وأوضحت زكريا، أنه لتجاوز هذه الأزمة في العلاقات لابد من وضع خطة طويلة المدى وأخرى عاجلة، والأولى تبدأ بتدريب المقبلين على الزواج، وتدريب الناس على قبول الآخر، علاوة على ما يكتبه ويقدمه الإعلام على العامة.

كما أعربت عن أسفها: "للأسف نمتلك فقر إعلامي واستعراض لا يقدم لنا سوى أمور سطحية، وآن الأوان أن تقوم البرامج على أساس من المعرفة العميقة والحقيقية، وليست على البرامج الساذجة".

 

القوامة لم تعد موجودة في مجتمعاتنا

وأشارت زكريا إلى ضرورة  إعادة النظر في قواعد التربية ؛ فمثلا  قديما انتشرت مقولة" اكسر للبنت ضلع" وهذا خطأ، مع الإبتعاد عن بعض المصطلحات ككلمة "الرجل قوام" في قواعد التربية لأن تلك القوامة لم تعد موجودة في مجتمعاتنا، فقد كانت موجودة عندما كان الرجل يقوم بالإنفاق على العائلة، لكن كيف ذلك وقد أصبحت مهندسة ودكتورة،  فهناك تصادم اجتماعي بين القيم القديمة والقيم الجديدة.

وطالبت أصحاب المصالح المرسلة علماء الاجتماع والاقتصاد والقانون وعلم النفس؛ أن يحضروا للمجتمعات وسائل لتفادي هذه الأمراض.

الحل العاجل

ونصحت "زكريا" بالتوجه إلى المتخصصين في علم النفس  والعلاقات الإنسانية والاجتماع الذين يقوموا بدورهم بالشرح والتوضيح، حتى يستطيع كل فرد بالتعرف على عيوبه ليبدأ في علاجها؛ كأن يعرف أنه شخص أناني في علاقاته ويتضح له أن ذلك يعود إلى  أنه وحيد أخوته مثلا واعتاد أن  يأخذ كل شيء لنفسه؛ وذلك كحل العاجل.