الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

فحوصات ما قبل الزواج تدمر الزوجة والأبناء

الأحد 05/سبتمبر/2021 - 06:19 م
هير نيوز

أقرّ البرلمان المصري بإجراء فحوصات طبية ما قبل الزواج، للزوجين قبل دخول عشّ الزوجية، وجاء ذلك كشرط أساسي لابد من تنفيذه من قبل الطرفين، ونصّت المادة رقم "31 مكرر" إلى "القانون رقم 143 لسنة 1994، وأشار بها البرلمان في عام  ٢٠٠٨، على أنَّه لا يجوز توثيق عقد الزواج دون بلوغ الجنسين سنّ الـ18 عامًا، وأنَّه لا يُقبل الزواج دون فحص طبي يجريه الزوجان للتأكد من خلوّهما من أيّة أمراض قد تؤثّر على حياتهم، والتأكد من صحة النسل بينهما.


ورغم أنَّ هذا القانون أقرّ به البرلمان المصري، لضمان صحة جيدة للزوجان، ويسرى به حتّى الآن، إلا أنَّ هناك العديد ممن تجاهلوا تلك الشروط، ولم يكن ضمن إثبات عقد زواجهما، أوراق الفحوصات الطبية، التي تؤكد خلوّهما من أيّة أمراض، وكانت عبارة عن حبر على ورق، وهذا ما أثّر على حياة الكثيرين منهم وتعرّض بعضهم لأمراض حادّة، وهو ما حدث مع "رشا. أ" البالغة من العُمر 27 عامًا.


تروي "رشا" قصّتها التي اشتملت على الفرح والحزن معا، بدايةً من زوجها بابن عمّتها، الذي كان يُعاني من مرض "الصرع"، مرورًا بإصابة أطفالها، وصولا لحالتها الزوجية البائسة؛ فلم تكُن الأقدار تتفق مع الفتاة طيل هذه السنوات، ولم تأتي الفرحة لقلبها إلا مرّة واحدة حين تزوّجت.


لم تُجرِ الفتاة وزوجها فحوصات طبية لإثبات خلوّهما من الأمراض الوراثية، إذ تكون هذه الفحوصات عبارة عن ورقتين واحدة لكّل منهما، يُدوّن فيها نتيجة لعدد من التحاليل الوراثية، والتي تُعرف عامة بـ"تحاليل الزواج" وذلك بختم من مستشفى حكومية أو طبيب ذو خبرة ومتخصص في إجراء هذه الفحوصات.


قام الزوجان بملئ الورقتين دون الكشف، ووقّع عليهم المؤذون، عند عملية إثبات عقد زواجهما، وهذه كانت الكارثة الكُبرى التي اصطدمت بها الفتاة، إذ تفاجئت بإنَّ زوجها مُصاب بمرض "الصرع" ورثه عن عائلته التي تُعاني من نفس المرض.


أنجبت "رشا" أربعة أطفال، ثلاثة منهم يُعانون من أمراض وراثية، فالأول أُصيبّ بـ"كهرباء زائدة في المُخّ"، والثاني أُصيبَ بـ"بالتوحدّ"، والثالث أُصيبَ بـ" تأخر عقلي"، وثلاثتهم يحتاجون للانضمام لأحد مدارس التخاطب أو المدارس الفكرية، ولكن الأسرة غير قادرة على ذلك، وتزال الفتاة نادمة على ما فعلته تجاه هذه الفحوصات.


ويتردد أحد الزوجين بأبنائهم على المركز الحكومي التي يتبع كلية الدراسات العليا بجامعة عين شمس، والذي يهتم بتأهيل وتحسين سلوك الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، بغرض تأهيلهم للحياة.


واجمعت الأبحاث التي أجروها أنَّ إصابة أولادهم، ناجمة عن إصابة والدهم المُصاب بمرض "الصرع" وهو أحد الأمراض الوراثية.


أستاذ صحة عامة: تضمن صحة جيّدة للزوجين، وتحدّ من تخليق أمراض وراثية

يقول الدكتور محمد فوزي، أستاذ الصحة العامة بجامعة المنصورة، إنَّ مصر هي البلد الوحيد التي لا تزال تُمارس ظاهرة إجراء الفحوصات الطبية ما قبل الزواج، وأقرّها البرلمان المصري وجعلها إجباريًا، وذلك لضمان صحة الزوجين، مشيرًا إلى أنَّ هذه الفحوصات مُهمّة جدًّا، ولا تكون عائقًا في إتمام عملية الزواج، بل هي عبارة عن صورة كاملة لاكشتاف ما إن كان أحدهما يُعاني من أمراضٍ أم لا، وإن وُجد فيتمّ علاجها مبكرا.


وأشار أستاذ الصحة العامة إلى أنَّ الفحوصات الطبية ما قبل الزواج، تُساعد على إنتاج نسل خالي من الأمراض الوراثية، كما أنَّها تُساعد في إنقاذ العديد من الأطفال، بعدم ولادتهم بأمراض كـ"التوحد، والكهرباء الزائدة في المُخّ"، والتأخر العقلي، وإفراط الحركة"، وغيرهم من الأمراض المُشابهة.


اقرأ أيضًا..

الربط الإلكتروني لفحوصات المقبلين على الزواج يُساعد في حماية الأجيال الجديدة


وأوضح "فوزي"، أنَّها على جانب الزواج؛ فهي تضمن صحة جيّدة للزوجين، وتقلّ إصابة أحدهما المعافى، كما تحدّ من تخليق أمراض جينية ذات شفرات صعبة وراثية.

ads