شايفاكم «دقة قديمة».. أخصائية نفسية تكشف لـ«هير نيوز» أسباب تمرد المراهقة وعلاجه
تُعد مرحلة المراهقة لدى الفتاة أكثر
مرحلة مرهقة للأبوين، فلا يدركان أسلوب التعامل معها، فدائما في خلافات معها حول
ملابسها وتفكيرها ومعظم قراراتها، ويكون الآباء غارقين في حيرة شديدة
ولا يدركان كيف يتعاملان معها.
هل يتركاها تفسد "كما يريا"
أم يتدخلا رافضين تصرفاتها ويمنعوها بالعنف والصراخ الذي لا يهدأ أحد في البيت من سماعه منذ وصول سن الفتاة 13 عاما حتى
وصوله 19، ترى الفتاة فيهم أن والديها "دقة قديمة" لا يدركان تطورات
العصر وكيف أصبح ويعيشان " أيام الأبيض والأسود".
وبحسب وعي الوالدين؛ وتوفيق الله؛ قد يفلح الوالدين في المرور بابنتهما في هذه الفترة بأمان فتخرج سليمة دون
أفكار فاسدة ولا عادات وتصرفات خاطئة، أو يفقدوها ببعض الصراخ وعدم الفهم من الطرفين، فترى أنهما تخليا عنها وتركاها،
ويريا فساد حالها وعدم صلاحها.
وتقول الدكتورة إيمان عبد الله معالج نفسي واستشاري علاقات زوجية وأسرية، لـ«هير نيوز» أنه "في الفترة التي يكون في المنزل فتاة في مرحلة المراهقة يكون الوضع حساس إلى حد ما، حيث تتأثر الفتاة في هذه المرحلة بالخلافات الموجودة في الأسرة؛ وهو ما قد يترك شيء من الإضرابات لديها، فتصبح رافضة لبعض القيم والمعايير، ونظرا للتغيرات الفسيولوجية "النفسية" التي تمر بها في هذه المرحلة ؛ يكون لديها شغف لبعض الأمور وحب تجربة وفضول وغيره.
أسباب التمرد
وبسبب تلك التغيرات النفسية والجسدية في تلك المرحلة ؛ تنعكس على ردود
أفعال الفتاة ؛ فنجدها تتمرد على الحياة أو على الآراء، أو سلطة الأبوين أو على الأم،
وهي تحتاج في هذه المرحلة إلى أب قدوة ذو سلطة قوية يملك شيئا من الشدة والرحمة في
ذات الوقت؛ فيكون شديد وقت الخطأ، ورحيم فيما بينهم، وإذا شعرت الفتاة أن الأب
ضعيف؛ تبدأ في التمرد على الأم، خاصة إذا كانت الأم لينة لحد الضعف.
وتشير عبدالله إلى أنه لابد من مراعاة أن أي وسيلة عنف من الأم تجاه
ابنتها سيصبح عنف متبادل؛ فإذا عنفت الأم البنت في هذه المرحلة بجملة أو كلمة أو
موقف غاضب؛ سيكون رد فعل الفتاة مشابه ولكن مع درجات أقل.
الأم مصدر أمان
العواطف بها نوع من أنواع الاضطراب؛ لذا على الأم أن تتعامل مع ابنتها
عاطفيا وماديا بشكل فيه اتزان ويتيح للفتاة أن تشعر أن الأم مصدر أمان لها، لأن
معظم تمرد الفتيات مع الأم يكون اعتقادا منهن أن الأم تضطهدها أو حتى تكرهها ولا
تفهمها.
وعلى الأم أن توجه أبنائها منذ الصغر على الوازع الديني والحلال
والحرام؛ ونذكرهم بشكل غير مباشر بقوله تعالى "ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما
وقل لهما قولا كريما"، وقد عظم الله الأب والأم لدورهما المنشود، وبالتالي
لابد أن يكبر الأطفال على هذا الأمر، ويدركوا تضحيات الأهل بالوقت والجهد والمال
لأجلهم، وهناك من يشبع أولاده من هذه الأمور بشكل متزن وآخرون بشكل غير ملتزم.
ودائما أقول: اسمع ابنك في الصغر يسمعك ويطيعك في الكبر، علاوة على
أنه مهم جدا للأطفال ذاتهم ويقلل من نسبة تمردهم في مرحلة المراهقة، وإعطائهم حرية
التعبير في مرحلة المراهقة دون تعنيف أو عقاب أو تهديد ووعيد، لكن بشيء من
الاستيعاب والإحتواء، ولابد أن تشعرها أنها إنسان يحاسب على رد الفعل الغير لائق؛
لأنها عاقلة بالغة رشد.
وأوضحت أن المراهق يرهق من حوله من أهله لعدم تفهمهم كيفية التعامل
معه؛ وترى أن العيب ليس في المراهق ولكن في الوالدين مستشهدة بمثال السيارة
الحديثة بالنسبة لفترة زمنية مضت، وتحتوي على العديد من الأوبشنز، ثم بعدها بسنوات
أنى بسيارة أحدث بها إمكانيات أعلى لكنه لا يمكنه التعامل معها، فلا يمكنه اتهام
السيارة بعدم الصلاح، على العكس هو من لا يمتلك مهارة قيادتها، كذلك هذا الجيل
الحديث يختلف عن القديم ويحتاج إلى تفهم.
والفتاة في مرحلة المراهقة يكون على رأس مطالبها "الخصوصية
والإستقلال"، فعلى الأم أن تعي أن تمرد الفتاة في هذه المرحلة كأنها تقول لقد
كبرت وأصبحت آنسة .
جعلوني متمردا
إظهار الحب لأبنائهم، لأن التمرد يبدأ من شعور الفتاة بأنه غير مقبول،
وأن تمنحها الأم مساحتها الخاصة وتشعرها بسنها، ولأن الملبس والهيئة التي تخرج بها
الفتاة هي أكثر ما يرفضه الأهل وتتمرد لأجله الفتاة فعليهم أن يقنعوها بما يمكنها
ارتدائه ، وليس الرفض المطلق ، لأنه ما يدفع الفتاة للتمرد والعناد.
وعليهم تجنب المقارنات حتى ولو بينها وبين نفسها في الصغر كأن نقول: "وأنتِ صغيرة كنتي هادية وبتسمعي الكلام"، أو بشخص غيره، لأن ذلك يزيد من التمرد،
وكذا أن يتفهموا هذه المرحلة، ولا يتربصوا للفتاة في هذه المرحلة ، فلا بد من شيء
من المرونة وإعطائهم فرصة اكتشاف الحياة والنضج فيها، حتى ينموا عقلها.
اقرأ أيضًا..