حكايات من دفتر المرأة المُعيلة.. فاطمة: زوجى أدمن المخدرات وترك لي 3 أطفال.. أميرة: أربى فراخ للإنفاق على طفلى الرضيع
نساء كثيرات فقدن أزواجهن وأصبحن أرامل ولديهن أبناء يحتاجون لأموال ورعاية، وأخريات طلقهن أزواجهن وأصبحت مطلقات ويعانين من ذات المشاكل، وفئة ثالثة من النساء تعرض أزواجهن للحوادث والأمراض واضضررن للعمل بدلًا منهم لكى تسير دفة الحياة، الفئات الثلاثة يطلق عليها مصطلح" المرأة المعيلة"، وهى الفئة التى زادت مشاكلها فى الفترة الأخيرة بسبب ارتفاع الأسعار، وأصبحت تعانى لمشاكل اقتصادية ونفسية كثيرة،وتحتاج لدعم كبير من الدولة ومؤسسات المجتمع المدنى.
«فاطمة.ب»، زوجة معيلة تبلغ من العمر 36 عامًا، هجرها زوجها منذ 4 أعوام، ولم يُنفق على أطفاله الـ3، أصبحت الأم التي لاتمتلك عملًا مسئولة عن بيت وأسرة وعمل في آن، خرجت لمواجهة قسوة المجتمع ونظراته، من أجل الإنفاق على أطفالها.
تقول فاطمة، « تزوجت من عامل بناء، وكانت حياتنا تسير بشكل جيد، إلى أن أدمن المخدرات وتوقفت الحياة، وزادت المشاكل بيننا، فهجرني أنا وأطفاله الثلاث، لم ينفق علينا، بل طردنا وباع منزلنا، فعدت لمنزل أهلي، ولأن ظروفهم المادية صعبة، لم يستطيعوا افنفاق عليا وأطفالي، فاضططرت للخروج للعمل في مصنع حلويات، لكنني وجدت صعوبة في البداية،على التأقلم مع نظرات المجتمع للمراة المعيلة او المهجورة».
وتضيف، إنها أصبحت فجأة مسئولة عن منزل وأطفال لهم متطلبات، فكان لابد من العمل لتوفير نفقاتهم، أتقاضى نحو 100 جنيه يوميًا، أستطيع الإنفاق على أطفالي، لكنني أقضى نحو 10 ساعات بالعمل، وأحيانًا لا أستطيع التوفيق بين العمل ومتطلبات الأطفال، لا أتقاضى اي معاش إطلاقًا وأعتمد على عملي وأتمنى أن يكون لي مشروع خاص يؤمن لي حياة كريمة لأطفالي.
لم يختلف حال« أميرة.ع» البالغة من العمر 21 عامًا، كثيرًا عن فاطمة، لكن أميرة توفى زوجها بعد الزواج بنحو عام واحد، وترك لها طفل رضيع، فاضطرت للخروج للعمل للإنفاق على طفلها،« زوجي توفى في حادث وابني رضيع، وأهله خيروني ما بين زواج شقيقه المتزوج أم تركنا دون الإنفاق علينا، فاخترت أن ابتعد بابني وأعمل من أجل الإنفاق عليه، بدلًا من أن أكون ضُرة لزوجة أولى، لكنني واجهت مشاكل كثيرة في البداية، حتى تمكنت من إنشاء مشروع خاص بي، عبارة عن تربية دواجن وبيعها، في مزرعة صغيرة فوق منزلي».
نورا محمد، مسؤول ملف المرأة بمؤسسة قضايا المرأة المصرية،تقول، إن هناك فئات كثيرة من المرأة المُعيلة، منهن« المطلقات، الأرامل، الزوجات المهجورات، والزوجات اللواتى ليس لأزواجهن دخول ثابتة، فضلًا عن زوجات السجناء والمدمنين والمصابين بأمراض مزمنة تمنعهم من العمل».
وتضيف، إن هناك العديد من المشكلات تواجه المرأة المُعيلة، وبخاصة المطلقات، حيث يعانين من مشاكل اقتصادية واجتماعية بسبب نظرة المجتمع لهن، فضلًا عن المشكلات النفسيبو أحيانًا الجسدية، كما تتحمل الأرملة الكثير من الأعباء وأيضا زوجات العاطلين عن العمل، ومن ليس لديهم دخل ثابت.
المشكلات التي تواجه المرأة المعیلة:
تقول نورا، إن أهم هذه المشاكل هي الاقتصادية، حيث تعاني المرأة المُعيلة من انخفاض دخلها، ما يضطرها لبذل جهود مضاعفة أو تشغيل أبنائها لتستطيع توفير نفقاتهم، فالمرأة المعيلة تتحمل ضغوطًا حياتية كثيرة، فضلًا عن المشكلات الاجتماعية، حيث ينظر إليها المجتمع نظرة سيئة ويعتبرها« فرز ثاني».
وتضيف مسؤول ملف المرأة المُعيلة في مؤسسة قضايا المرأة، إن المراة المُعيلة تعاني من مشكلات مهنية أيضًا، بحيث تضطر للعمل في أعمال لم تكن معتادة عليها، وذلك لتوفير نفقات أسرتها، مالم تكن في استطاعتها إنشاء مشروع خاص بها، فضلًا عن عدم استطاعتها في بعض الأحيان على غدارة شئوون منزلها بشكل جيد.
تمكين المجتمع للمرأة؟
تقول نورا محمد، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي، حينما أعلن عن تمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا، بدأت كل مؤسسات المجتمع للعمل على المرأة، من خلال مساعدتهن، فنحن في مؤسسة قضايا المرأة نحارب منذ سنوات، من أجل تمكين المرأة والدفاع عن حقوقها، والدولة تحاول تمكينها اقتصاديًا من خلال إقامة مشروعات صغيرة، وتدريبهن على الحرف المختلفة، التي تتوافق معهن، فضلًا عن صرف معاشات بمختلف مسمياتها لتلك المرأة لتستطيع توفير نفقات أبنائها، بالإضافة الى الدعم العيني، التي تتلقاه من مختلف المؤسسات وعلى رأسهم صندوق تحيا مصر، لكنها لم تحصل على التمكين الكامل بعد.