بهذه الخطوات.. اجعلي لكِ وردًا ثابتًا من القرآن
الإثنين 23/أغسطس/2021 - 06:45 م
سمر دسوقي
تسأل إحدى متابعات «هير نيوز» قائلة: كثيرا ما تبعدني مشاغل الحياة عن قراءة القرآن فأجد نفسي مكثت أسابيع وربما شهورًا لم أقرأ ولو آية، فماذا أفعل كي يصبح القرآن جزءًا من حياتي؟.
يُجيب الشيخ أحمد تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف فيقول:
لابد أن تجعلي حياتك ممزوجة بالقرآن لا تنفك عنه، بالتلاوة الدائمة - من المصحف أو من حفظك- والاستماع الدائم في غير وقت التلاوة وهذا لن يتم إلا بتخصيص وقت للقرآن واستغلال فراغك وأوقاتك البينية ووقت المواصلات وفي الطرقات بقراءة القرآن.
والله لتجدن بركة في وقتك وتيسيرا في كل شأنك. وسعادة غامرة في صدرك ما كانت لتحدث إلا ببركة كلام الله ومن بركته أنه ما زاحم شيئا إلا باركه ببركته.
خيرات وبركات
وكان أحد المفسرين يقول: " اشتغلنا بالقرآن فغمرتنا البركات والخيرات في الدنيا"
- وقال إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي موصيا الضياء المقدسي لما بدأ يشق طريقه لتعلم الحديث: (أكثر من قراءة القرآن ولا تتركه، فإنه يتيسر لك الذي تطلبه على قدر ما تقرأ )
قال الضياء: (فرأيت ذلك وجربته كثيرًا، فكنت إذا قرأتُ كثيرًا تيسر لي من سماع الحديث وكتابته الكثير، وإذا لم أقرأ لم يتيسر لي)
وقال أحد السلف: (كلما زاد حزبي -أي: الورد اليومي- من القرآن زادت البركة في وقتي، ولا زلت أزيد حتى بلغ حزبي عشرة أجزاء).
وقال عبد الملك بن عمير (كان يقال إن أبقى -أو أنقى- الناس عقولا قراء القرآن).
وقال القرطبي: (من قرأ القرآن متع بعقله وإن بلغ مائة)
- وأما عن الوقت الذي لا تتهيأ فيه نفسك لتلاوة القرآن فاستمعي له وأنصتي من أحب أصوات القراء إليك،فما الرحمة إلى أحد بأسرع منها إلى مستمع القرآن لقوله تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ الأعراف ٢٠٤
شفاء الصدر وزوال الهم
وقد كان حبيبنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يحب سماع القرآن من غيره مع أنه عليه أُنزِل! وكان يقول: {إني أحب أن أسمعه من غيري}.
- وعلى قدر نصيبك من كلام الله تلاوة و تعلما و عملا و حفظا و استماعا
يكون نصيبك من رحمة الله ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةوَرَحْمَ] لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ الإسراء ٨٢
وكذلك ترشد الآية أن شفاء صدرك وزوال همك يكون بالقرآن
قال ابن الجوزي: (تلاوة القرآن تعمل في أمراض الفؤاد ما يعمله العسل في علل الأجساد).
- وقال شيخ الإسلام: (ما رأيت شيئا يغذِّي العقل والروح ويحفظ الجسم ويضمن السعادة أكثر من إدامة النظر في كتاب الله تعالى(
شفيع لأصحابه
ويكفي قول حبيبنا صلى الله عليه وسلم: {اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه} فذلك سبب كاف لتعكف عليه آناء الليل وأطراف النهار.
سيشفع لك هذا الرفيق المبارك يوم يفر منك أخوك وأمك وأبوك وصاحبتك وبنوك.
- ويكفي صاحب القرآن رضا وسرورا قول الحبيب صلى الله عليه وسلم : {يجيء صاحب القرآن يوم القيامة،فيقول القرآن: يارب حله، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يارب زِدْه، فيلبس حلة الكرامة،ثم يقول: يارب ارضَ عنه، فيرضى عنه،فيقال له: اقرأ، وارق، ويزاد بكل آيةٍ حسنة}
فاحذري أن تهجري القرآن أو تغفلي عنه فكل بعد عن القرآن هلاكٌ لنفسك واختناق.
اقرأ أيضًا..